عجبت لمن يتعجب من عدم قدرة المعارضة أو الليبراليين أو أهل جبهة الخراب على التخلص من الكراهية العمياء تجاه التيار الإسلامي، وهو نفسه—بتاع التيار الإسلامي—غير قادر على التخلص من الكراهية العمياء تجاه طرف ما...سواء شيعة أو أقباط أو إخوان أو سلفيين.
فلنعترف لأنفسنا في التيار الإسلامي أن بعضنا يكن الكراهية لطرف ما، القليل من السلفيين يكرهون الإخوان ومرسي؛ والقليل من الإخوان يكرهون السلفيين؛ والكثير من الجانبين يكرهون الأقباط أو الشيعة أو الاثنين!
هناك أمثلة سيئة في كل مكان وكل مجموعة من الناس في الدنيا؛ هذا لا شك فيه. يعني فيه إخوان فاسدين وفيه سلفيين متطرفين وفيه أقباط وحشين وفيه شيعة مجانين. ولكن إن ركزنا على كراهية الأفعال والأقوال نفسها التي تخالف الوسطية الإسلامية، لسلمنا من الكثير من المغالاة والكثير من الحقد والكراهية الدائمة التي تأكل قلوب البعض فتحرم أصحابها من الإخلاص الحقيقي في الصلاة ومن التخلق بخلق من بُعِث رحمة للعالمين. من كره الأفعال والأقوال الخاطئة فقط، استطاع أن يكره لفترة مؤقتة، واستطاع أن يرى الأمور من منظور موضوعي عقلاني، واستطاع أن يناقش الآخرين بإقناع وهدوء؛ ونعم، أدرك أن حتى الإقناع والهدوء لا ينفع مع بعض الناس، ولكن يجب على الأقل أن نحاول!
إذا كانت نصيحة الرسول (ص) هي: «أبغض عدوك هوناً ما، عسى أن يكون حبيبك يوماً ما»، فما بالنا بمن هو ليس عدونا! وهل من يشهد ألا إله إلا الله، وأن محمداً رسول الله، ولم يرفع علينا السلاح أمام أعيننا بالدليل البيّن، هل يجوز أن يُعتبر مثل هذا عدونا؟
أحياناً عندما تستغرب ما تراه في غيرك، يغيب عنك أن ما فيهم فيك، ولكنك لا تلاحظه. قبل أن تنتظر من غيرك أن يتوقف عن كراهيتك العمياء، اسأل نفسك من تكره في هذه الدنيا؟ اسأل نفسك: هل يمكنني أن أكره فعله وقوله ولا أكرهه هو نفسه؟ واسأل نفسك هل كراهيتك لهذا الطرف أو هذه الأطراف لها أسبابها العقلانية؟ هل رأيت هذه الأسباب بعينك أو رأيت دلائلاً قاطعة لها؟ أم أن أسبابك كلها...لا مؤاخذة...تربية إعلام!
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق