الثلاثاء، فبراير 5

السباب والحياء والنساء

قرأت تعليقاً عن الشتيمة؛ افتكرت تربيتي، وافتكرت حال بلادنا كان إزاي في التسعينات، وافتكرت اللي بأسمعه عن حال بلدي تجاه الشتيمة والسباب العلني إنهارده، وافتكرت المخلوق الواطي سُوسْتَه والثقافة الواطية بتاعته والتخدير والدغدغة العقلية تجاه السبّ العلني اللي بيقوم بيه. فتأملت في الأمر.

أنا مباشتمش بألفاظ نابية في أي مكان أو صفحة عامة، ولا أسمح لأي شخص بنشر الألفاظ النابية على صفحتي؛ هذا مع العلم بأني على أتم الاستعداد بأن أترك شتيمة موجهه لي شخصياً إذا لم تكن لفظاً قذراً تماماً، يعني لو واحد كتب ’كلب حقير واطي‘، ممكن أسيبها لو معاها كلام تاني، لكن ما أسيبش لفظ قذر أبداً. والسبب الرئيسي هوه وجود البنات والنساء. حقيقي، مقدرش أزعم إن امتناعي عن الشتيمة راجع لمبادئ أو كده، خالص...أنا ممكن أشتم بأوطى الألفاظ، أخلاقي للأسف تسمحلي وبأشتم مع صحابي الولاد—على الأقل إنهارده، وبأؤكد للأسف لإن ده شيء لا يدعو للفخر أبداً ولا شطارة أو شجاعة مثلاً والعياذ بالله؛ ده ضعف وتنفيس للغضب مثير للشفقة. لكن ما يمنعني عن نطق أو كتابة الألفاظ القذرة في أي مكان أو صفحة عامة هو احتمال أن تسمع أو تقرأ السباب فتاة. أنا عارف إن فيه بنات بتشتم، لكن ده مش معناها إن كلهم كده؛ واحتراماً للبنات اللي ممكن يسوئها جداً قراءة أو سماع الشتيمة أو الفحش، أمتنع. وفي الامتناع خير وتحضر ليّا، غصبٍ عن أخلاقي اللي تسمحلي، فالحمد لله إن ربنا خلق بنات محترمة ولسه موجودين رغم أنف المخلوقات العِرّة من الجنسين.

فلكل ذكر وأنثى بيشتموا بفحش في الصفحات والأماكن العامة وفاكرين إن الناس كلها زيهم أقولهم: لأه، فُوقُوا، لسّه فيه بنات حيائها ينخدش من الفحش والألفاظ القذرة وقد تتأذى بشدة كمان، ولسّه فيه رجالة تمتنع عن الألفاظ دي عشان بنت واحدة بس زي دي، حتى لو وسط عشر إناث وجوههم ملوثة بقبح ما تقبلوه من ألفاظ حولهم بدون الإعراض عنها بوجوههم. إحنا رجّاله، مش لازم تكون وشوشنا جميلة علاطول، لكن البنت...إزاي يفضل وشّها جميل وهيه موجهاه كل يوم في اتجاه ألفاظ قذرة من غير ما تدوّر وشها وتسيب المكان اللي فيه ألفاظ قذرة؟ ما ينفعش. حتحتاج طبقات من الفاونديشن عشان تغطي القذارة اللي بتتراكم على وشها اللي مبقاش فيه حياء، وتلوث بقذارة الموجات الصوتية النابية.

يا ريت كل بنت بتسمح لنفسها تقول ألفاظ نابية أو تقعد مع ناس بترمي في وشّها ألفاظ فاحشة تفتكر إن حتى الشاب اللي كان بيلعب بديله وهوّه صغير مع الداعرات، لما بيفكر يتجوز، بيحاول على الأقل إنه يبتعد عن الوجوه الداعرة، فيبحث عن وجه فيه بعض الحياء؛ هوّه بيعمل كده بفطرته، لإنه عايز زوجة يثق فيها؛ سواء ربنا وفقه يلاقيها بعد اللي عملُه أم لا، دي حاجة ترجع لله بقه. وتراكم الألفاظ القذرة في وش أي بنت لا يمكن أن يترك أي حياء على الوش ده. والوش اللي من غير حياء حيحتاج فاونديشن كثير قوي عشان يخبّي القذارة التي سممت الحياء. أنا عارف إن ذكور كثير  بقه يبدو عليهم إنهم لا يروا ولا حتى يهتموا بالحياء، ولكن أؤكد لكم أن الكثير منهم عندما يبحثون عن شريكة حياة، بفطرتهم البحتة يبحثون عن الحياء في وجوه من يقابلونهن من نساء. فالسؤال: هل من حياء تبقّى في وجهكِ أم أن الفُحش قد قتله قتلا؟ ووالله إن الحياء ليس طأطأة الرأس وحمار الخدود، بل هو هالة ساحرة يراها الرجل في وجه وعين المرأة المرفوعة الرأس؛ فإن كان رجلاً نبيلاً، ألقت في قلبه الاحترام، حتى جعلته هو يطأطئ عينه للحظة.

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: