(انقر هنا لتحميل الملف الصوتي)
بيبقى مسلّي جداً بالنسبالي لما واحدة أو واحد متعلّم وذو مركز أو من الطبقة الراقية كده يقولي بثقة: ’أنا أعرف إخوان كثير على فكرة، واتعاملت معاهم، وهمّا فعلاً كده…‘ ثم يبدأ في سرد أو ذكر العيوب والبلاوي اللي موضوع الحوار بيدور حوليها.
ومسلّي أكثر لما الكائن الإخوانوفوبي يخترع مصطلح أهبل زي ’الكائن الإخواني‘.
فيه ناس بتتكلم عن الإخوان وكإنهم مخلوقات من الفضاء، أو جنس مختلف عن جنس المصريين والعرب، أو كإنهم يهود مثلاً. فعلاً، لو تسمعهم بيتكلموا عن الإخوان، تحس إن الناس دي عملوا حاجة اسمها [إرجاء للتكذيب]، أو بالإنجليزية: suspension of disbelief، بحيث إنهم عَلَّقوا أو أجلوا تكذيب الخيال، أو علّقوا الحقيقة مؤقتاً لغاية ما يخلّصوا كلام عن الإخوان! واضحك.
والناس اللي بتقولّك إنهم تعاملوا مع الإخوان ويعرفوهم كويس، الرد عليهم بسيط وهوه سؤال: هل تعاملت معاهم جميعاً؟ كل عضو من مئات الآلاف من الأعضاء عرفته بنفسك؟
ولكن المهم، رجوعاً للموضوع، اللي دايماً بيبقى نفسي أقولُّه للشخص اللي يقولّي إنه يعرف الإخوان وتعامل معاهم وهمّه كده وهلمّ جرّا، هوّه: لا مؤاخذة يعني، من غير زعل، من غير ما انت تزعل ولا الإخوان يزعلوا مني، هوّه لو الإخوان فيهم ناس سطحيين ومغرورين وأنانيين وحشّاشين وكذابين ومقفّلين وعِنَديين ولا يقبلوا النقد ولا النصيحة وأخلاقهم سيئة وهجوميين و…و…
هُمَّ حيجيبوه منين يعني؟ ماهو منكم يا مصريين! إذا كان الإخوان فيهم الأشكال دي، فَدَه عشان انتم يا مصريين فيكم الأشكال دي على قفا من يشيل. إنتم يا مصريين فيكم العِبَر، وفيكم العيوب دي كلها. والإخوان دُول إيه أصلاً؟ لا يا ناصح، مش كائنات فضائية هُمَّ؛ الإخوان دُول مصريين زيكم، وطالعين من نفس الأرض اللي انتوا طالعين منها وشربوا من نفس الهباب اللي شربتوه، واتربوا على نفس العادات، واتعودوا على نفس الأخلاق اللي انتوا اتعودتوا عليها. لو ٥ في كل عشرة إخوان زي الزفت، فده عشان غالباً ٧ في كل عشرة مصريين زي القطران.
انتوا يا مصريين كثير منكم سطحيين ومغرورين وأنانيين وحشّاشين وكذابين ومقفّلين وعِنَديين ولا تقبلوا النقد ولا النصيحة وأخلاقكم سيئة وهجوميين و…و…والله انتم يا مصريين فيكم العِبَر. فلما انتوا أغلبيّتكم تنضفوا في قلوبكم وأخلاقكم، الإخوان أكيد حينضفوا برضو في أغلبيتهم.
فيا ريت نفُوق بقه من أفيون الإعلام وبلاهة تعليق الحقيقة وإحنا بنتكلّم عن الإخوان، ونفتكر إننا بنتكلم عن مصريين زيّنا، لو فيهم العِبَر، فده عشان مش حيجيبوه من برّه، إحنا فينا العِبَر، وهُمَّ بيجيبُوا شبابهم من وسطنا. بسيطة، صح؟
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق