السبت، فبراير 23

أمثلة من تأثر المسلمين بالعالمانية والإسلاموفوبيا

كتب أحدهم: ’الحريه هي ان يمتلك الفرد الحريه الكامله في الاختيار والتصويت بدون توجيه وبدون ضغط‘: مزج حق مع باطل. الحق في الحرية الكاملة في الاختيار والتصويت، وأن ’الضغط‘ يفسخ الحرية أو يبطلها؛ أما الباطل فهو زعم أن ’التوجيه‘ يفسخ ويبطل الحرية! من قال بهذا أصلاً؟ من قال أن توجيه الناس وإعلامهم يبطل الحرية؟ هذا إدعاء لم أقرأه أبداً في أي كتاب أكاديمي أو فلسفي أو حتى ديني؛ لم أسمع هذا سوى في إعلام غسيل المخ.

ثم للأسف الشديد، يبني الأخ استنتاجاته كلها على هذا الجزء الباطل. فانظر إلى اختيار الكلمات في عبارة: ’قيام الاخوان بتعبئة الاوتوبيسات [وتوجيه] الشعب البسيط للتصويت‘. ما المشكلة في أن يقوم الإخوان بشجيع الناس على التصويت بدلاً من التكاسل أو الصمت أو السلبية؟ ما المشكلة في أن يقوم الإخوان بتيسير عملية التصويت للمحتاجين، بتوفير حافلات نقل لهم؟ ما المشكلة في أن يقول الإخوان للناس أنهم يهدفون إلى تطبيق الشريعة الإسلامية (وهو ما حدث بالفعل قدر الإمكان في الدستور المبدئي، وحتى المادة الثانية التي كان عليها قولان بسبب كلمة ’المبادئ‘، قاموا بتوضيحها في مادة جديدة...يعني أثبتوا أنهم يهتمون بالشريعة وتوضيح معناها بالفعل)، وأن يستخدموا كل الطرق الإعلامية المناسبة لتوعية الناس بأهداف حزبهم، الحرية والعدالة، وخططهم؟ أليس هذا ما يقوم به أي حزب سياسي في أي دولة أخرى، بما فيهم الدول المتقدمة؟ ما المشكلة في أي من هذا؟ لا يوجد أي مشكلة، سوى في الإعلام الفاسد الغاسل للأمخاخ، ومن تم غسيل مخه بالفعل، فأصبح يرى السياسة من منظور عاطفي انفعالي ضبابي، بدلاً من منظور عملي موضوعي عقلاني.

وانظر إلى اختيار الألفاظ مرة أخرى: ’مرورا باستغلال المساجد ورفع راية الدين في الدعاية‘. استغلال؟ هل أصبح تعليم الناس وتوجيههم إلى الحق في خطب المساجد ’استغلال‘؟ من أين أتى هذا الفِكر من الأصل؟ ’رفع راية الدين في الدعاية‘؟ أُمَّال عايز حزب إسلامي يرفع راية إيه؟ راية العالمانية؟ راية الليبرالية؟ تحب يرفع راية الاشتراكية أو الإنسانية؟ يرفع راية إيه بالظبط حزب إسلامي؟ ما أكيد لازم يرفع راية الإسلام! وإيه كلمة ’الدين‘ دي؟ عارف جات منين؟ جات من اللي معندوش دين أصلاً، أو كافر بالدين، أو دينه محشور في ركن مظلم للشعائر التعبّدية في محراب عبادة، وعمره ما بيخرج دينه منه...يعني واحد دينه غير دين الإسلام. يعني واحد قبل إن العالمانية تركب دينه وتدلدل رجليها كمان. عايزنا نبقى كده؟ عايز الإسلام يتحول لكده؟

ما لازم نرفع راية الدين في السياسة، لإن دين الإسلام يخرج منه سياسات اقتصادية واجتماعية وعسكرية وتجارية و...و... سياسات كثيرة تجتمع فتكون السياسة الإسلامية في إدراة شئون الدولة المسلمة والمجتمع المسلم.

يا ريت يا جدعان لما كل واحد جاهل يقولك ’رفع راية الدين‘، وقفه عند حده وقولُّه: لا يا حبيبي، ما تستخبّاش ورا كلمة الدين العايمة دي؛ اتكلم بالتحديد كده وقولِّي إيه اللي مش عاجبك. إحنا مش بنرفع راية ’الدين‘، إحنا بنرفع راية الإسلام. فلمّا يبقى مش عاجبك اللي بيحصل، خليك مباشر كده واسترجل وقلها صراحة: مش عايز حد يرفع راية الإسلام. ماشي؟ ما تستخبُّوش ورا كلمة ’الدين‘ حياة أبوكم.

سبحان الله، ويقول كاتب كل الكلمات المقتبسة أنه مؤيد للمشروع الإسلامي! أي تأييد للإسلام يأتي من عقل يفكر بهذه الطريقة العالمانية، وهذه الإسلاموفوبيا المقنعة الخفيّة؟

أسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى الحق ويرزقنا اتباعه.

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: