لفت انتباهي أحد أصدقائي إلى شيء لم ألاحظه في تطور الأحداث ودينامية المواجهة ما بين الإعلام والتيار الإسلامي كَكُلّ، والإخوان بالأخص: في بداية الانتخابات وقصة التطور السياسي في مصر بعد الثورة، كان الإعلام يركز بشدة على السلفيين في السياسة والإعلام الإسلامي، ويتصيّد لهم الأخطاء، بل وأحياناً يتصيّد لهم أي تصريحات أو أفعال من السهل إقناع الجماهير الليبرالية أو العالمانية أو حتى القليلة العلم بالإسلام أنها أخطاء وتصريحات متطرفة وإلى آخره.
إن تتذكروا، من قام برفع الأذان في البرلمان كان من الإخوة السلفيين؛ موضوع عملية التجميل، نفس الكلام؛ تهمة فعل فاضح في مكان عام، كذلك. فما هي النتيجة؟ تلطيخ سمعة التيار الإسلامي كَكُلّ، وبأسهل طريقة ممكنة، لأن جماهير ليبرالية أو قليلة العلم بسهولة جداً تكره تصريحات أو أفعال عندما تقنعها أنها متطرفة. ثم بعد كل هذا، تتصدر الإخوان كجماعة وكحزب أغلبية سياسية المشهد السياسية في مصر...وإيه؟ وتشيل الليلة!
يعني إن لاحظتم، يكاد لا يوجد أي نقد اليوم أو فضائح من الإعلام اليوم ضد السلفيين! موضوع المتحدث الرسمي للرئيس، علم الدين، ده لم يأتِ من الإعلام؛ وإنما المكتب الرئاسي نفسه ثم من تصريحات القيادات السلفية، ثم بعد ذلك استغله الإعلام؛ خُد بالك. ولكن اليوم، مين اللي شايل الليلة كلها إعلامياً؟ الإخوان. ويكاد يكون مفيش أي نقد أو كلام على السلفيين! بل بالعكس، بيعملوا تحالفات مع ليبراليين واشتراكيين وغيرهم! فجأة، أصبح الفِكر الأحوط (وهو المعروف بالأكثر تشدداً عند بعض الناس) حلو وجميل وتمام؛ والإخوان هُمَّ اللي كِخّة ووحشين! ليه؟ أصلهم حزب الأغلبية. يعني إيه أغلبية؟ ما تيجي نتكلم بالأرقام: حوالي ٥٠% في البرلمان إخوان، وحوالي ٢٠% سلفيين. طيّب، هل المعادلة دي تستحق إن الكلام كُلّه إنهارده يتحول من ’الإسلاميين وحشين‘ إلى ’الإخوان وحشين‘، والسلفيين دُول حبايبنا أو مش حنتكلم عليهم خالص؟
واللعبة اللي أثارت انتباهي في الحكاية دي كلها هي أسلوب الإعلام فيها! قمة الحرفنة في غسيل أمخاخ الجماهير ورسم الصورة المستقبلية المستهدفة في عقولهم! استغل بعض [السلفيين] في تلطيخ سمعة [التيار الإسلامي] كله أو [الإسلاميين]، ثم كرر على الناس إن [الإخوان] هُمَّ [الأغلبية]، ثم اسكت عن السلفيين وعن الإسلاميين، وابتدي شغّل اسطوانة الإخوان لوحدها.
مش بأقولكم...حرفنة! :)
بس يا ريتها كانت في الخير.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق