الأحد، فبراير 17

خواطر عن إهانة المسلمين للطعام وتركهم سننه

سبحان مغيّر الأحوال! كتب د. خالد محمد الحمد (@alhamadkhaled): ’يقول شيخ سعودي: قبل ٧٠ سنة كانت ديارنا فقيرة، وكانت الصومال بلد غني، فذهبت هناك أبحث عن الرزق؛ وقد رأيت أهل الصومال يكبون النعمة في القمامة!‘

إني أحياناً أرى الكثير من المسلمين، بما فيهم من بلاد لا تعتبر مرفهة، مثل مصر وباكستان، بعد أن ينتهوا من طعامهم، يتركون الكثير من الأكل في صحونهم، ويلقون الكثير من الأكل الصالح في القمامة. أرى هذا بعيني، ووالله أتألم وأتحسر على ما أرى. إنّ الرسول (ص) أمر الآكل بلعق أصابعه قبل أن يغسلها أو يمسحها بالمنديل [انظر: «صحيح مسلم» (3/1605-1607)]، وأمر بأخذ اللقمة إذا سقطت وإماطة ما عليها وأكلها [انظر: «صحيح مسلم» (3/1605-1607)]. وقياساً على أن موضع السجود يشهد لنا يوم القيامة، فقد تشهد علينا النعمة؛ إن كان علينا كمسلمين أن نلعق أصابعنا قبل غسلها أو مسحها، كي لا تضيع حتى قطرات المرقة، ولأن بركة الطعام قد تكون في قطرة صلصة، فما بالنا مثلاً بحبّات الأرز التي يلقيها بعضنا في القمامة كل يوم! لا تحقر من شأن هذه الحبات؛ بل فكّر بطريقة الماكرو-إيكونومِكس أو الاقتصاد الكلّي، بطريقة مبسطة جداً، أي اضرب حبات الأرز هذه في مثلاً ٥٠ مليون مواطن كل يوم، يعني إن ألقى كل مواطن من هؤلاء عشرة حبات أرز فقط في القمامة يومياً، لأصبح في القمامة يومياً ٥٠٠ مليون حبة أرز—نصف مليار، وهو بحسبة تقريبية ما يعادل ١٤ طن أرز يومياً في القمامة!

وهذا إسراف الأرز فقط، وأنا أتحدث عن أن كل مواطن من ٥٠ مليون مثلاً يلقي في القمامة فقط ١٠ حبات أرز، فقط عشرة! فما بالنا بالأكل الذي يلقيه البعض في القمامة كل أسبوع. قارن هذا الواقع المرير، بأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم لنا بأن نلعق أصابعنا قبل غسلها. يمكن...يمكن لمن تبقى فيه ذرة من احترام لأوامر الرسول (ص) وسنته فوق أي شكليات أن يشعر بفجيعتنا ومصيبتنا في الأمة الإسلامية كلها اليوم. وكما ذكرت، أرى الإسراف من المصريين والباكستانيين، ليس فقط في إخواننا الخليجيين.

ثم نشتكي من الفقر وقلة الموارد وحالة الاقتصاد! سبحان الله، عجبت لك يا مسلم، قبل أن أعجب للإنسان أو أعجب للزمان. وكلّه لأننا جهلنا ديننا وسنّتنا وتخلينا عنهما وفضلنا المظاهر وتقليد الغرب عليهما، بل وبعضنا اعتبروهما تخلف ورجعية. ومن يعرف دينه فينا، أحياناً لا يربط الدنيا بالدين كي يرى الحقائق ويفهم لماذا قد يكون الله غاضباً علينا.

إني أحب الأكل بيدي، ونعم، ألعق أصابعي بعد الأكل وأمسح طبقي بأصابعي حتى لا أترك أي طعام عليه يضيع هباء ولأني لا أعرف أين بركة الطعام، على الأقل عندما أكون في بيتي ولست مضطراً للأكل التظاهري الثقيل الدم. ونعم، أرى الاستغراب في أعين بعض العرب والباكستانيين هنا، حتى وهم يبتسمون، عندما يروني أفعل هذا، خاصة لأن شكلي غربيّ بعض الشيء. ولا أملك إلا أن أقول في عقلي...نسيتم دينكم وسنتكم، لدرجة أنكم أصبحتم تستغربون من مظاهرهما! ليتكم تدركون أنه لا عيب في سنة الحبيب عندما ترون الغربيّ، أو نصف الغربيّ، يتبعها. وأقسم بالله العظيم أن طعم الأكل نفسه يكون أفضل في فمي عندما آكل بيدي، وبالثلاث أصابع فقط، لا بقبضة اليد كما يفعل بعض العرب اليوم. فالأسباب كثيرة جداً لاتباع سنة الحبيب، والرجوع لديننا؛ اقتصاد، بركة، مرضاة الله، وطعم الأكل نفسه.

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: