سألت نفسي: من الحقير؟ فتفكرت ثم وجدت أن الحقير عندي هو من استغل ضعف أو جهل شخص آخر كي يستغله هو نفسه.
وسألت نفسي: من البغيض؟ فوجدت أن البغيض عندي هو من ظن أن امتلاك شيء يعطيه مقاماً وهيبة حقيقية ثم بالفعل تملك هذا الشيء؛ أو من ظن أن الشهادة واللقب يعطياه مقاماً وهيبة حقيقية وبالفعل حصل عليهما؛ أو من ظن أن المنصب يعطيه سمواً ومقاماً أعلى وبالفعل حصل على المنصب؛ هذه الناس عادة ما أجدها بغيضة كلما تعاملت مع أشكالهم. نبرتهم بغيضة، أسلوبهم بغيض، عيونهم بغيضة، ووجوههم بغيضة. وأبغضهم لأني أعلم أنهم يشعرون بالنقص والدونية، وأعلم أنهم يبغضون أنفسهم ونصيبهم، ومع ذلك...يضعون في نبرتهم وعلى وجوههم قناعاً من التعالي على الآخرين. فيا له من تناقض يقطر قبحاً.
أما القبيح...فهو من كَرِه الجمالَ في الآخرين، فكُرِه الجمالُ فيه وارتدت الكراهية على وجهه قبحاً.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق