الاثنين، ديسمبر 31

كيف تكرهون أنفسكم؟

سودانيين يكرهوا مصريين، ومصريين يسخروا من سودانيين، وإماراتية فاسدين يتطاولوا على مصريين، فمصريين يكرهوا الإمارات كلها، ويكرهوا الفلسطينيين، ويكرهوا المصريين الإخوان...وتتبلّد أحاسيسهم مع الصهاينة. بل وأحياناً...شارون أحسن من مُرسي والصهاينة أهون من الإخوان.

إحنا عايشين في وقت عجيب. وانا من قبل ما أكون زعلان على الظواهر دي، أصلاً مش قادر أفهمها...مهما أجيبها يمين أو شمال، فوق أو تحت، قلبي مش مطاوعني إني حتى أتفهم إزاي ممكن أكره السودانيين أو الفلسطينيين أو الإماراتية أو القطريين أو السعوديين؟ أكره قلة الأدب في واحد إماراتي، ماشي، أكره إتهامات خيانة عظمى من سوداني، ماشي، إنما أكره إخواني كلهم على أي أرض، شعب كامل؟ سواء المغرب، الجزائر، الإمارات، أو ماليزيا؟ إزّاي؟!!! من أي مكان ينفع القلب يستقبل الإشارات العاطفية دي أصلا؟ تركيبياً مش نافعة! وبناءً عليه، إزاي يطاوعني القلب أعمّم عمّال على بطّال كده وأضع شعب أو وطن كامل، أغلبيته العظمى إخواني، في قفص الإتهام...إزاي؟

إزاي أكره نفسي؟ إزاي أمقت جزء منّي؟

انتو إزاي بتكرهوا أنفسكم؟

’مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ. إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى.‘

’إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ‘—سورة غافر: ١٠.

—ياسين رُكَّه

الكريسماس وتاريخ ميلاد عيسى عليه السلام

بمناسبة احتفال الكثير من المسيحيين وبعض الآخرين من غير المسيحيين (بما فيهم مسلمين) برأس السنة الجديدة، وربط الكثير منهم الاحتفال بمولد عيسى عليه السلام أو المسيح ابن مريم، أحب أن أذكر لكم أن العديد من الباحثين المسيحيين استنتجوا بالمنطق والأدلة من الإنجيل المعاصر نفسه أن عيسى لم يُولد في ديسمبر من الأصل، بل وُلِد في سبتمبر! ويقول بعض الآخرين أنه وُلد في الصيف. بل وأيضاً بعض علماء الفلك والكونيات استنتجوا أنه ولد في يونيو، وبالتأكيد ليس في الشتاء.

أما عن طقوس أو شعيرة الاحتفال بالميلاد أصلاً، ميلاد أي شخص، فهي طقوس...

ولّا بلاش. كفاية كده. المهم إننا أغلبنا سيبنا أدياننا وإنهارده بنتبع طقوس وأفكار كثيرة إما مستحدثة أو منسوخة من عقائد وأيديولوجيات أخرى، لا علاقة لها بما قاله مُوسى أو عِيسى أو مُحمّد—عليهم صلاة الله وسلامه أجمعين. ربنا يهدينا جميعاً.

—ياسين رُكَّه

المصادر:
http://www.truthortradition.com/modules.php?name=News&file=article&sid=467
http://www.huffingtonpost.com/2008/12/09/astronomers-jesus-was-bor_n_149749.html
http://www.telegraph.co.uk/topics/christmas/3687843/Jesus-was-born-in-June-astronomers-claim.html

شِعْر عامّي: أكره وأكره الإخوان

ياسين رُكَّهأكره وأكره الإخوان

صبّاحي
أحبُّه في أيامي ومنامي ووانا صاحي
البرادعي
يبوس إنجلينا وأحبُّه وانا بأستغفر وأدعي
شفيق
أحبه وأحبه وأحبه وأدعو الله ألا أفيق
مبارك
دمعتي شاهدة، ما شاء الله وتبارك
كلهم حبايبي، قوي قوي، من جُوّه
ويمكن أقبل الصهاينة، إنما الإخواني، إلا هُوّه
أكره وأكره وأكره الإخوان
بمنتهى الغلّ والعنفوان
سألوني ليه كده يا عبدْ لله
قولتلهم هوّه كده، لله في لله
أصل كل أسبابي طلعت إشاعات وتلفيق
وضاع آخر أمل ليّا...خسر شفيق
فمفيش غير إني أكره الإخوان لله في لله
وأطمّن نفسي على ديني بنشر آيات الله
حتى لو مش فاهم لا الآية ولا ديني
مش مهم، المهم أكره الإخوان ويزداد يقيني
إنهم شياطين وأسوأ من الصهاينة
فاصل بقه عشان أغنية هايفا هايلة

—ياسين رُكَّه

اتخانقوا آه، بس بالدولار!

وعملوا للحملة وَسْم (تاج) على تويتر كمان: #حول_بالدولار_لحسابك_دعم_بلدك

يا ترى اشمعنا الدولار؟ عشان ده قيمته نار؟ ولّا عشان حينزل للقرار؟
فكّر انت فيها وحدد القرار؛ أو اقرأ واتعلم عشان تفهم الحوار.

في الوقت الذي يحذر فيه عشرات الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين من انهيار الدولار نفسه في المستقبل القريب، يدعو بعض أعضاء الأحزاب الإسلامية في بلادنا وأحزاب المعارضة وإعلامهم المصريين إلى القيام بخطوتين متعارضتين، نعم، ولكنهما يتفقان في نقطة واحدة: استخدام الدولار!

لا حول ولا قوة إلا بالله.

يعني بعض الأمريكان نفسهم بيقولوا إن الدولار نفسُه قد ينهار في أي وقت، وبيحضّروا للمشكلة المرتقبة ببَسْط الأرصدة على أكثر من عملة وجعل بعضها في المعادن الثمينة وبعضها في عقارات، وعندنا في مصر الأحزاب الإسلامية تقول اعملوا تحويلات إلى داخل مصر، والليبراليين والإسلاموفوبيين والمعارضة تقول طلّعوا فلوسكم بسرعة قبل الانهيار، والاتنين بالدولار...حوّلوا بالدولار وبعد ما تسحبوا حوّلوا إلى دولار.

إحنا كلنا بيتلعب بينا الظاهر...كلنا، وكله عشان خاطر عيون الأعداء وأمريكا والدولار. اتخانقوا، آه يا ولاد، بس كله بالدولار، ها؟

شيء مضحك، ولكن شر البلية ما يُضحِك.

نهايتُه، اعملوا اللي عايزين تعملوه، بس استخدموا أي عملة ثانية يا جماعة الخير، ويا أي جماعة. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.

—ياسين رُكَّه

قوات الأسد...قوات الأسد

سؤال لكل مصري وعربي، سواء من الإخوة المتدينين أو النخبة المتحررين: عندما تعيد نشر أخبار سوريا وتتناقلها قائلاً ’قوات الأسد‘، على ماذا تبني هذا الاستنتاج والادعاء؟ أي كيف عرفت أن المجرمين الذين يقتلون السوريين هم قوات الأسد؟ هل هذا شيء ’واضح‘ أو ’بديهي‘ أو ’حيكون مين يعني‘؟ أين الوضوح أو البديهية في هذا الاستنتاج؟

مثلاً في مصر، هل نحن اليوم متأكدون ١٠٠% أن من قتلوا الثوار من أول الثورة وإلى حادثة الاتحادية كانوا قوات الرئيس؟ يعني قوات مبارك هم من قتلوا الثوار ثم قوات مُرسي هم من قتلوا الثوار أيضاً؟ ما لكم كيف تحكمون؟

والمضحك...أن هناك بالفعل من يؤمن بهذا! أن قوات الرئيس في الحالتين هم من قتلوا الثوار، وبرضو قوات الأسد هم من يقتلون السوريين.

ولا، رسالتي ليست أن مبارك بريء والأسد بريء. المفترض أني لا أحتاج لتوضيح هذا، ولكن الغباء أو غسيل المخ (لا معذرة ولا حرج في الحق بصراحة!) وصل ببعض الناس هذه الأيام لدرجة أننا نحتاج إلى توضيح الرسائل بهذه الطريقة: ليس ما أقصده هو أن مبارك أو الأسد بريئان، بل ما أقصده هو أنه قبل أن نكرر الأخبار ونعيدها كالببغاء، علينا أن نتأكد من الخبر؛ فإن لم يكن لدينا دلائل على هوية القتلة، فلا يجوز لنا ولا يصح أن ننسب المجرمين إلى أي جهة جزافاً هكذا. قد يكون مرتكب الجريمة في موقف ما جندي حكومي، وقد يكون المجرم في مواقف أخرى قاتل محترف مأجور أو جاسوس أو بلطجي أو...أو...وإلى آخره.

الله يهدينا وينوّر عقولنا جميعاً.

—ياسين رُكَّه

الأحد، ديسمبر 30

تصريحات البنك المركزي المصري عن تدهور الاقتصاد

تعليقاً على مشاركة البنك المركزي المصري في تكذيب تصريحات الرئيس، وما يتناقله كارهي التيار الإسلامي على لسان البنك:

البنك المركزي ده شركة خاصة والقائمين عليها غالباً هم ألدّ أعداء الوطن (أو أكبر حرّامية في الوطن). واللي مش مصدّقني وحيقول نظريات مؤامرة، يقرأ الأول عن البنك المركزي الأمريكي: الاحتياطي الفيديرالي Federal Reserve Bank.

طبعاً لازم يساعدوا الإعلام الديوث على نشر المخاوف والإشاعات في الوطن. وهمّا أكبر مستفيد أصلاً من إقامة دستور عالماني وضعي يسمح لهم بأكل المليارات والمليارات من الربا لعشرات السنين أمامنا، وبالتالي أشد أعداء الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى حظر الفوائد المالية في أقرب وقت ممكن.

وآدي رد بالأرقام على تصريحات البنك.

وآدي صفحة أجنبية بتوضح الأرقام عشان اللي بيقول إن الأرقام شكلها من صفحة إخوانجية!

—ياسين رُكَّه

المنافقون وعاهات اللسان وسفهاء الأحلام والإعلام

كتب صديق لي:

’بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿138﴾.....النساء

من هم ؟ اقرا التى تليها‘

ولمن يتعسر عليه أن يبحث عن الآية التي تليها الآن، الآية من سورة البقرة هي: ’الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾‘

وجدت نفسي أتذكر آيات أخرى في القرآن عن المنافقين، وتفسير تلك الآيات، فكتبت:

’ويا ريت المنافقين إنهارده لسانهم حلو زي ما كانوا على أيام الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنما بالعكس، دُول بيتهتهوا ويتأتئوا في الكلام. وعجب العجاب، إن الغنم برضو بتسمعلهم وتمصمص شفايفهم ويقولوا يا سلام!‘

جملة جعلتني أضحك للحظة، وقد تكون قد جعلت أحدهم يبتسم وهو يفهم المقصود أو يُسقِط الإشارة على أشخاص محددين في الساحة السياسية المصرية اليوم. ولكن...بعد الضحك مباشرة، أجد نفسي أطأطئ رأسي في أسى وحزن على حال الناس، خاصة حال قومي، العرب اليوم. أجد نفسي أتساءل: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ كيف تحول أهل الشعر والبلاغة إلى قوم بهذا القدر من الجهل، حتى أصبح أسفه السفهاء وأجهل الجهلاء وذوو عاهات اللسان هم من يتحدثون باسم الشعب وهم المشهورون عند الشعب؟

ألا تلاحظ هذا يا مصري؟ من أشهر المذيعين؟ من أشهر السياسيين والنخبة؟ كم واحد منهم عنده عاهة في لسانه أو يتأتئ أو يتهته في خطابه؟ كم واحد منهم نحفظ له عشرات وعشرات من الهراء المضحك؟ كيف أصبح هؤلاء يا مصريون هم من يتحدثون لنا فنسمع لهم ويتحدثون باسمنا؟ ولا تجعلوني حتى أبدأ في نطق الآلاف للغة العربية الفصحى، الذال كَزِين والثاء كَسِين...نشاز نشاز نشاز يكاد يحدث القيء قبل أن يحدث صداعاً في الأذن.

والله إنه لشيء ووضع وحال يكاد يبكيني. وأنا كإنسان يجري في عروقه دم، نصفه عربي ونصفه اسكندنافي، أقول للعرب: خذلتموني وخذلتم مسلمي آسيا يا عرب...بعد أن خذلتم الإسلام. واأسفاه.

—ياسين رُكَّه

السبت، ديسمبر 29

إشاعات حالة الاقتصاد المصري

ألاحظ أن الإعلام الديوث (وهو يمارس الدِياثة بالتعاون مع بعض العاهرات الإعلامية—من الجنسين) يتناقل الآن، في منتهى السرعة بعد خطاب الرئيس أمام مجلس الشورى، بعض المواد الدرامية العاطفية (للتأثير على عاطفة كارهي الأحزاب الإسلامية) وبعض الأخبار المضللة عن الاقتصاد المصري، لإقناع كل من عنده القابلية للتصديق بأن الرئيس يكذب وأن مصر مقبلة على هاوية اقتصادية. يبدو أن أخبار الأسابيع السابقة بأن مصر مقبلة على هاوية فتنة وحرب أهلية لم تأتي بجدوى، وجاء الآن دور هاوية ومصيبة جديدة يلوحون بها لكارهي الأحزاب الإسلامية. ممم...مصاصة جديدة لإشغال الأطفال بها.

’الإخوان خدوا مصاصتي!‘

مفيش خلاف إن الاقتصاد حالته وحشة، وده مش من الحكومة أكيد، وإنما من الثورة المباركة. مش الشعب قاعد يعمل ثورة بقالُه سنتين أهو؟ وبيفكر يكمل؟ قولنا من ثالث شهر ثورة أصلاً، من حوالي سنتين، إن الثورة دي بتكلّف البلد ملايين كل يوم؛ قالوا كله يهون في سبيل الحرية والعدالة والبتنجانية. طيّب، طالما يهُون يبقى يهُون بقه! ولّا هوّه كلام وخلاص؟ اللي عمل ثورة وبيعتز بيها، يفتكر إن الثورة ثمنها مش فقط دماء وشهداء، لا، وإنما بيدفع ثمنها اقتصاد الوطن وبالتالي الشعب. أنا مستغرب إن الثورة لسه مستمرة وفيه ناس بترمي التهمة بتاعة الاقتصاد على الحكومة (والتهمة المزعومة كمان، وده أنا جايلكم في الكلام عليه). ليه؟ مفيش أسباب سمعتها غير فقط كلمة ’أداء‘. إيه هوه الأداء ده بالظبط؟ حد يقدر يشرحلي تفاصيلُه وإزاي توصل إلى استنتاج إن الاقتصاد وحش بسبب الأداء المزعوم؟

ده اقتصاد يا جدعان، مش سياسة ولا دين ده كمان! اقتصاد يعني أرقام. فيه أكثر من كده موضوع سهل جداً الكلام فيه؟ أرقام يا بشر...واحد زائد واحد يساوي اتنين، وواحد في الميه من ألف يساوى عشرة. فالموضوع بسيط، أرقام الاقتصاد موجودة وبتتنشر في مختلف الأماكن على الإنترنت...كل مصري عليه إنه يطلّع الأرقام ويشوف هل بتنزل أم بتطلع، والأرقام اللي بتنزل، يتتبع أسباب نزولها ويربطها بما يُسمى ’أداء الحكومة‘—لو يقدر. موضوع فعلاً بسيط للي مُصِر إن السبب هوّه الحكومة، مش الثورة، وبسيط لإنه أرقام. يعني مش حنقعد نفتي ونتفلسف في سياسة ودين، لا، وإنما حتقولي أرقام وأقولك أرقام، ونتتبع الأرقام لغاية ما نجيب قرارها.

الثورة بتسبب تدهور اقتصادي لأسباب كتيرة، وواضحة برضو مثل قلة السياحة نتيجة خُوف السياح من الانقلابات المحتملة أو إنهم يتسجنوا في الدولة مع ظهور أي مظاهرة أو ما شابه، ونظراً لبطء المواصلات في المدن الكبرى بسبب الزحام وانسداد الطرق والميادين بالمتظاهرين، وطبعاً الناس دي—المتظاهرين—مبتشتغلش، ونظراً لقلة المستثمرين لأن الاستثمار في دولة غير مستقرة سياسياً مجازفة أعلى من الاستثمار في دولة مستقرة، وهكذا. فيه أسباب كتيرة معروفة اقتصادياً عن تأثير الثورات على الاقتصاد. اللي عايز يثبت إنه مش الثورة (اللي مستمرة) هيّه السبب في حالة الاقتصاد (لو الحالة فعلاً لسّه وحشة أصلاً!)، عليه يتتبع الأرقام ويثبت لنفسه قبل الآخرين إن الأرقام دي مصدرها ’أداء الحكومة‘ أو قرارات معينة من الحكومة. غير كده يبقى كلّه كلام عايم، وآراء شخصية؛ والأراء الشخصية ليس لها معنى لإن كل واحد ممكن يتبنى أي رأي، بما فيه إن السبب في تدهور الاقتصاد هو الديناصور...ده رأي برضو في نهاية الأمر! معلش إحنا بنتكلّم.

على الجانب الآخر، اللي عايز أرقام، خطاب محمد مرسي الأخير فيه أرقام كتيرة جداً عن مؤشرات اقتصادية في البلد؛ فالسؤال اللي يفرض نفسه: هل اقتصاد الدولة يتم تقييمه بأرقام مثل الأرقام المذكورة في خطاب رئيس الدولة، أم يتم تقييمه بصورة فوتوغرافية لواحد مختل عقلياً وفيديو لواحدة فقيرة بتبكي ومشكلة بعض المعارف والأصدقاء في وظيفتهم وحالتهم المادية؟ كيف نقيِّم الاقتصاد، بالأرقام؟ أم بالصور والأفلام والأحلام؟

أنا مبقولش لحدّ إنّه ينبسط وينجعص من كل كلمة قالها الرئيس في خطابه، لا؛ وإنما بأقول إن الراجل ذكر أرقام محددة ومؤشرات اقتصادية مبشرة. فيا جماعة الخير، الموضوع مستحيل يكون أكثر سهولة من كده لإثبات أي شيء...إحنا بقالنا سنتين بنتناقش في أمور سياسية دينية فلسفية عامّة...وأخيراً جاتلنا فرصة ذهبية نتكلم بالأرقام، وبالتالي بالدلائل القاطعة تماماً، فيا إما تتكلموا بالأرقام يا أهل المعارضة والإسلاموفوبيا، وتثبتوا بقه لأنفسكم—قبل ما تثبتوا لينا—إن الحكومة فعلاً هي السبب في أرقام متدهورة (ده لو فيه أصلاً أرقام لسّه في تدهور!)، يا إما أبوس راسكم...تنقطونا بالسكات وكفاية بقه تحرجوا نفسكم وتثبتوا للمرة الألف إن مفيش أمل خالص إنكم تفكروا بعقولكم شوية لما الموضوع يكون متعلق بالإخوان أو الأحزاب الإسلامية. حقيقي يعني، ده اقتصاد يا بشر...فيه حاجة أسهل من كده تمسكوا فيها وتحطوا إيديكم على الدلائل القاطعة على أخطاء حزب ما أو أخطاء الرئيس المربوطة بأرقام الاقتصاد؟؟ دي كمان مش حنعرف نتكلم فيها بالدلائل القاطعة؟ الأرقام كمان؟! ده شيء يخلّي الواحد يطلع من نفوخه!

—ياسين رُكَّه

باسم يوسف في ميزان الموضوعية الإسلامية

أنا عندي السخرية من أي شيخ أو عالم دين خط أحمر تماماً، وده مش عشان الشيخ نفسه، وإنما عشان الملصق أو المسمى المحطوط عليه ده: شيخ / عالم / إمام / وهكذا. الإسلام علمّنا نحط خطوط حمراء أمام أشياء محددة، ومن ضمنها علماء الدين بل وأيضاً المعلمين أو المدرسين في المدارس. فيه ناس معينة في الإسلام عليهم حصانة من السخرية والاستهزاء، مش ليهم همّا أو لأشخاصهم، وإنما لما يرمزون إليه ولما يدعون إليه. هل الحصانة دي مطلقة؟ أكيد لأه طبعاً، كل يؤخذ منه ويُرد إلا المعصوم؛ أي واحد غلطان نقوله إنه غلطان وفي وشه؛ يعني إيه؟ يعني نقد مؤدب موضوعي بنّاء. وبس. أكتر من كده، ألف لا عندما يتعلق الأمر بالمشايخ والعلماء. المشايخ والعلماء خط أحمر أمام السخرية، حتى لو فاسد.

أنا نفسي كنت غاضب بشدة بل وشعرت بكراهية تجاه مفتي الأزهر في سنة من السنوات الماضية، ولكن هذا الشعور لم يسوّل لي أبداً أني أسخر منه أو أستهزأ به. قلت عليه موظف حكومة، وقلت عليه خائن لأمانة الله، ودعوت الله أن ينتقم منه للخزي الذي جلبه للأمة والوطن بفتاواه وتصريحاته. ولكني أبداً لم أتجرأ على السخرية منه أو الاستهزاء به...مش عشانه هوّه، هوه يروح في داهية لو ربنا لم يهديه، ولكن عشان ما يرمز له وعشان وظيفته وعشان اللقب بتاعه. لازم أديلُه حصانة من أمور معينة وأحط قدّامه خط أحمر...أنقده وأقوله هو غلطان وكل حاجة، ولكن بقدر من التأدب إن أمكن وبدون زعزعة هيبة اللقب الذي يحمله.

لو في يوم من الأيام تجرد الشخص ده من اللقب بتاعه كإمام أو مفتي أو شيخ أو عالم، اعمل فيه اللي انت عايزه وباسم يتنيّل يعمل فيه اللي هوه عايزه. شيل منه الأول رتبته الدينية، زي ما تشيل من العسكري أو الشرطي رتبته الأمنية. لكن طُول ما لسه فيه ناس بتعترف بيه كأحد الرموز القيادية الدينية، يبقى السخرية والاستهزاء خط أحمر إلى يوم الدين. هذا هو الإسلام الذي أعرفه، ولا ديمقراطية ولا حرية ولا بتنجانية أبداً حتغيّر رأيي، يتحرقوا كل المعاني دي بجاز أمام ما أعرفه عن ديني.

وباسم يوسف حر أكيد كمقدم برامج مستقل لقناة تجارية تتبع قوانين البث والنشر في البلد التي تستضيف مبنى البث، يعمل اللي هوه عايزه هوه وقناته، ولكن إحنا برضو حرّين نعلّم عليه كإسلاموفوبي رسمي. أصلي واحد شغلته ليل نهار التريقة على الرموز القيادية الإسلامية بمختلف مدارسهم الفكرية، والسخرية من كل السياسيين ذوي المرجعية الإسلامية، يبقى إيه يعني؟ ده نسميه إيه؟ إسلاموفوبي، ملهاش حلّ تاني. لإن في الإسلام مفيش حاجة اسمها إسلام سياسي وإسلام اجتماعي؛ هوه الإسلام منظومة كاملة لإدارة الفرد والمجتمع. شيل من الإسلام أي جزء، فسد الكلّ. وحتى لو السياسات والقوانين الإسلامية كانوا جزء كبير من القضية، الحمد لله...باسم مؤخراً ظهر على حقيقته وانتقل من السخرية من السياسيين ذوي المرجعية الإسلامية إلى السخرية كمان من المشايخ والعلماء. يبقى أصلاً مفيش أي دفاع منطقي موضوعي ضد استنتاج إن باسم يوسف إسلاموفوبي رسمياً. حُر أيوه، وإحنا كمان حرّين نِعَلِّم عليه علامة كبيرة كده وواضحة، علامة إيه؟ إسلاموفــــــــــــــوبي.

ومن أفضل التعليقات التي قرأتها عن وضع باسم يوسف من المنظور الإسلامي كان تعليقاً لأخ كتب: ’هو غير مطالب بالحياد لكنه مطالب بالإنصاف؛ لا يمكن أن أتقبل أن يقتص من كلامى ويضعه فى سياق كلنا عارفين هو عامل ازاى.. إذا كان هؤلاء الشيوخ أخطئوا، فهم يستاهلوا أى كلام يوجه ليهم، لكن الخطأ أن يعمم على تيار... أن نحوال تدليسا أن نجعل مرسى مسئولا عن هؤلاء الشيوخ حتى لو يدعموه.. وإلا ستكون علياء المهدى هى المعبر عن التيار الليبرالى فى مصر!‘

باختصار، مش عيب إنك تضحك على التعبيرات الدرامية الفنية لباسم يوسف، وإنما العيب هوّه إنك متقولش إيه اللي ليه وإيه اللي عليه، وتسميه بما يناسبه. هو مذيع أو مقدم برامج تليفزيونية كوميدي ساخر، نعم، ولكنه أيضاً إسلاموفوبي بوضوح، ويعمل بمنتهى الإصرار على إضعاف وتلطيخ سمعة المشروع السياسي الإسلامي كله. أيضاً باسم يوسف يحضر الثقافة العربية والإعلام العربي ببطء إلى احتمال تقنين (جعله قانونياً) نشر الألفاظ البذيئة والنابية والسباب طالما تحت تصنيف إعلامي مثل ’للكبار فقط‘؛ وهذا اقتداء بالساحة الفنية في أمريكا مثلاً. يعني بمعنى آخر: جسّ نبض الشعب المصري والشعوب العربية تجاه احتمال إنتاج أفلام بدون ’تيـــــــت‘ وإنما بتوضيح شتيمة سبّ الأم والأب والمفردات العامّية لكلمة ’مومس‘ مثلاً وإلى آخره، طالما الفيلم عليه ’تصنيف‘ مثل ’للكبار فقط‘ أو ما شابه. اضحك على أعمال باسم يوسف لو عايز، بس اعرف إن كل نقرة فأرة (كلِكّة ماوس) وكل ضغطة ريموت تليفزيون هي مِثْل صوتك في صندوق الاقتراع أو الانتخابات...أنت تؤيد هذه القناة وهذا البرنامج بمشاهدته، وتساعد على ربحه وهكذا؛ وتذكر ما ذكرته عن الذي يفعله باسم يوسف في ميزان الإسلام وميزان التربية الإعلامية للشعوب.

—ياسين رُكَّه

الثلاثاء، ديسمبر 25

النخبة ضد الجهلة والأمِّيين

تصريحات البرادعي المتعالية…

ولماذا لم أندهش؟ أليس هذا هو بالضبط فِكر الكثير من معارفي وأصدقائي في القاهرة والإسكندرية؟ أن الجهلة والأمّيين فقط هم من يؤيدون الإخوان أو الأحزاب الإسلامية أو التيار الإسلامي أو محمد مرسي أو الدستور الجديد؟ أنهم فقط من يدركون ’الحقيقة‘ بثقافتهم وشهاداتهم وخبرتهم وفهلوتهم وفهمهم المواضيع ’وهي طائرة‘؟ وليت عندهم أي نقد محدد لأي أفكار محددة، غير آرائهم الشخصية في الأشخاص والجهات والأحزاب. البرادعي ليس وحده...هو يتحدث على لسان النخبة والكثيرين ممن يسمعون لهم في المدن المصرية الكبرى.

ولكني أؤكد للأمّيين والجهلة—قهراً وبالظروف القاسية—في أنحاء الوطن أنهم ليسوا وحدهم؛ هناك إخوة لهم يوافقونهم الآراء، مثقفين بل ومتعلمين في الخارج. قد لا نفهمها وهي طائرة مثل النخبة وخرافهم الشِيك، ولكننا نعقلها (نربطها) ونتعقلها، ثم نتوكل على الله. وبعضنا يفضل أن يُخدع بالله، على أن يأخذ طريقاً مضموناً أنه لا يؤدي إلى الله من الأصل. ’من خَدَعَنا بالله انخدعنا له.‘—عبد الله بن عمر بن الخطاب. قالها ابن الخطاب وهو خير مني، فأعيدها أنا: أفضل أن أنخدع بالله وبدين الله على أن يَصْدُقني أحدهم بما يحارب دين الله ويتآمر على تنحية الله من  الحكم ووضع النخبة مكانه. بعض الناس لا تفهم أن ’لا دين في السياسة‘ معناها الحقيقي هو ’لا تسمحوا لله أن يكون هو الحَكَم والمُشرّع‘، ولكني أفهم. نعم، هناك من يكذب بدين الله، وهناك من يدعي التدين ولكن يظلم ويستبد، وكله بذنوبنا كشعوب. فإن الله عادل؛ لن  يعاقبنا أبداً كشعوب إلا بما كسبت أيدينا. وكما ذكرت، أفْضَل عندي أن أنخدع بدين الله على أن أقبل بمحاربة الله ودينه بشعارات لا يفهم حقيقتها بعض المتعلمون قبل الجهلة.

—ياسين رُكَّه

الاثنين، ديسمبر 17

فيه أمل في هذا الشعب الخلّاط!

من الحاجات الحلوة والمبشرة في الشعب المصري إنّه من كتر ما هوه شعب خلّاط، ميت سلالة وميت لون وميت لهجة وميت مِلّة وميت فِكْر، حتلاقي إنك حتماً لزماً متفق على الأقل على حاجة واحدة مع ألد خصومك الفِكريين أو السياسيين أو حتى الدينيين.

يعني مثلاً، ممكن تكون انت منحاز بكل قلبك وكيانك للتيار الإسلامي والشريعة، وتتكلم مع واحد بيكره الإخوان جداً وفاهم إن الشريعة والخلافة دُول حاجات رجعية متشددة فمش عايزهم برضو، فتتخانقم وتزعقوا، لكن تلاقي بالصدفة بعد شوية إنكم متفقين إن البرادعي ابن ستين في سبعين عميل وخائن، وتقولوا ’بصرة‘ بابتسامة!

أو ممكن تكون انت سلفي ومختلف مع الإخوان لكن محايد معاهم، وتؤيد المشروع الإسلامي عامة، وتتكلم مع واحد ليبرالي جداً ومش مرتاح للإخوان ورافض السلفيين أكثر وشايفهم متشددين، وخايف من المشروع الإسلامي عامة، ومش موافق على أي حاجة تقولها، ولكن تكتشف بذهول إنه بيتقبل الشيخ حازم أبو اسماعيل ويحترمه—زيك بالظبط! ودي كانت آخر حاجة ممكن تتوقعها من الليبرالي اللي قدامك ده.

الأمثلة دي أنا شفتها بنفسي. فلا تفقد الأمل في إنك تتفق مع واحد مصري على حاجات كتير قوي، بما فيها نقاط سياسية، على الرغم من اختلافكم الشديد في أمور مهمة، والتضاد المقرف في نقاط معينة تصل لدرجة إن هو بيكره جهة انت بتحبها جداً أو انت بتكره جهة هوه بيحبها جداً؛ يظل هناك أمل إن انتو الاتنين حتحبوا حاجة واحدة في مصر جداً. حاول تبحث عنها...وركز عليها شوية، لغاية ما نخلص من المعارك السياسية. أما عن الكراهية اللي عمت القلوب...لما تخلَّص لعن فيها، اتركها للزمن وتدابير الله ليعالجها...القلوب ملهاش حل غير الله، مقلب القلوب كيفما يشاء. وافتكر...أكيد لازم فيه حاجة واحدة مبهجة بنحبها إحنا الاتنين أو فكرة واحدة مضحكة نتفق عليها إحنا الاتنين!

—ياسين رُكَّه

الجبروت في الكذب: دليل إدانتي أستخدمه لإدانتك!

تخيل لما يوصل بيهم الحال إلى إنهم يتسغفلوا الشعب لدرجة إنهم يعرضوا أدلة التزوير لصالح ’لا‘ على إنها دلائل إدانة ضد الإخوان! تخيل الجبروت! :)

وعشان تفهم اللي حاصل، شوف المثالين دُول لصور ومواد تليفزيونية بتورّي المشاهد استمارات مكتوب عليها ’لا‘ بالفعل، على إنها دلائل تزوير استفتاء وإدانة الإخوان:

فيديو لميس الحديدي
http://www.youtube.com/watch?v=viwh564D8-I

صورة على صفحة [معارضي حكم الإخوان والسلفية لمصر]
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=314697651964160

طب إزاي وفين المنطق في كده؟ إزاي تزوير وهيّه متعلّم عليها ب’لا‘؟ همّا قصدهم إن الاستمارات دي تم التخلص منها عشان الإخوان يقللوا أصوات ’لا‘. وللوهلة الأولى، المنطق ممكن يكون مقنع.

إلا إن اللي فاهم كويس في الانتخابات والاستفتاءات وتزويرها، حيعرف إن ده مش دليل إدانة ضد الإخوان، بل بالعكس، كُون إن الاستمارات دي عليها ’لا‘ بالفعل، فده يدل على إنها دلائل تزوير أصوات ’لا‘! أيوالله! يعني بمعنى أصح الناس دي أثبتت لينا إن حصل تزوير من أجل أصوات ’لا‘! تخيل؟!!!!!!!!!!

يعني الحيتان والأخطبوطات الإعلامية وكُووووووووووول الحرب المستميتة  دي، وكمان تزوير أو محاولات تزوير لزيادة أصوات ’لا‘، وبرضو خسروا الجولة الأولى! فيه بلاوي وعلامات هزيمة مخزية أكتر من كده؟

حتقولي طب إزاي ده دليل تزوير أصوات ’لا‘؟ حأقولك الاستمارات دي اسمها ’ورقة دوّارة‘ أو أسلوب الساقية الدوّارة. وبالإنجليزي:
Carousel voting

عشان تفهم الموضوع بيتم إزاي، اتفرج على الفيديو الآتي ولو تجيد الإنجليزية، اقرأ مقالة ويكيبديا عن أسلوب التزوير ده.

شايفينكم | إزاي تزور الإنتخابات
http://www.youtube.com/watch?v=TnSEZTYTNcc

Carousel voting
http://en.wikipedia.org/wiki/Carousel_voting

—ياسين رُكَّه

حق الشهيد...متى وكيف؟

تعليقاً على مقارنة رأيتها بين حق الممثلة وحق الشهيد، كتبت: مش مقتنع بالمقارنة دي قوي. لإن حق الشهيد من منظوري مش شنق رئيس جمهورية وشنق أو مؤبد لكام واحد من زبانيته. حق الشهيد عندي يعني المخابرات المصرية والأمن القومي والشرطة ينضفوا من الفساد الأول، وبعدها تبتدي تحقيقات وأبحاث على أعلى مستوى من النزاهة المهنية والإخلاص والاحتراف والتكنولوجيا، كي يتتبعون كل الخيوط، ويقبضون على أغلبية أعضاء الشبكة، ويكشفون بمنتهى الدقة عن ملابسات اغتيال الشخصيات المهمة، فنعرف جميعاً من تم اغتياله عن طريق قناصة أجنبيين، أو قتلة محترفين بمعدات تكنولوجية وكاميرات تطلق الرصاص في الزحام، ومن تم قتله عن طريق بلطجية، ومن تم قتله أو إصابته عن طريق خرطوش محلي، وإلى آخره.

حق الشهيد موضوع عميق وطويل قوي وقت الفتن...فعدم حصول الشهيد على حقه حتى الآن مشكلته الرئيسية ليست في القضاء، وإنما في الفساد المتفشي في كل ركن فيكي يا مصر، وكل هيئة أمنية أو استخبارتية في أرض الوطن. الموضوع عميق وطويل الأجل. ولا الإخوان وحدهم، ولا البرلمان وحده، ولا الرئيس وحده يقدروا يجيبوا حق الشهيد ولو حتى في ثلاثة أشهر؛ الموضوع عايز تطهير وتنظيف شامل، وتعاون من آلاف المصريين في مختلف الكوادر.

—ياسين رُكَّه

الأحد، ديسمبر 16

مبدأ أن الأحزاب الإسلامية ليسوا الإسلام وسوء الاستخدام

صفحة [انا ضد الفكر السلفى الوهابى الرجعى المتشدد]، اللي ضد الفكر الإخواني كمان—مش عارف بحجة إيه، نشرت مؤخراً مقولة للدكتور طارق السويدان:

’لا أفهم لماذا يعتبر بعض الاسلاميين المعارضة لاجتهاداتهم السياسية معارضة للاسلام نفسه وليتذكروا أنهم بشر فالاسلاميون ليسوا الاسلام‘

وهي بالفعل مقولته وتم نشرها على حسابه الرسمي على تويتر بتاريخ ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢.

ولكن من الذي سيعيد نشر هذا الكلام في مخيلتك؟ هل هم الذين يعارضون الإسلاميين ’لاجتهاداتم السياسية‘، أم الذين يعارضون الإسلاميين—نقطة؟ أتفهم مقصدي؟ ومن مثال هذه الصفحة المشبوهة، نعرف الإجابة.

للأسف، أقل القليل هذه الأيام من يعارض الأحزاب الإسلامية بسبب اجتهادات سياسية محددة، والدليل هو أنك لو سألتهم عن النقاط المحددة التي يعترضون عليها في القرارات السياسية أو الدستور، لم يستطيعوا أن يعطوك أي أمثلة؛ والقليل منهم ممن يمكنه أن يذكر لك مثالاً أو إشاعة سمعها، لو قلت له أن معارضته وجهة نظر، ولكن ماذا يريد؟ يقول لك أنه يريد أن يترك هذا الحزب الإسلامي الساحة السياسية تماماً أو أن يتم إسقاط الرئيس ذي المرجعية الإسلامية! أي أنه لا يعارض كي يحث النظام على تحسين القرارات، بل يعارض لأنه سواء أكان هناك ما يعترض عليه أو لم يكن هناك ما يعترض عليه، هوه مش عاجبه الحزب الإسلامي وخلاص!

ولو كان الحزب اللي بيعمل نفس القرارات دي الحزب اللي على مزاجُه هوه، منفتح كده وحالق دقنه ومراته كاشفه راسها ولابسه ميني جيب، وحبذا لو بيشرب خمرة مستوردة، يا سلاااام...تبقى نفس القرارات دي على قلبه زي البفتة البيضاء، ويبقى مستعد إنه يصبر شوية، ويطلب منك انت كمان إنك تصبر. لكن حزب إسلامي؟! أبداً! على جثته يقعد يوم واحد في الحكم من غير ما يلطخ سمعته ويسب ويشتم ويلعن فيه. مرضى القلوب.

ليت مفكرنا الحبيب، د. السويدان، يدرك من يستخدم مقولته الفكرية المحددة، فيخرجها عن سياقها ويوجهها إلى الجهلاء. هذه ناس لا تفهم معنى ’الاجتهادات السياسية‘ من الأصل، ولا تعرف سوى الكراهية العمياء، الإسلاموفوبيا، وبعضهم مسلمين بالعقيدة والاعتقاد! يستخدمون مقولته ليبررون لا النقد المحدد، بل يبررون الكراهية العمياء والسباب والتطاول.

—ياسين رُكَّه

هل الحاكم نفسه مقدس ووصي على الشعب؟

كتب د. سامح العطوي:

لكل دستور فلسفة..
ومن يوافق عليه يوافق على هذه الفلسفة قبل أن يتطرق الى الشئون القانونية..
وفلسفة الدستور تظهر للقارئ قبل أن يصوغها عقله الواعى..
بحثت كثيرا عن فلسفة لهذه المسودة حتى أعرف لم قد تحوز القبول..
ووجدت الآتى..
...
أنه دستور لا يعمد الى تقييد التشريع والقرار ويستبدل هذا باطلاق يد الحاكم فى الحفاظ على أخلاق الشعب وتأديبه وتربيته وحمايته من نفسه..
...
أى أنه لا يرى الطبقة الحاكمة كموظفين لدى الشعب يحافظون على مصالحه - بل كأوصياء على أدب الشعب وسلوكه حتى لا تغويه الحرية..
...
ويضع أهمية لمنع أخطاء الشعب فوق التى يضعها لمنع أخطاء التشريع والقرار..
...
ولا يرى دور الدولة فى خدمة المجتمع بل فى تقويم المجتمع..
...
ربما لهذا اعتبره البعض "درة الدساتير" و"أفضل دستور فى تاريخ مصر"..
لأن هذه الفلسفة ببساطة ترضيهم..
لأن أغلبهم فى الحقيقة تعودوا قداسة النظم الحاكمة..
فلم تعد تؤلمهم..
لكنهم لم يتعودوا حرية الآخرين.. ويجدونها مؤلمة..
...
والآن مع فاصل من الهجوم على العبد لله (من البعض)..
بدلا من التفكير الجاد والصراحة مع النفس..
معلش..”—د. سامح العطوي

فكان تعليقي:

د. سامح، أُشْهِد الله أني أحبك في الله، وأدعو الله لك بالتوفيق وطول العمر في الخير والشهرة ثم الخُلُق الذي تحمي به دينك وأنت تشتهر (ويا لها من اختبار اليوم: الشهرة)، كي ينفع بك وبأفكارك الأمة. إننا جميعاً في أمس الحاجة إلى التفكير النقدي والحوار الموضوعي والفكر الرشيد.

وبعد توضيح هذه النقطة، أريد أن أركز على جملتك ’لأن أغلبهم فى الحقيقة تعودوا قداسة النظم الحاكمة‘، فأزعم أن هذا هو بالفعل لُبّ الموضوع! ولكن بعضنا ينظر إلى الفكرة من منظور مختلف بعض الشيء. وسأشرح، الحرب عند بعضنا يا د. سامح هي حرب بين الشريعة والدستور، وأقصد أنها حرب فكرية إعلامية. ومن هذا المنطلق، أقول أن النظم الحاكمة الوضعية أو العالمانية، والتي ينبع منها الدستور، ليست مقدسة عند أغلبنا؛ بل إن العكس صحيح، الحاكم الإلهي الإسلامي، الله، والذي تنبع منه الشريعة، هو المقدس. ’إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ‘—الأنعام: ٥٧.

بعضنا يدرك أن الحاكم بأي قانون ليس مقدساً، ولكن في الجانب العالماني، المصدر الأصلي للقانون والدستور ليس مقدساً أيضاً؛ أما على الجانب الإسلامي، فإن المصدر الأصلي للقانون والشريعة هو الله، وبالتالي المصدر مقدس.

ليس كل من ادعى أنه يطبق أو يريد تطبيق قانون الله، الشريعة، صادق. نعم، أوافق الجميع على هذا؛ هناك من يكذبون باسم الدين. ولكن هل كلهم يكذبون باسم الدين؟ هذا تعميم لا يليق ومغالطة (ولا أقول أنك قلت هذا، بل أعني أنه إن قال قائل هذا فهو تعميم ومغالطة). إذن فالنقطة المهمة عند بعضنا هنا هي أننا أمام فريقين: فريق عالماني بحت، كله عالماني وبشهادتهم، يريدون أن يحكمونا بقانونهم الوضعي الذي اخترعوه هم؛ وفريق آخر عندنا فرصة أن يكون ولو بعضه على الأقل صادق في الرغبة في تطبيق قانون الله الشرعي. فمن نختار؟

الإجابة عند بعضنا واضحة. فنعم يا د. سامح، إننا نقدس، ولكننا لا نقدس رئيس الدولة، محمد مرسي، أو نقدس حزب الأغلبية، الحرية والعدالة، بل إننا نقدس صاحب الدستور (أو الشريعة)، من صاغ ووضع الدستور الذي سيكون رئيس الدولة والأحزاب الحاكمة مسئولين عن تطبيقه، وصاحب هذا الدستور وصائغه الأصلي هو الله؛ لأن الدستور الذي أعنيه هنا هو الشريعة، والشريعة مصدرها الله وإن وضعها الحاكم بلغة عصرية مفهومة.

وحتى إن أصبح وقتها الحاكم ومستشاروه ’أوصياء على أدب الشعب وسلوكه حتى لا تغويه الحرية‘، فطريقة أخرى لصياغة هذا الموقف هي أنهم وقتها سيكونون أوصياء على احترام الشعب لقوانين الله وتوافق سلوكهم مع السلوك العام الذي يرضي الله، حتى لا تغوي الحرية—التي لم يشرعها الله—أي أحد. ومن منظوري، لا عيب في هذا. طالما لم يدخل الحاكم بيتي بدون إذني كي يتعدى على خصوصيتي وما أفعله في السرّ، وإنما فقط هو يحمي المجتمع في الخارج ويعمل كوصي على الخلق العام وعلى تطبيق قوانين الله، ففي كتابي، أهلاً وسهلاً بهذا الحاكم. ومن لا يريد أن يعيش تحت قوانين الله، فله الهجرة أو اللجوء السياسي، والكثير من الدول اليوم تريد أن ترى لاجئين سياسيين مثل هؤلاء لا يريدون أن يعيشوا تحت قوانين إسلامية، أو تحت الشريعة.

—ياسين رُكَّه

ما هو الدين؟

حديث مع أحد أصدقائي تخلله سؤالي إياه: ’ما هو دينك؟‘ وكان رد فعل صديقي هو الاستغراب الشديد، على وجه افتراض الوضوح الشديد لحقيقة أنه مسلم. ذكرني هذا الموقف بالحقيقة المؤسفة لواقعنا اليوم كعرب لا نتحدث العربية الفصحى، فلا نفهم لغتنا على الوجه الأمثل. وعلى الرغم من أن النقطة التالية لم يكن لها علاقة بصديقي أو حواري معه، إلا أن الموقف ذكرني أيضاً بأن الكثير من الناس اليوم يخلطون بين الدين والعقيدة في النقاشات الفكرية؛ بل أن هناك من يصل إلى درجة الظن بأنه إن لم يخلط الدين مع العقيدة، لأصبح تكفيرياً!

يعني أنه يجب أن نقول أن دين أي مسلم هو الإسلام، وإلا أصبحنا تكفيريين؛ وبناءً على ما أفهمه اليوم، هذا خطأ. فقد يكون المرء مسلماً، وبالتالي لا نكفره أبداً بل نعترف أنه مسلم—بعقيدته، ولكن نقول أن دينه في الحقيقة ليس الإسلام. كيف هذا؟

أفضل بداية للإجابة على هذا السؤال هي تعريف كلمة ’دين‘ في اللغة. الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين: العادة. قال العرب: ما زال ذلك دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه. فالدِينُ بالكسر في اللغة: العادةُ والشأن. والدِينُ أيضاً هو جنسٌ من الانقياد؛ الطاعة.

إذن، فعندما يسألك أحدهم في نقاش فكري: ’ما دينك؟‘، هو إما يسألك للتحضير إلى أسئلة أخرى، حيث يبني أسئلة جديدة على إجاباتك تباعاً؛ أو هو يسألك: ما شأنك؟ ما دأبك وعادتك؟ من تطيع وإلى من تنقاد؟

فهل يمكننا الاتفاق الآن على صحة استنتاج أن السؤالين الأكاديميين أو الفكريين، ما عقيدتك؟ وما دينك؟، هما سؤالان مختلفان؟

بمعنى، إنك قد تكون مسلماً بالتأكيد، أي أن عقيدتك وإيمانياتك إسلامية، فأنت تؤمن أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله—صلى الله عليه وسلم، وتؤمن بسائر الرسل بما فيهم عيسى وموسى عليهما السلام، وبالملائكة ويوم القيامة والقدر، وإلى آخره. أنت تؤمن بكل هذا، إذن فعقيدتك إسلامية، وبالتالي أنت مسلم. ولكن، دينك قد يختلف؛ بمعنى، أن طريقة حياتك وعاداتك ودأبك والذي تنقاد إليه ومن تطيعه…كل هذه الأشياء قد تكون مختلفة تماماً عن التعاليم الإسلامية. ألا يمكن أن نتفق على هذا؟

وكيف أصلاً تعرف إذا كانت طريقة حياتك إسلامية أم لا بدون تعلم أو قراءة؟ هناك الكثير من الناس من يتسائل بتعجب: ’وهل أنا أزني أو أسرق أو أقتل يعني؟‘ والتعليق على هذا هو: وهل الإسلام كدين وعادة وطريقة حياة هو فقط تجنب الزنا والسرقة والقتل؟ الإسلام أكبر من هذا بكثير؛ فكيف تعرف أن طريقة حياتك واختياراتك وعاداتك بالفعل إسلامية؟ كيف تعرف أن النصائح التي تنقاد إليها هي نصائح إسلامية؟ كيف تعرف أن من تطيعهم في الإعلام أو في الدنيا يدعون إلى أفكار إسلامية؟ كل هذه الأسئلة تحدد دينك.

فإن كنت متأكداً من عقيدتك، موقن أنها عقيدة إسلامية، إذن فأنت الحمد لله مسلم. ولكن…معرفة دينك هو شيء مختلف تماماً، وشيء أصعب من معرفة عقيدتك. يجب أن تنظر إلى أشياء كثيرة: ما هي عاداتك اليومية أو دأبك اليومي؟ هل للصلاة على وقتها في يومك وقت مخصص خمس مرات كدأب يومي؟ هل لذكر الله في يومك أي وقت مخصص كعادة يومية؟ هل طريقة حياتك مشابهة—ولو قليلاً—لطريقة حياة رسول الإسلام، مع الاختلافات العصرية والتكنولوجية فقط؟ هل الأفكار التي تنقاد إليها أفكار إسلامية؟ هل أنت متأكد من الإجابة بالدليل والحُجة ورأي أكثر من شيخ أو عالم موثوق به؟ هل الأشخاص الذين تطيعهم وتحبهم وتسمع وتقبل أفكارهم مسلمين موثوق في حبهم للإسلام ويتبعون الإسلام في حياتهم؟ هل أنت متأكد من ذلك؟ كي تعرف دينك على حقيقته، يجب أن تجيب على كل هذه الأسئلة.

وللأسف الشديد، عندما يحاول أكثرنا اليوم الإجابة على هذه الأسئلة، نرى أن عقيدتنا فقط هي الإسلامية، أما ديننا فليس الإسلام، وإنما مزيج من الليبرالية والعالَمَانية والأناركية والإنسانية والأمركة أو التأمرك وإلى آخره من الثقافات والأديان والأيديولوجيات التي تأثرنا بها جميعاً اليوم في ظل تآكل الهوية الإسلامية في بلادنا تحت قمع الهوية السياسية الليبرالية والهوية القانونية العالَمَانية.

الدين ليس الإيمانيات، وإنما العادات والأفعال. قد تكون مسلماً، ودينك ليس الإسلام. وفي هذه الحالة، حتى عقيدتك في خطر شديد كل يوم، لأنك قد تجد أن الكثير من الأحاديث الصحيحة، التي أتى فيها تعبير ’ليس منا‘ على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام، تنطبق عليك! ووقتها، أنت تقول أنك تؤمن بالإسلام (وليتك تفهم معنى كلمة ال’إسلام‘ وبالفعل سلّمت واستسلمت لله) وأن عقيدتك إسلامية، ولكن رسول الإسلام يقول أنك لست من المسلمين…فإن أصبحت شهادتك أمام شهادة سيد الخلق أجمعين يوم القيامة أمام الله، فمن تظن الله سيصدق وأي شهادة سيقبل الله؟ شهادتك أم شهادة سيد الخلق أجمعين؟

—ياسين رُكَّه

الخميس، ديسمبر 13

الدستور المصري المقترح ٢٠١٢–٢٠١٣: لماذا موافق؟

Egyptian-Constitution-2012-2013-Yesبدأت محايداً، ثم نزعت إلى لا، وانتهيت بالميل إلى نعم.

كيف تعاملت مع الأمر؟ أولاً، فهمت ما هو الأمر بالتحديد، وحالياً الأمر عبارة عن مستند قانوني بعدة مواد. كيف نتعامل مع شيء مثل هذا؟ نقرأه، ندرسه، نسأل عنه، نسمع الجانبين، ثم نقرر ماذا نفعل به؛ نقبل المستند أم لا. إذن، فلا علاقة للإخوان أو للأحزاب الإسلامية أو لرئيس الدولة أو للدماء أو للشهداء أو للذين قالوا ’ماء‘، لا علاقة لأي من هؤلاء بالأمر؛ لأن الأمر عبارة عن مستند قانوني، نوافق عليه أو نرفضه. وأملي في أغلبية الشعب هو أن أسباب الرفض أو الموافقة تكون أسباب عقلانية موضوعية، ومبنية على حقائق ودلائل أكيدة، لا إشاعات ولعب بالألفاظ وخلافه.

ومن هذا المنطلق، المواد التي استخدمتها لاتخاذ قراري بموضوعية وتعقل هي:

هذا بحثي المتواضع في الأمر، وهو أفضل ما أمكنني القيام به مع ضيق الوقت الحالي، وشعوري الحالي هو الارتياح إلى نعم.

وارتحت أكثر لنعم عندما قرأت أن بعض من يدعون إلى رفض الدستور المقترح يستخدمون النقاط التالية، أكتبها بتعليقاتي الشخصية عليها:

  • ربط الأجر بالإنتاج عاجبني. اللي مش عاجبه، يشتغل أحسن بقه ويخلّي عند أهله شوية دم. واللي خايف من الأسعار العالية، يفتكر إن فيه حاجة اسمها منافسة، فلو استثمر وقته في البحث عن أرخص الأسعار، حيلاقيها.
  • موضوع الحبس ١٢ ساعة بدون أسباب كذب. قرأت المادة بنفسي ومفيهاش حاجة من دي خالص.
  • موضوع تطلع شهادة الفقر عشان تتعالج كذب. هرتله رسمي. قرأت المادة ومفيش حاجة من دي خالص.
  • تشغيلك في الدولة جبراً كذب. قرأت المادة ومفيش كلام من ده.
    المحاكمة العسكرية، فقط إذا ضررت بالقوات المسلحة وسيتم تحديد الجرائم التي تضر بالقوات المسلحة في قانون يتم التصويت عليه في البرلمان. واحد جريمته ضد العسكر مباشرة، يعني بأمن الوطن، مش عايزينه يتحاكم في محكمة عسكرية ليه؟؟ وهوه مش نفس القانون ده موجود في أمريكا وفرنسا وبقية الدول المتقدمة؟
  • كلام أهبل عن المادة ٢٢٩ وإن الباشا بس اللي ممكن يترشح لمجلس الشعب، والمادة أصلاً بتقول إن العمال والفلاحين يجب أن يمثلوا خمسين بالمائة من مجلس النواب. أي كذب وتلفيق وخلاص.

ومن كان عنده نقاط محددة أخرى عن مواد مشكوك في أمرها في الدستور، فأهلاً وسهلاً بتعليقه. أنا أرحب جداً بالكلام العقلاني الموضوعي من الطرف الآخر. للأسف الشديد معظم من ينتقدون الدستور الحالي تكون حججهم مثل النقاط المذكورة أعلاه، وبالتالي يساعدونني على الارتياح أكثر لاختياري بدلاً من مساعدتي على تحليل الأمر بعمق أكثر أو مراجعة حساباتي. فمن كان عنده نقاط منطقية عن مواد محددة ويؤمن أنه يتحدث بموضوعية وعقل، فسيسعدني جداً بتعليقه.

في النهاية، أؤكد أن قراري ليس له علاقة على الإطلاق بالرئيس محمد مُرسي أو بأي حزب سياسي، سواء حزب إسلامي أو غيره. لقد اجتهدت في أن أكون حيادياً وأنا آخذ قراري. وأشعر أنه القرار الأنسب لهذه الفترة. فالدستور ليس قرآناً منزلاً، ويمكن تعديله أو تغيير وتحسين نقاط فيه في المستقبل تحت قبة البرلمان، وأي نقاط غير واضحة فيه اليوم سيتم توضيحها بالقوانين المفصلة. علينا جميعاً أن نعي أن الدستور شيء، والقوانين التفصيلية شيء آخر.

أسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى اختيار الأصلح لنا وللوطن، بعيداً عن الانفعال والعواطف والتخوين والتخويف والتهويل والمبالغات والطفولية، فيلهمنا أن نختار بهدوء وعقلانية وحيادية وموضوعية.

—ياسين رُكَّه

الهيئة الشرعية والرد على شبهات حول الدستور المصري

لقاء الهيئة الشرعية والرد على شبهات حول الدستور المصري. ساعتان من الأسئلة والأجوبة والتوضيحات، وجدت الكثير من الفائدة فيهما، سواء للأصولي الذي يرى أن الدستور المقترح لا يطبق الشريعة كما ينبغي، أو للذين لا يؤيدون لا الأحزاب الإسلامية ولا الشريعة ويظنون أن الدستور المقترح إخواني. هناك ردود وتوضيحات كثيرة مفيدة للطرفين.

ويمكن تحميل اللقاء المؤتمري الكامل كملف [إم-بي-ثري] mp3 صوتي للاستماع إليه على الهاتف المحمول، في السيارة، أو على أي جهاز تشغيل صوتي ملائم لبِنْية الملف، على الرابط التالي:

الهيئة الشرعية والرد على شبهات حول الدستور المصري ٢٠١٢ (ملف صوتي)

—ياسين رُكَّه

الثلاثاء، ديسمبر 11

هناك تحرير…وهناك خائن حقير

Tahrir-square-safer-revolution

ارتفعت بعض الأصوات قديماً بنصيحة: لا تتركوا ميدان التحرير…لا تُخرجوا الثورة من الميدان وتشعلوا الفتنة؛ ابقوا في الميدان!

ولكن بعضهم لم يسمع ولم يعي ولم يتعظ. ذهبوا إلى وزارة الداخلية، وحدث القتل. ثم حدث تبادل الاتهامات والتخوين. ثم حدثت المزايدة والابتزاز بالدماء وشعار ’الشهداء‘.

ولم يتعظ بعضهم بأحداث الداخلية، فذهبوا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، ماسبيرو. وكانت الأحداث نسخة، كربونة مما قبل: حدث القتل، ثم حدث تبادل الاتهامات والتخوين. ثم حدثت المزايدة والابتزاز بالدماء وشعار ’الشهداء‘.

لم يتعظوا من الحدثين، فمرت شهور، وتماماً كما سبق، ذهب بعضهم إلى العباسية، وكانت الأحداث…التاريخ أعاد نفسه.

ثلاث مرات، ولم يتعظوا. ذهب بعضهم إلى قصر الاتحادية، ولرابع مرة حدث القتل، ثم حدث تبادل الاتهامات والتخوين، ثم حدثت المزايدة والابتزاز بالدماء وشعار ’الشهداء‘.

والعجيب أيضاً في الأمر أن البرلمان حتى الآن لم يصدر قانوناً يمنع التجمعات الاحتجاجية أو الثورة خارج ميدان التحرير، أو على الأقل يمنعها بجانب أي مبنى حكومي أو مبنى يعتبر ملك للشعب كله.

اضحك معي ضحكة مريرة، تقطر مرارة، على غباء الناس وعلى جبروت الناس وعلى غرور الناس وعلى جهل الناس. والأعجب من هذا كله، هو أن هذه الناس لا زالت غير مقتنعة بأن خروج الثورة من ميدان التحرير معناها فتنة ومحاولات إشعال حرب أهلية. هذه الناس لا زالت مقتنعة أنها مناضلة من أجل الحرية والعدالة والبتنجانية. هذه الناس مستعدة للخروج مرة خامسة وسادسة، وفي كل مرة هم مستعدين لتكرير نفس اسطوانة الدماء والشهداء. الأمر أصبح عندهم أشبه باللعبة. يتشدقون بالدماء وأرواح الشهداء، والحقيقة هي أنه إن كان للأرواح أي قيمة عندهم، لاتعظوا واحتفظوا للثورة بكرامتها واجتهدوا في توحيد الصف وجعلها في رمز الثورة وقلبها: ميدان التحرير.

فعلاً، هناك تحرير، وهناك خائن حقير. كل من أخرج الثورة من التحرير. وحمار كبير…مشى وراء الحقير.

—ياسين رُكَّه

ملحوظة: ليس المقصود أن التحرير يضمن السلامة، فلا يوجد ضمانات في هذه الدنيا؛ وكلنا يتذكر معركة الجمال. ولكن ميدان التحرير أكثر أمناً وانفتاحاً على الكاميرات، حوادثه أخف، والثوار تأقلموا مع احتياطاته الأمنية ويتعرفون على بعضهم البعض فيه.

معادلة بسيطة عن احترام بعضنا البعض

لو انت مستعد بعواطفك الجياشة إنك تشيطن رئيس وطني اللي أنا اختارته، يبقى استعد برضو لأي حد—أنا مثلاً—يقول عليك انت شيطان. عدالة كده؟

لو انت مستعد بقناعاتك النيّرة إنك تتهم حزب سياسي بإنه عدو الشعب والوطن، يبقى برضو استعد لأي حد—أنا مثلاً—يقول عليك انت عدو الوطن. تمام كده؟

لو انت مستعد بأخلاقك وانفعالك إنك تشتم الحزب السياسي اللي أنا مقتنع بيه، يبقى برضو استعد إنك انت نفسك تتشتم. منطقية، صح؟

لو انت مستعد تقول إن أحد الرموز القيادية في الوطن أسوأ من الصهيوني الحقير، يبقى برضو استعد لأي حد—أنا مثلاً—يقول عليك انت واطي وحقير.

احترم نفسك قبل أن تطلب من الآخرين أن يحترموك. عامل الآخرين، بما فيهم الغائبين، كما تحب أن يعاملك الآخرون. بسيطة.

والبادئ…أظلم.

—ياسين رُكَّه

الاثنين، ديسمبر 10

مبدأ أن الجهل مثله مثل العلم طالما سميناه رأياً!

Isaac-Asimov-Ignorance-and-Knowledge

"هناك طائفة جهل في الولايات المتحدة، وكانت دائماً موجودة. سلالة [ضد-الفكر] ظلت دودة مستقرة تتسلل إلى حياتنا السياسية والثقافية، تحت رعاية المفهوم الفاسد بأن الديمقراطية تعني أن ’جهلي صالح مثله تماماً مثل علمك‘"—إسحاق أسيموف، نيوزويك، ٢١ يناير ١٩٨٠.

يعني الرجل يقصد أن بعض الناس تظن أن الحرية والديمقراطية تعني أن أي رأي، حتى وإن كان خطأ أو مغالطة أو جهلاً محضاً، صالح ويجب أن يُحترم ويُقبل، مثله مثل الرأي الصائب والحق المصحوب بالمنطق والأدلة؛ طالما وضعنا على أي كلام طابع، ملصق، أو مسمى ال’رأي‘، إذن فعلينا احترام الكلام وقبوله والسكوت عليه! وكله باسم الحرية والديمقراطية. هذا الفكر الفاسد، والذي شبهه إسحاق أسيموف، سنة ١٩٨٠، بسلالة من الديدان الطفيلية، كان متواجداً في أمريكا منذ السبعينات—بل ومن قبلها، فهل يخفى علينا معشر العرب اليوم، ونحن بنا ما بنا من رجعية وجهل وتخلف ننافس بهم أي تخلف موجود في البلاد المتقدمة تكنولوجياً، أن نفس هذا الفكر الفاسد موجود اليوم في حياتنا السياسية والثقافية—وبكثرة؟

ما ذكرني بمقولة أسيموف وهذا الكلام هو أني سمعت أكثر من شخص فشل معي في إثبات إدعائاته بالمنطق أو الدليل، ولم يروق له أن أكون صريحاً في وصف أي كلام مذكور بالخطأ أو الجهل، فلم يجد ما يفعله سوى أن يلجأ إلى الهجوم الشخصي، فيتهمني بأني أهينه أو أتهجم على شخصه وأني لا أتقبل آراء الآخرين! وكأننا مجبرين على تقبل واحترام أي هلاوس من أي شخص، حتى وإن فشل فشلاً ذريعاً في إثبات كلامه أو إقناعنا بالمنطق والأدلة. وكأن تعبير ’خطأ يحتمل الصواب‘ مثله مثل ’خطأ لا يحتمل أصلاً الصواب‘، لأن لا يسانده لا منطق سليم ولا أدلة وجيهة!

كل الآراء صالحة، وكل الآراء مقبولة، وكله تمام. هناك الكثير من الناس اليوم ممن يرددون مثل هذا الكلام وهم مقتنعين قناعة تامة بهذا المنطق الفاسد. فعلاً، وكأن الخطأ والكذب والجهل أصبحوا جميعاً مثلهم مثل الحق، طالما وضعنا على أيهم ملصق ’رأي‘! وعجبي.

—ياسين رُكَّه

الأحد، ديسمبر 9

أنا كمان عايز أحشر مادة في الدستور

أنا برضك عايز أحشر مادة في الدستور—ماهي هيصة؛ وأنا برضك نخبة خالص يعني:

’كل مواطن لا يملك دلائل قطعية على أشياء قدمها تنفع الوطن بشكل مباشر، يتم تجريده من حقوق الاحتجاج الفردي أو الجماعي، والثورة، ونقد الحكومة أو الرئيس؛ وإن نشر نقد أو تأفف من حال الوطن فسمعه شرطي، وقعت عليه غرامة مالية قدرها [كذا].‘

—ياسين رُكَّه

هل هي قسوة أم صراحة؟ دقة أم دراما؟

yaseen-rocca-banner-arabic-debate

بعض الناس بتقولِّي: ‘بالراحة شوية يا ياسين’.

أنا بأقول إننا كلنا أخدنا كفايتنا وزيادة من الراحة، وآن الأوان بقه ناخد شوية صراحة. شوية صدق. شوية حق. وشويتين شجاعة في الحق.

اللي عايز راحة، يدوّر عليها في حته تانية؛ أنا معنديش راحة، وإنما عندي صراحة.

عربي أفتخر بعرب الأمس، وأمتعض من دراما ومبالغات وانفعالات وتهويل عرب اليوم.  عرفت معنى الحمار الذي يحمل الأسفار في بعض الحاصلين على الدكتوراه ممن جادلتهم، وقابلت دود كتب أو قراء لا يجيدون إسقاط ما قرءوه على واقعهم، وتعلمت جواهر الحكمة من الإمام ومن اللئام. لا أبالي بالشكليات ولا الألقاب، ولا التقاليد البعيدة عن الإسلام، فأنا اسكندنافي كما أني عربيّ. حدثني بالمنطق السليم، والدليل القويم، والعلاقات المناسبة بين الأفكار، أو اسكت.

وبعض أصدقائي حتى يستشهدون بجزء من الآية الكريمة في القرآن: ’وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‘. معنى هذه الكلمات في التفسير الميسر كالآتي: ’ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب‘. فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل الصراحة والصدق في الحق يعتبرا سوء خلق وقسوة قلب؟ ما علاقة القلب هنا أصلا عندما أصف مثلاً قول أحدهم بالكذب فأقول ’هذا كذب‘، أو أصف فعل أو موقف أحدهم بالمخزي فأقول ’هذا موقف مخزي‘؟ العرب قديماً كانوا هكذا؛ عندنا سجلات تاريخية نرى فيها أنهم كانوا يستخدمون تعبيراً مثل ’هذا كذب‘. فما الذي حدث لنا؟ لماذا أصبح فهمنا للغة بهذا الجهل والسذاجة والانفعالية والقفز إلى استنتاجات خيالية؟

إني أصف الكلمة أو الفعل أو الموقف، ولا أصف الشخص. ثم أذكر لماذا، بالمنطق أو الشاهد أو الدليل. كل هذا ليس له علاقة بسوء الخلق أو بقسوة القلب أو حتى بالقلب نفسه على الإطلاق، وإنما هي صراحة صافية من اللف والدوران عندما يكون الحق على الميزان، وتكون سمعة حزب أو أمة كاملة تحت فحص العيان.

ومع هذا، فأُشهِد الله أني أجتهد أن أكون دبلوماسياً مع الشخص الذي يستحق هذا الجهد. ولكن للأسف، معظم الناس هذه الأيام—خاصة العرب—انفعالية، تهويلية، مبالِغة، وينطبق عليها المصطلح الغربي ’دراما كوين‘ أو ملكة دراما. Drama queens

—ياسين رُكَّه

الأحد، نوفمبر 18

جبروت القلب الذي عرف الحق

والله الذي لا إله غيره، إن بعض الناس في هذا العالم يعرفون أن الإسلام لله وتوحيده هو دين الحق، يعلمون هذا في عقولهم، ولكن قلوبهم لم تعلم بعد، قلوبهم لم تقبل، قلوبهم لم تفهم.

فالفرق بين شخص مثل هذا، يعرف الحق في عقله، ولكن يمتنع عن اتباعه، مثلاً لخوف من أهل أو قبيلة، أو خوفاً على جاه أو شهرة أو مال، وبين شخص عرف الحق بقلبه، هو أن من فقه بقلبه لا يستريح أبداً حتى يتبع الحق...يظل الحك وعدم الراحة في القلب في صراع دائم مع الخوف، حتى لم يعد الشخص يطيق الصراع في قلبه فيستسلم...يستسلم لله سبحانه وتعالى فيُسلِم، ويشهد أن لا إله إلا الله. ومن يشهد أن لا إله إلا الله اليوم، لا محالة سيعرف محمداً بن عبد الله وعيسى بن مريم البتول وموسى عليهم الصلاة والسلام جميعا.

“وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيرًا مِّنَ الْجِنِّ وَالْإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لَّا يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لَّا يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لَّا يَسْمَعُونَ بِهَا أُولَـٰئِكَ كَالْأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُولَـٰئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ” ﴿الأعراف: ١٧٩﴾.

وهذا نفسه ينطبق على المسلمة والمسلم الذي يعرف الحق، يعرف الحلال والحرام، الصواب من الخطأ، ولكن يظل مُصِرّاً على عصيان الله، سواء بشرب خمر أو زنا أو ترك الصلاة أو ترك الحجاب. هؤلاء عرفوا الحق بعقولهم، ولكنهم لم يعرفونه بقلوبهم بعد. لأن القلب الذي عرف الحق لا يمكن أن تقف أمامه قوة في الوجود؛ يظل يحيك في الصدر، ويئنّ ويطنّ ويتقلّب ويرتفع ثم يهوى فينكسر ويتلوّى، حتى يكاد صاحب القلب أن يصاب بالجنون، ولا يستطيع أن يستمر في الحياة إلا بالاستسلام لله، وإسلام القلب له سبحانه وتعالى.

هذا هو الفرق بين المعرفة بالعقل والمعرفة بالقلب، وذاك هو…جبروت القلب الذي عرف الحق. رَبَّنَا لَا تُزِغْ قُلُوبَنَا بَعْدَ إِذْ هَدَيْتَنَا وَهَبْ لَنَا مِن لَّدُنكَ رَحْمَةً إِنَّكَ أَنتَ الْوَهَّابُ.

—ياسين رُكَّه

الاثنين، نوفمبر 5

تغيير الوطن والعالم: كيف؟ ولماذا ينجح أو يفشل؟

بعض الناس يريدون تغيير العالم، وينسون أن حكماء العصور كلها قالوا وأعادوا: غير نفسك، يتغير العالم.

تقريباً آخر مشاهير التاريخ الذين حاولوا توصيل هذه الرسالة كان غاندي، عندما قال: ’كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم‘.

بعض الناس تظن أن هذا تفلسف غير عملي ولا يفيد، والقضية ليست قضية تفكر وتأمل، ولكن عمل باليد. أنا أقول أنها قضية تفكر وتأمل [ثم] عمل باليد...عمل قائم على ما رآه العقل الراشد، كي يؤسس ما يمكن أن تراه العين الناظرة. والتغيير الخارجي فعلاً يبدأ من التغيير الداخلي، ونعم، إنها عملية تكاد تكون سحراً، وأشك أن تقدم العلم الملموس سيكتشف سرّ هذه العملية السحرية في أي وقت قريب. وأنا أعني ما أقول عندما أصفها بأنها أشبه بالسحر؛ فكر في الأمر، كيف يتغير العالم الملموس حولك في غضون دقائق عندما تنجح في تغيير ما بداخلك أنت؟ وهل يتغير العالم الخارجي الملموس حقاً أم تتغير نظرتك أنت له؟ أم أنه مزيج من هذا وذاك؟ هذه أسئلة لا أعرف لها أجوبة شافية في عصرنا هذا، وأملي هو أن الأجيال القادمة ستكتشف إجابات مقنعة لها كي يقتنع الأغلبية وتتغير بلادنا وأرضنا.

ما أعرفه وشاهدته وجربته بنفسي هو أن الشخص الذي ينجح في تغيير ما بداخله، تغيير نفسه—وبعض هذا التغيير يمكن القيام به في دقائق، بالفعل يبدو فجأة وكأنه يعيش في عالم مختلف عن العالم الذي كان يعيش فيه منذ دقائق. بالرغم من أن كل شيء كما هو من المنظور الفيزيائي الملموس، هو يعيش في عالم مختلف، ويرى أشيائاً مختلفة؛ فنعم، العملية تبدو وكأنها سحراً أوتنويماً مغنطيسياً أو ما شابه. وسرعان ما تجد هذا المرء يتحرك بدنياً، ولكن كل حركة الآن، كل حركة سواء كبيرة أو صغيرة، سريعة أو بطيئة، كل حركة تؤدي إلى تغيير حسي فيزيائي ملموس في بيئته المحيطة. وأي نوع من التغيير؟ تغيير يؤدي إلى تحول البيئة المحيطة إلى البيئة أو العالم الذي رآه هذا الشخص في عقله في خلال دقائق! هذا ما شاهدته بنفسي وجربته، والله شاهد على ما أقول. ونعم، ما شاهدته جعلني أقشعر وأقف للحظات بنظرة ذهول، أحاول أن أفهم ما يحدث أمامي، ولكن لم أستطع الفهم الكامل—فإن المشهد كان يبدو وكأنه سحراً أو مشهداً من فيلم خيالي وليس حدثاً واقعياً في عالم التليفزيون والوظائف والسياسة والحروب وحقوق الحيوان. شخص كان يرى عالماً محدداً لشهور أو سنوات، ثم غير شيئاً داخله، فبدأ يرى عالماً مختلفاً؛ ثم وقف وبدأ يتحرك، فبدأت البيئة المحيطة تتغير إلى البيئة المختلفة التي يراها هو الآن؛ فبدأ العالم الذي كان بصورة معينة لشهور أو سنوات يتغير في خلال دقائق إلى عالم لم يمكن لي أنا أو له هو أن نتخيله منذ بضع لحظات. والله كان الأمر كله أشبه بالسحر! لأني لم أعي كيف يمكن أن يتم التغيير الفيزيائي الملموس بهذه السرعة؛ لم أكن أتوقع شيئاً كهذا أبداً.

وكل ما استطعت أن أفكر فيه أو أتذكره كتبرير وشرح لما يحدث هو هذه الفكرة الأبدية والحكمة التي حاول الآلاف من الحكماء والأنبياء والرسل توصيلها إلى البشرية: التغيير يبدأ من الداخل. كن التغيير الذي تريد أن تراه في العالم. غيّر إيمانياتك، اقتناعاتك، افتح ذهنك وقلبك للاحتمالات والأمل؛ غير منظورك، غير مكانك، قف في زاوية مختلفة، أو حاول ببساطة أن ترى الأمر من منظور مختلف. غير نفسك أنت أولاً، يتغير العالم حولك؛ نعم، وكأنه سحرا.

هل تغيير ما حولنا سهل بعد تغيير أنفسنا أو تغيير ما بعقولنا وقلوبنا؟ نعم، هذا ما جعلني أشبهه بالسحر أكثر من مرة في مقالي هذا. إذن فما المشكلة؟ لماذا نفشل كثيراً في تغيير الظروف كأفراداً وشعوباً؟ لأن سخرية القدر، أو—بمعنى أدق—حكمة الله اقتضت أن تكمن الصعوبة في تغيير أنفسنا، وليس في تغيير العالم!

ولمن يؤمن بمحمد ورب محمد، هذا هو الدليل من آيات الله على كل كلامي: ’إِنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ‘.

إن كنت ترى وطنك متجهاً إلى الهاوية، فهو بالفعل متجه إلى الهاوية؛ إن كنت ترى ابنك فاشلاً، فهو بالفعل فاشل؛ إن كنت ترى الحزب السياسي الديني أو العالماني عدوك وعدو ميولك، فهو بالفعل عدوك. أما إن كنت ترى وطنك يتقدم، فهو بالفعل يتقدم؛ إن كنت ترى ابنتك صالحة، فهي بالفعل صالحة؛ وإن كنت ترى الحزب الديني أو العالماني شريكك المحتمل ومقاسمك ميول الجميع، فهو بالفعل شريكك. وكله بسببك أنت ومن يشاركونك الرؤية في العقل ويشاطرونك الشعور في القلب.

ولكن هيهات هيهات أن يكون تغيير الرؤية والشعور بهذه السهولة. هذا هو الفرق بين الإنسان الحر الذي يبحث عن الحق والخير في المجتمع، والخروف المبرمج في القطيع، الذي يبحث عمن يوافقه الرأي ويعطيه الشرعية فيقول له: ’انت صح وميّه ميّه يا حبيبي؛ دُول ولاد...‘.

—ياسين رُكّه

الاثنين، يوليو 2

العربية للإنتاج والتوزيع السينمائى تكذب على شركة يوتيوب!

اليوم تلقيت إخطاراً رسمياً من شركة يوتيوب يذكر لي أنهم قد حذفوا النسختين، الكاملة والملخص، للفيديو الخاص بي على يوتيوب، بعنوان ’الختان والإخوان مع إسعاد يونس ومزبلة التاريخ‘. وسبب الحذف كان إخطاراً كاذباً من شركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي، تدعي فيه الشركة أني اعتديت على حقوق النشر والطبع الخاصة بمقالة المدعوة إسعاد يونس، عندما نشرت هذا الفيديو!

الشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي تظن أن المحسوبية والواسطة والكذب، وليس الكذب فقط في الإعلام بل أيضاً في شئون قد يتم تحويلها إلى القضاء الأمريكي الفيدرالي، يمكن العمل به مع الشركات الأجنبية أيضاً! إني حقاً لم أرى وقاحة وكذباً صريحاً بهذه الطريقة من قبل. تماماً كما قلت في الفيديو، المحذوف حاليا والراجع قريباً بتوفيق الله ومشيئته، هذه الناس تكذب ’عيني عينك كده‘!

وعزائي هو أن هذا معناه أن كلامي قد وصل لإتعاس، وأنه أحدث من رد الفعل ما يكفي كي يصل بهم الأمر إلى الكذب على شركة أمريكية في أمر مثل حقوق الطبع والنشر.

لقد قمت بإخطار مضاد، وأثق أن شركة يوتيوب سترى بمنتهى الوضوح الكذب الصريح من العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي. التحدي الوحيد هي أن المادة كلها باللغة العربية، ويوتيوب أمريكية؛ ولكن عسى أن يكون عندهم موظفون عرب يقومون بالاطلاع على مثل هذه الصراعات في حقوق النشر.

هاهي صور من الاستمارة الإلكترونية التي قدمتها (انقر على الصور لرؤية الحجم الكبير)، وهي خير إثبات لهذه الواقعة المخزية للشركة العربية للإنتاج والتوزيع السينمائي. كم هو شيء مؤسف أن تتدخل شركة مثل هذه في أمر كهذا، وبالكذب الصريح. خسارة.

Yaseen-Rocca-Isaad-Yunis-Copyright-Case-01

Yaseen-Rocca-Isaad-Yunis-Copyright-Case-02

—ياسين رُكَّه

الأربعاء، يونيو 27

كلنا مسئول

ياسين رُكَّهكلنا مسئول. لا يوجد سوبر مان؛ لا يوجد مخلص في المستقبل سوى عيسى عليه السلام.

اليوم لا يوجد معجزات، وقوانين الكون لا تعرف سوى لغة خُد وهات.

الكلام من أجل التغيير، ولو بالصوت العالي ووسط دخان القنابل لشهور، أسهل من العمل المثابر لأعوام من أجل وطن.

تحدثنا كثيراً، جادلنا كثيراً، تسايسنا كثيراً، صدقنا ورددنا إشاعات كثيراً، كذبنا دون قصد وكذب بعضنا عن عمد؛ فلنكتفي بهذا القدر، أو نحد منه قدر الإمكان.

دعونا نعمل...ليس في صمت، فإن التواصل هام لمراجعة النفس والخطط، ولكن دعونا نعمل بأقل قدر ممكن من القيل والقال والتنبؤات المستقبلية العديمة الجدوى.

سواء ليبراليين أو إخوان أو فلول، انعدام مشروع أو مشروع النهضة، في كل الأحوال لن تحصل أنت أبداً على شيء في مقابل لا شيء.

كل يوم، اسأل نفسك: ماذا قدمت للوطن كي تقدم لي مصر شيئاً؟ ماذا قدمت لغيري كي يقدم غيري لي شيئا؟ كيف خدمت غيري كي يخدمني الغير؟

قيمتك في الوطن والدنيا كلها تساوي قيمة ما تقدمه لمصر والدنيا. ربحك المالي الذي تحصل عليه يساوي قيمة الإضافة التي أضفتها لغيرك.

أضف الفائدة لغيرك كي تحصل على أي شيء، بما فيه المال. سواء خدمت فقمت بتوصيل شخص ما إلى وجهته، أو خدمت فعلّمت شخص ما مهارة، طالما أنك تضيف قيمة، فستحصل على العائد.

إن آجلا أو عاجلا، ستحصل على عائد. لأن الله هو العدل، والكون المُسخّر بأمره عادل ومتوازن.

اخدم وأضف الآن. اعمل، فإن الوطن يحتاج إلى عمل. حاسب نفسك قبل أن تحاسب غيرك. راقب نفسك قبل أن تراقب غيرك.

كلنا مسئول.

—ياسين رُكَّه

الثلاثاء، يونيو 12

مرشح الإخوان بديل ثوري؟

كتب خليل العناني:
RT @khalilalanani: مرشح الإخوان يطرح نفسها باعتباره ممثل "البديل الثوري"، رغم أن جماعته فكرياً وتنظيمياً أبعد ما تكون عن مفهوم الثورة.

فكتبت:
@Khalilalanani أنا أيضاً ضد الثورة السياسية، لأني أؤمن بأنها دائماً تُختطف تحت جناح المؤامرات والوقيعة؛ بيئة الثورات بيئة خصبة للفتنة. ولكن...بما أن الثورة حدثت بالفعل، ولم يخطط لها الإخوان، بل فقط وقفوا مع الشعب، طالما الشعب يريدها، فأرى أن من حقهم طرح أنفسهم هكذا (كثوريين ومرشحهم بديل ثوري).

—ياسين رُكَّه

الاثنين، يونيو 11

فلول أو مقاطعة: حقارة أو انعدام مبادئ

ياسين رُكَّهلقد فهمت الآن فقط... أن كل من ينتخب شفيق هو شخص جدير بالاحتقار، خاصة بعد أن يخبره شخص ما بالسبب. هذا لأنه حتى وإن لم يؤيد الثورة وكان يرفضها من البداية، فعليه أن يتذكر أنه بدون ثورة، لم يكن ليستطيع أن يشارك في انتخابات رئاسة من الأصل، لأن النتيجة قبل الثورة كانت دائماً ٩٩% نعم، كلنا يعلم ذلك. فالشخص الذي كان يرفض الثورة ويؤيد مبارك...أقل ما يمكن أن يفعله اليوم كي لا يستحق بعض الاحتقار هو أن يقاطع الانتخابات، لأن التصويت ليس من حقه أبداً. أبداً! أنت لم تحرك ولو اصبعاً كي تحصل على هذا الحق، فكيف تستخدمه اليوم؟ بل كيف تصل بك البجاحة إلى استخدام الحق نكاية في الثورة التي أتت بالحق بفضل الله؟!

عند هذه النقطة، لا يعنيني الإخوان في شيء ولا يعنيني أي رأي في الثورة، سواء بالتأييد أو الرفض. النقطة التي تعنيني هي أن من أتى لنا بحق التصويت والانتخاب، بعد الله، هم من شاركوا بإخلاص في هذه الثورة. الأسباب التي استخدمها الله لإعطائنا حق الانتخاب، وهو الحق الذي لم نتمتع به ولو يوماً واحداً في تاريخ مصر كله، هي تضحيات ومجهودات الثورة. لا يهمني رأيك في الثورة، ولا يهم رأيي أنا في الثورة، في نهاية الأمر، الله استخدم هذه الثورة كي يعطينا القدرة على الانتخاب، حق الاختيار. فكيف نستخدم القدرة في خيانة رسالة الثورة التي أتت بها بفضل الله؟؟

أتدرون من ركب الثورة فعلاً؟ إنه الانتهازي الذي ذهب ليستغل مجهودات غيره وهو أبداً لم يؤيدهم، بل بالعكس سبّهم وخوّنهم بالتعميم، ذهب بانتهازية ليستغل تضحياتهم ومجهوداتهم، ثم بمنتهى الوقاحة زاد الطين بلة باختيار النظام السابق الذي سالت الدماء وزهقت الأرواح كي تتخلص منه!

انتهازي من ذهب ليستخدم حقاً لم يحرك اصبعاً كي ينتزعه من الدكتاتور، وأصبح الانتهازي وقحاً وحقيراً عندما استخدم الحق كي يأتي بالدكتاتور من جديد. وخائن من أيد الثورة سابقاً، ثم ذهب كي يصفع الثورة على وجهها فيعيد النظام السابق بصوته اليوم. يعني أيا كان موقف الشخص قبل الثورة، باختيار مرشح الفلول هو إما خائن أو انتهازي ووقح وحقير. في كل الأحوال، جدير بالاحتقار.

وفي رأيي، من أيد الثورة سابقاً ولكن يقاطع اليوم قد لا يكون خائناً، ولكنه بالتأكيد شخص عديم المبادئ وغير ثقة. ترك الثورة في منتصف الطريق ولم يقوى على الاختبار الأخير...أصعب اختبار. لا يستحق الاحتقار، ولكن يستحق انعدام الثقة فيه بعد اليوم.

ولا تلوموني أنا أو تغضبوا مني، فإني فقط اكتشفت هذه الفكرة وهذا المبدأ اليوم. فلوموا المنطق إن شئتم، وواجهوني بالحجة إن استطعتم، وأشك أن يكون عندكم أي منطق أو حجة في مواجهة ما ذكرته.

—ياسين رُكَّه

الجمعة، يونيو 8

كيف نفرّق بين الكاذب والصادق في زمن الرويبضة؟

Scholars and ignoramusesكلمة إلى أهل العقل والتفكّر: اقرأ الحديث الصحيح التالي، ثم اربط الأمور ببعضها البعض بطريقة منطقية...أي اربط الكذب بالرويبضة، واربط الصدق بالعلماء، واعلم أن عالم الفضاء في الصورة واحد من عشرات العلماء والأكاديميين ممن يؤيدون الإخوان:

’سيأتي على الناس سنوات خداعات؛ يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويؤتمن فيها الخائن، ويخون الأمين، وينطق فيها الرويبضة. قيل: وما الرويبضة؟ قال: الرجل التافه يتكلم في أمر العامة.‘

الراوي: أنس بن مالك وأبو هريرة، المحدث: الألباني،المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: ٣٦٥٠، خلاصة حكم المحدث: صحيح.

فكّر بتأني. مثلاً، هناك صفحة ’الإخوان كاذبون‘ وهناك أيضاً صفحة ’عسكر كاذبون‘. فكيف إذا نفرق بين الكاذب الذي يصدق والصادق الذي يكذب، كما أشار إليهما الحديث الصحيح؟ نقطة الرويبضة تعطي أهل العقل والتفكر مفاتيح الفهم. انظر من الذي يدافع عن جهة يُشاع أنها كاذبة، فإن كان المدافع من الرويبضة (رجل تافه)، عرفنا أن الجهة ليس بالضرورة صادقة؛ أما إذا كان المدافع من العلماء والأكاديميين (وهناك فرق طفيف بين هؤلاء وبين النخبة)، فلنا في ذلك علامة أن الجهة التي يشاع عليها الكذب قد تكون صادقة. لا، الأمر ليس سهلاً، ولكن الدنيا لم تُخلق كي تكون تحدياتها سهلة...فقط افعل ما بوسعك وشغّل عقلك قدر الاستطاع، وادعو الله أن يريك الحق حقاً ويرزقك اتباعه ويريك الباطل باطلاً ويرزقك اجتنابه.

—ياسين رُكَّه

الخميس، يونيو 7

رغيف الخبز في مصر والاكتفاء الذاتي من القمح

Bread-and-wheat-in-Egyptكتب أ. محمد الحملاوي:

السلام عليكم ورحمة الله.

أحيطكم علماً بأن هذه التجربة مطبقة بالفعل فى مصر منذ سنوات، وتم تطبيقها فى السودان ومعظم دول إفريقيا، إلا أن نسبة ٢٥% أثبتت فشلها كما تفيد كل الدراسات، وكانت النسبة المثلى هى ١٥% دقيق ذرة معالج حراريا و٨٥% دقيق قمح.

وتجارياً إضافة أكثر من ١٠% تؤثر تأثيراً مباشراً على جودة الخبز، وداخل المعمل يمكن إضافة هذه النسب ولكن في المخابز يكون الخبز المنتج غير مقبول للمستهلك.

ما عيوب تطبيق هذا الاقتراح؟
خلط الدقيق بالذرة يجعل رغيف الخبز ينكمش ولا يتمدد ولا يمكن الاحتفاظ به لفترة لا تتجاوز الساعات كالرغيف العادى لعدة أسباب: أولها أنه يتفتت، مما يضطر البعض للتخلص منه، وبالتالى يزيد الفاقد من الخبز؛ وثانيها أن دقيق الذرة يحتوى على نسبة زيوت كبيرة فبعد فترة نجد أن رائحة رغيف الخبز تغيرت وانبعث منه رائحة كريهة.

لن أطيل عليكم. فقد قام الباحثون بالمركز القومى للبحوث بالعديد من الأبحاث ووجدوا أن خلط الشعير بالقمح أفضل كثيرا من خلط الذرة بالقمح، وهذا هو الرابط: http://j.mp/LzfwrL

اللهو الخفي والطرف الثالث: لماذا حولوه لنكتة؟

ياسين رُكَّهمجموعة من الفيديوهات والمقالات تستحق الاطلاع. ولكن لأن قراءة العناوين فقط أو قراءة كلام كاتب المقالة فقط قد تعطيك صورة أحادية البعد، فأؤكد أن تخصيص بعض الوقت لهذه المواد هام. ظاهرياً، يوجد تلميح خفي لإدانة الإخوان في أشياء تتعلق بالأسلحة وما شابه (وتتبع خيوط من عمل على إنتاج بعض الفيديوهات توصل إلى مثل هذه الإدعاءات)، وبعض الأدلة أيضاً تأتي من مؤيدين للفلول؛ ففقط احذر من غسيل المخ الخاص بإدانة الإخوان ولا تجعل تأييد بعضهم للفلول يثنيك عن سماع ما يقولون، فهو مفيد.

وإن كان وقتك ضيقاً ويمكنك الثقة في رأيي بدون الاطلاع على المواد، فمن الاطلاع عليها، يمكنني أن أقول أنه تأكد لي أكثر أن هناك تدخل أجنبي في الثورة، عملاء مخابراتيون أجانب تدخلوا في الأحداث، خاصة أحداث العنف، وساعدهم مصوروا فيديو كانوا يعلمون مسبقاً بالمصيبة التي ستحدث (دهس أبرياء بسيارة جيش مثلاً). تأكدت لي علاقة وائل غنيم المشبوهة بجهات أمريكية ويهودية. تأكد لي تلقي حركة ٦ إبريل لمساعدات مالية ومعلوماتية وتدريبية من جهات أمريكية تدعي أن قضيتها هي حقن الديمقراطية في شرايين الوطن العربي بطريقة سلمية...ويبدو أن ٦ إبريل صدقت. تأكد لي أن هناك من يريد أن يتجاهل كل هذا فيلقي اللوم على الإخوان وعلى قطر بدلاً من التركيز على أعدائنا الحقيقيين (الصهاينة وبعض الجهات الأمريكية الصهيونية الانتماء). تأكد لي أن لأجهزتنا الأمنية الكثير من الأخطاء ويوجد الكثير من الخيانة في داخلها بالذات المخابرات التي توجه اللوم إلى الإخوان بدلاً من إعطاء الشعب الأدلة الحقيقية والمقنعة عن التدخل الأجنبي في مصر، ولكن في نفس الوقت أغلب الأحداث التي أججت مشاعر الشعب وشحنت الكراهية ضد أجهزة الأمن لم تكن من تدبير أجهزتنا (ولا من الإخوان كما يدعي البعض)، وإنما من جهات أجنبية. وتأكدت أن هناك الكثير من المندسين وسط الثوار ممن قاموا بجرائم وممن بدأوا برشق الطوب ورمي المولوتوف على مباني الدولة وأجهزة الأمن.

يعني أعداء مصر يجتهدون في إضعاف مصر من أجل إضعاف الإسلام وإضعاف الإسلام في مصر؛ وأجهزة الأمن المصرية أيضاً مصابة ببعض الإسلاموفوبيا وترى الإسلام الشمولي كتطرف أو تشدد فهي أيضاً تعمل على إضعاف الإسلام في مصر؛ والأغلبية منشغلة بمحاربة الإسلام في صورة محاربة التيار الإسلامي كله، بحجة أنهم ليسوا الإسلام ومتجاهلين أنهم يمثلون الدين؛ والبعض منشغل في قطر وحزب الله وحماس والقسام وهكذا؛ بدلاً من أن يتحد الجميع وينشغلوا بأعدائنا الحقيقيين.

تعلمت وتأكدت أن الثورة صناعة أجنبية، ولكنها أمر واقع فلا منطق للتراجع عنها الآن، وأن علينا أن نتوحد جميعاً ولا نخون بعضنا البعض...الإخوان لهم أخطائهم، وأجهزة الأمن لها أخطائها، ولكننا لم نقتل بعضنا بعضاً عن عمد أبداً؛ وأقل، أقل القليل من القتل حدث بالخطأ أو الخوف؛ أما أغلب القتل فتم على أيد أجنبية آثمة مع قلة خائنة للوطن وهذه القلة لا تنتمي إلى أي جهة محددة في الوطن، فالخونة في كل مكان. والقتل حدث على الجانبين: جانب الثوار وجانب قوات الأمن. تعلمت أنه تماماً كما هي طريقة وائل غنيم ومعاونيه في تكذيب الدلائل على عمالته عن طريق نشر نسخ من الدلائل ولكن كوميدية، فإن بعضنا يتبع نفس الطريقة وينشر كلاماً يسخر به من فكرة اللهو الخفي أو الطرف الثالث، مقلداً بذلك إعلامي يحترمه قام بنفس تلك السخرية…وكله كي لا نصدق أن هناك طرفاً ثالثاً خارج الوطن، ونرى الفكرة كأضحوكة…أما عندما ننظر بجانبنا وفي نفس الوطن، فوجوهنا تتوقف عن تعبير الضحك فجأة وترى الطرف الثالث أمامها ولكن بدون تذكر المصطلح! تعلمت أن أعدائنا يشغلوننا بكراهية وتخوين بعضنا البعض، بدليل أننا جميعاً نتحدث عن الإخوان والقسام والعسكر وأمن الدولة وقطر والبتنجان—طالما البتنجان مصري أو عربي...وأصبحنا نادراً ما نتحدث عن إسرائيل أو الصهيونية أو أمريكا. بل إن بعضنا اقتنع أنه لا يصح أن نلوم إسرائيل على كل شيء أو نجعلها اللهو الخفي...ولكن إذا كنا نتحدث عن الإخوان أو العسكر مثلاً، فبالتأكيد نلومهما أو أحدهما على كل المصائب، وبالتأكيد هما أو أحدهما...اللهو الخفي! وعجبي.

—ياسين رُكَّه

الأربعاء، يونيو 6

مفيش مرشح كامل فاختار مشروع

ياسين رُكَّهمحمد مُرسي يفتقر إلى الدبلوماسية والكاريزما؛ أحمد شفيق دحلاب ما بيجمّعش وغير سوي؛ حازم أبو اسماعيل لا يمكننا أن نوقن أو نقسم على شيء في موضوع جنسية والدته، ولحيته تقلق البعض؛ حمدين صبّاحي إسلاموفوبي بجح مغرور انتهازي ناكر للجميل؛ أبو الفتوح متهور، أخد الناس على العباسية بدل ما يقولّهم يعقلوا ويرجعوا التحرير، وظهوره في المناظرة كان ضعيف. الباقي شعبيتهم مؤسفة بالمقارنة.

فيه حد لسّه مقتنع إن المرشح بتاعُه حاجة محصلتش ويا هوّه يا بلاش؟ أنا اخترت أؤيد أهم مشروع وبرنامج متاح؛ اخترت مخلّيش حد يضحك عليّا بخرافة التكويش والهيمنة في دولة ديمقراطية، بل إني أفهم نهضة الأمم فهم علمي سليم. اخترت العمل على انسجام السلطة التنفيذية مع التشريعية، فحزب الأغلبية هنا يبقى برضو حزب الأغلبية هناك. عشان وقت تنفيذ البرنامج الرئاسي والمشروع الحزبي يبقى التوافق والتعاون من أعلى ما يمكن بين اللي بيعطي التشريعات والتعليمات وبين اللي بينفّذ، فالكفاءة تبقى أقصى ما يمكن...وفرصة الوطن في النهضة تعلى. اخترت أفهم إننا مش حنكون أول ولا آخر بلد ديمقراطي يمسك فيها حزب الأغلبية كل السلطات.

—ياسين رُكَّه

كلمات في المؤامرات والثورات والنظريات والجمعيات الثورية

ياسين رُكَّهلا يمكنني لا بالمنطق ولا بالشواهد التاريخية الموثقة الاقتناع بأن الربيع العربي كله حقيقةً كان تلقائياً وعشوائياً ومن قلوب الناس فقط، بدون أي مساعدة وتدبير من جهات خارجية. فأنا أؤمن بوجود مؤامرة لإمداد الثورة بالوقود الذي يجعلها تستمر وتتأرجح ما بين نجاح وتعثر؛ ليس فقط في مصر بل في الدول العربية الأخرى.

أؤمن بأن جمعية ٦ إبريل هي جمعية مشبوهة المرجعية والأصل والتمويل والتدريب بالفعل، ولكن لا أؤمن بأن لهم أي علاقة بالاغتيالات التي تمت في الثورة.

أؤمن بأن الاغتيالات التي تمت، وبالذات لشخصيات تأجج مشاعر الرأي العام إن قُتِلت، مثل الإمام عماد عفت رحمه الله، قام بها عملاء مخابراتيون محترفون بأسلحة كاتمة للصوت ومن مسافة قريبة، وقد تكون كاميرات مسلحة وليست مسدسات. من أراد أن يضحك على هذا على أساس أنه لا يرى هذه الأشياء سوى في الأفلام، وكأنه لا يحدث أي شيء من هذا في الواقع، فله مطلق الحرية؛ ولكن ما أعرفه هو أن الحقيقة عادة أغرب من الخيال، لأن الخيال يجب أن يكون مقنعاً ومنطقياً كي تصدقه...وبعضنا يدرك جيداً أن الحقيقة أحياناً تكون غير منطقية على الإطلاق ومربكة!

أؤمن بأن القناصة أيضاً عملاء أجانب، ولا علاقة لهم ب ٦ إبريل ولا أي جهة داخلية في مصر.

المشكلة هنا هي أن نجمع كل الاتهامات ضد جهة واحدة (مثل ٦ إبريل)  كي نسخر من الفكرة ونقنع أنفسنا بأن الجهة بريئة من أي تهم على الإطلاق، ولكن كل جهة ولها اختصاصها. فلا يمكن أن تكون الجهة المُحرِّضة هي نفسها الجهة القاتلة؛ هذه خلايا تعمل منفصلة تماماً عن بعضها البعض من أجل تحقيق أهداف موحّدة، وهم لا يدرون أن هناك آخرين يساعدونهم. والعقول المدبرة خلف الكواليس لا نسمع عنها أبداً.

والفرق بين الإخوان و٦ إبريل مثلاً هو أن الإخوان لم يحرضوا على الثورة، بل شاركوا فيها بكل ثقلهم من أول يوم لها استجابة لما رأوه من إقبال على المظاهرة الأولى في المواقع الاجتماعية. والفرق الأهم هو أن الإخوان موجودون منذ ٨٠ عاماً، فيمكننا تتبع تاريخهم والحكم على المعقول وغير المعقول. أما الجمعيات الثورية والاشتراكية الجديدة فلا نعلم عنها الكثير، ولا نعلم عن مؤسسيها أي شيء يذكر؛ بل إن ما نعلمه عن تدريبهم في الخارج صحيح وموثق، حتى وإن كان تدريبهم لا يشترط العمالة.

يجب علينا أن نعي أن عالم المؤامرات معقد جداً، وأن من ضمن أساليب المتآمرين في نشر سحابات دخان تخفي الحقائق هي نشر أكاذيب ومبالغات واتهامات كوميدية ضد جهات محددة، مما يشجع معظم الناس على تبرئة الجهة تماماً من أي تهم. إننا في عصر العجائب، والكذب الإعلامي يكاد يكون العادي. فلا تتسرعوا في الحكم على الجهات أو الأشياء، ولا الحكم ببراءة أو إدانة أي جهة. اجتهدوا في التدبر قبل الحكم، ولا تشيطنوا أي جهة، واعلموا أن بعض الجهات ينتهي بها الأمر كعملاء لجهات أجنبية مشبوهة وهم لا يدركون أصلاً أنهم عملاء. ما الغريب في هذا إذا كان الله يخبرنا في كتابه الكريم أن هناك من الناس من يظنون أنهم يحسنون صنعا؟

’قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُم بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا ﴿١٠٣﴾ الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا ﴿١٠٤﴾‘—سورة الكهف

—ياسين رُكَّه

الإخوان وخرافة الزيت والسكر

خرافة الزيت والسكرمنقول: شبهة توزيع الإخوان للزيت والسكر على الفقراء

بالنسبة لادعاء توزيع الزيت والسكر من الإخوان على الناس:

١. توزيع المعونات الغذائية والمادية أمر قديم منذ عشرات السنين يفعله الإخوان تحت بند لجنة عندهم اسمها «لجنة البر». وهذا يكون طوال العام بما في ذلك وقت الانتخابات، لأن من يحتاج الطعام طوال السنة يحتاجها أيضاً في موسم الانتخابات. كل ما في الأمر هو أن الإعلام لا يخرج صور المواد الغذائية، ولا يخرج لتصويرها سوى وقت الانتخابات! والمغزى والهدف واضح.

٢. هناك حملات تشويه مقصودة من جهات مجهولة تقوم بالاتصال بالناس باسم الإخوان—وهم لا يمثلون الجماعة حقيقةً على الإطلاق—وعرض عليهمأي مقابل مادي لترشيحهم مُرسي. وليس هذا فقط، بل تم الإبلاغ أكر من مرة عن سيارات عليها ملصقات الحرية والعدالة—لا تمثل الحزب حقيقةً—توزع الغذاء بجانب لجان الانتخاب وغيرها من الأماكن.

٣. هناك من باب الدعاية ملصقات ويافطات وكابات (طواقي) وأشياء كثيرة من ضمنها أكياس فارغة مطبوع عليها لوجو (وسم) الحرية والعدالة، مخصصة لأصحاب المحلات لوضع منتجاتهم فيها للدعاية، وهذا في حد ذاته يحدث لبس عند الكثيرين.

٤. على فرض—جدلاً—أنَ الإخوان فعلاً يفعلون ذلك، فهم ليسوا من الغباء أن يوزوعوا تلك المواد الغذائية في أكياس مكتوب عليها الحرية والعدالة، وأمام لجان الانتخاب مباشرة: كي يعطوا لخصومهم بسهولة دليل إدانة ضدهم، وكأنّ الإخوان يقولون لهم: امسكوا علينا غلطات وشراء أصوات ناخبين الله يخليكم!

وإذا كان على الأكياس، فالأكياس ليست فقط بشعار الحرية والعدالة وصور محمد مُرسي، بل يوجد نفس الأكياس والشواهد على أبو الفتوح وصبّاحي مثلاً! موضح في الصورة أدناه:

581211_420967737934465_214388555259052_1371936_1170952372_n

وإن كان المرء يملك أدنى درجات الذكاء وموهبة الخدع والمناورات، فسيدلّه عقله على تلبيس الحقائق والقيام بتلك الحيل الإعلامية لإدانة الإخوان. فافقهوا يا أولي الألباب..شوية منطق وإنصاف الله لا يسيئكم، فلا أنتم ولا الإخوان بهذه السذاجة.

الثلاثاء، يونيو 5

منقول: مجلس رئاسي؟ اشمعنى دلوقتي؟

منقول: ليه مجلس رئاسى مدنى دلوقتى عشان :

١. حصل تزوير فى الانتخابات لصالح شفيق ضد صباحى وابو الفتوح واللجنة العليا للانتخابات مقبلتش الطعن بتاعهم .. طب مهو حازم قبلك خرج وكان معاه حكم واللجنة العليا مقبلتش طعنه ورضينا وقلنا نحترم القانون عشان ندخل الانتخابات لأن ده فى مصلحتك.

٢. تطبيق قانون العزل وخروج شفيق…طيب ماهو قانون العزل كان موجود قبل الانتخابات ومطبقش على شفيق ورضيت ودخلت الانتخابات لأنك كنت شايف فرصتك كويسة وممكن تنجح.

٣. الحكم فى قضية مبارك والعادلى ومساعديه وحقوق الشهدا…طيب مالظباط وامناء الشرطة والعساكر اللى قتلو المتظاهرين بنفسهم قبل كده خدوا براءة وده كان متوقع و من قبل الانتخابات اشمعنى دلوقتى ركزت مع حقوق الشهداء

أنا مش ضد المطالب دى كلها بالعكس انا معاها تماما وكان نفسى فيها من زمان.

انا ضد استغلال هذه المطالب لصالح ظروف واشخاص فى اوقات معينة عشان مصالح شخصية لأن مصلحة البلد أهمّ.

أنا ضد الابتزاز السياسى لمرسى وان كنت لا أتفق مع الاخوان المسلمين فى اغلب المواقف وانك لازم تعمل مجلس رئاسى والا مش حدعمك فى الاعادة مع انك لو كنت مكانه فى الاعادة كنت حتكمل.

أنا ضد فكرة استغلال حشد الناس وكرههم للاخوان واللعب على عواطفهم للضغط على الاخوان عشان ينفذوا مطالبى وإلا يعتبروا خانوا الثورة مع انك كان قدامك فرصة للاتحاد قبل الانتخابات بس مرضتش ومحدش خوّنك.

أنا ضد فكرة عدم دعم مرسى كخيار مطروح من بعض القوى الثورية لأن ببساطة اللى ضده فى المنافسة شفيق، أنا حنتخب مرسى عشان أسقِط شفيق.

الحل ليس فى المجلس الرئاسى
الحل فى دعم مرسى مع اخذ ضمانات زى وثيقة الاتفاق الوطنى
ويبقى بكده الكل قدم تنازلات والمركب تمشى
والا فكك من الحوار ده وكل واحد يشوف مصلحته
بس متجيش تقولى اهداف الثورة ومصلحة الوطن والكلام الحمصى ده

(منقول)

الأفيون الاصطلاحي

ياسين رُكَّهكم أتوق إلى يوم…أرى فيه ولو ٨٠% من الناس تبدأ في التفكّر في المصطلحات واللغة التي تستخدمها كي ترى فيها عجب العجاب من المغالطات والمبالغات والتحوير والتدليس، فتعي أخيراً كيف يغسل الإعلام الأمخاخ فقط بالتلاعب بالألفاظ!

مسلم ملتزم ---> رجل دين
استراتيجية حزب ---> وعد
قرارات مرحلية ---> عهود
عدم الاشتراك في منافسة سياسية = خدمة للشعب
فصل السياسة عن الدين =/= عَالمَانية
إدخال تعاليم الله في السياسة = تجارة بالدين

وإلى آخره. وناس كثيرة، سواء متعلمين أم لا، يتعاطون هذا الأفيون الاصطلاحي...وبعضهم بيعمل دماغ بيه ويتكيّف جداً ويقول كمان!

—ياسين رُكَّه

الاثنين، يونيو 4

خلاصة القول في انتخاب الفلول (ملفات تحميل)

بعض الناس طلبت للتحميل نسخ من فيديوهات «خلاصة القول في انتخاب الفلول» على يوتيوب من أجل تحميلها إلى الهواتف المحمولة، فهاهي روابط لتحميل الفيديو المتاح حالياً بأشكال وأحجام مختلفة (formats). من أراد نسخة محددة مختلفة عما وفّرته، فليكتب تعليق ويذكر لي تفاصيل النسخة التي يحتاجها بدقة.

كل رابط يوصلك إلى الملف الرئيسي أو الحافظة، وتحته تفاصيل النسخ المتاحة.

خلاصة القول في انتخاب الفلول | الشيخ أمين الديب | ١

  • صوت فقط: mp3
  • فيديو لآيفُون: mp4 iPhone
  • فيديو آندرُويْد: mp4 Android
  • فيديو 3GP

الجمعة، يونيو 1

الفرق بين الأدب والاحترام

ياسين رُكَّه’يقولون لنا: احترم الآخرين، احترم آراء الأخرين، يجب احترام الأديان. وأنا أقول أن هذا مطلب عسير، بل لا منطقي لعقولنا الباطنة. فإنني إن كنت أحترم رأياً بالفعل، لكنت تبنّيته؛ وإن كنت أحترم ديناً بالفعل، لكنت اعتنقته. إنما هم يقصدون: تأدّب مع الآخرين، تأدّب مع آراء الآخرين، وأنه يجب التأدب مع كل الأديان. فهناك فرق بين الأدب والاحترام. الأدب مثل الحب: لكل الناس وغالباً بدون شروط، لأن الدفع بالتي هي أحسن السيئة سيكون تأدباً مع الوقح مثلاً—وطوبى لمن استطاع ذلك فهذا خلق الأنبياء! فنعم، نتأدب مع الجميع، ونُكِنّ ولو القليل من الحب للجميع. أما الاحترام...فهو فقط لأهل الاحترام.‘

—ياسين رُكَّه

عبد الحليم قنديل: أتبرأ من هؤلاء المدعيين بالنخبـة وأعلن دعمـي للمـرشح محمد مرسي

عبد الحليم قنديلكتب عبد الحليم قنديل: السادة المتنطعين الذين يطلق عليهم النخبة من أمثال مصطفى بكرى، رفعت السعيد، عمرو حمزاوي، أيمن نور، السيد البدوي، إلخ—وما أكثرهم، يستخدمون أسلوب المقايضة والإبتزاز مع الإخوان المسلمون لكى يحققوا إمتيازات ومصالح خاصة بهم.

هؤلاء المنتفعون من النخبة العميلة لا يشرفنى ولا يشرف أى مصري ووطني أن يعبروا عنه، فهم على استعداد تام لبيع ضمــائرهم ووضع أياديهم الغير طاهرة بيد المرشح أحمد شفيق، ممثل النظام السابق الحاضر، والتى ما زالت يديه ملوثة بدماء الشهداء والوطنيين من خيرة شباب هذه الأمة. إننى أتبرأ من هؤلاء المدعيين بالنخبـة، فالنخبة الحقيقية هى من تبحث عن صالح الوطن، لا التى تبحث عن مطامعها الشخصية ومكاسبها المادية حتى لو ذهب الوطن والمواطن والمبادىء للجحيم.

لقد أنعم الله على هذا الشعب بثورة لم تنجح من البداية حتى تتضح الصورة الحقيقية لتلك الشرازم الفاسـدة التى تبحث عن مصالحها الشخصية. وحتى صديقى العزيز حمدين صباحى إذا استمر بنفس أسلوب التجاهل والمواربة وعدم إعلانه الصريح مشاركة مرشح الإخوان محمد مرسى الصمود التأييـد ودعوة مؤيـديه لذلك، فعند هذا الأمر سيكون من ضمن هؤلاء النخبة التى ضيعت حلم مصر الثورة.

وأعلن أننى بريء من هؤلاء النخبة وبريء من أعمالهم التى تتم فى الخفاء والعلانية ضد الثورة والوطن ومن أجل مصالحهم الشخصية ومطامعهم الدنيوية. وأعلن دعمـي للمـرشح محمد مرسي، وسأقف معه بصوتى رغم اختلافي معه ومع جماعته، إلا أننى أبحث عن الصالح العام لوطنى. مصـر فوق الجميع يا سـادة.

—عبد الحليم قنديل

الاستسلام يجري في عروق الإنسان

Islam means Monotheistic Submissionكتب الشهيد سيّد قطب—رحمه الله: ’العبيد هم الذين يهربون من الحرية، فإذا طردهم سيد بحثوا عن سيد اَخر
لأن في نفوسهم حاجة ملحة إلى العبودية، لأن لهم حاسة سادسة أو سابعة…حاسة الذل…لابد لهم من إروائها، فإذا لم يستعبدهم أحد أحست نفوسهم بالظمأ إلى الاستعباد وتراموا على الأعتاب يتمسحون بها ولاينتظرون حتى الإشارة من إصبع السيد ليخروا له ساجدين!‘—سيّد قطب

’صدق جزئياً الشهيد سيّد قطب؛ ولكن ما أفهمه اليوم هو أن المسألة ليست مسألة دُونية أو عبودية البعض، بل إن الاستسلام يجري في عروق البشر، كل إنسان. الفرد إن لم يستسلم لله حق الاستسلام (وهذا هو المعنى الحقيقي لكلمة إسلام)، اشتهت روحه الاستسلام بأي شكل وبأي طريقة، فانتهى به الأمر إلى إدمان عادة أو إدمان مادة، إلى العبودية لنجم سينمائي أو العبودية لامرأة فاتنة بكرباج، إلى استعمار أجنبي أو دكتاتور محلّي...هكذا هو الإنسان، لابد أن يستسلم، فإن لم يستسلم لله بالإسلام الحقيقي الشامل...لاستسلم لأحقر حجر...طُوبة. والتاريخ والواقع يشهد على كلامي.‘—ياسين رُكَّه

الأربعاء، مايو 30

خرافة الاستئثار بالسلطة في الدولة الديمقراطية

ياسين رُكَّهلمن يخشى خرافة ’الاحتكار‘ و’التكويش‘ في الدولة الديمقراطية؛ وهذه سذاجة سياسية يؤسفني أن أرى إعلامنا المضلل قد أقنع بها بعض أبناء هذا الشعب المعروف عنه الفهلوة، وقد كتبت وتحدثت وكتب الكثيرون غيري في واقع أحزاب الأغلبية في مختلف البلدان الديمقراطية المتقدمة في العالم، الواقع الذي يثبت أنه من السذاجة السياسية أن نسمي الانتشار الطبيعي لحزب الأغلبية في كوادر الوطن ’احتكار للسلطة‘؛ ولكني أريد أن أعالج القضية من منظور آخر يركز على خصائص واقع جمهورية مصر العربية اليوم ودينامية العلاقات السياسية فيه، فعندي لك سؤال: ما هي أنياب الدولة التي يُخشى منها الأذى؟ أليست الأجهزة الأمنية؟ الجيش والمخابرات والشرطة؟

حسناً، ألا يتفق أي اثنان مصريان عاقلان أن المخابرات والجيش والشرطة المصرية لا تطيق الإخوان المسلمين على الإطلاق؟ تمام، الإخوان نصف البرلمان—ليس كله أو حتى معظمه، فإن أخذوا نصف الحكومة أيضاً ونصف القضاء ومركز الرئاسة، ألا يمكنك أن تتفق معي أنهم، بالرغم من كل هذه السلطات، إلا أنهم لن يكون معهم ولو ناب واحد يتسلطوا به على الشعب؟ بل بالعكس، أنياب الدولة قد تكون دائماً علاقتها باردة مع الإخوان؟ أما على الجانب الآخر، فإن إعطاء أي سلطة تنفيذية للنظام القديم، نفس النظام الذي استخدم هذه الأنياب في قمع الشعب وقتل وتعذيب أبنائه سابقاً، سيسهل على ذلك النظام القديم استعادة كل سلطته مع الوقت لأن الأنياب كلها معه.

أي باختصار، إن كانت نيتك فعلاً هي موازنةُ وطنِك، وضمانُ عدم احتكار أو اختصار القوةِ في يدٍ وجهةٍ واحدة، فلتعطي السلطات التنفيذية إلى حزب الأغلبية الحالي وجرّبْهُ، واطمئن لأنه لا يملك أيَّ أنيابٍ—ولن يملُكها، فستظل أنياب الدولة هذه علاقتها باردة بهذا النظام الجديد، لأنّ الأنيابَ مخلصةٌ للنظام القديم على الأقل سياسياً وفكرياً، إن لم يكن اجتماعياً؛ أي أنه حتى وإن تخلصت الأنيابُ من علاقاتها الاجتماعية بالنظام القديم، فهي ستظل رافضةً للنظام الجديد وموافقة للنظام القديم من حيث المبدأ والفكر—السياسة.

وبهذا تتحق مصالح الشعب في عدم استبداد أي جهة. فوقتها، الأنياب لا تأتي لها أوامر بالقتل أو التعذيب أو القمع، وفي نفس الوقت السلطة التنفيذية ليس لها دلال على الأنياب كي تظلم الشعبَ بغرور الحاكم الذي يملك جيشاً رهن إشارته؛ لأنّ وقتها ستكون علاقةُ الأنيابِ بالسلطة التنفيذية أشبه بالهدنة.

أنت كمواطن ستأمن أي شر سواء من الأنياب أو من السلطة التنفيذية، لأنه يمكنك أن تشتكي أحدهما إلى الآخر ولن يكون الآخر متسامحاً مع الأول أو محابياً له على حسابك! فكّر.

—ياسين رُكَّه

الجمعة، مايو 25

عبد المنعم الشحات: قصة اختيارنا للدكتور أبو الفتوح

كتب الشيخ المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية:

الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، أما بعد؛

فبعد ثورة الخامس والعشرين من يناير، والاستفتاء على التعديلات الدستورية، وظهور مدى تأثير الإسلاميين في الشارع... طُرح سؤال في أوساط الإسلاميين، وهو: هل تحتمل مصر رئيسًا إسلاميًّا أم لا؟

وكانت هناك أصوات كثيرة تنادي بأن يتم اختيار شخص مؤمن بمرجعية الشريعة الإسلامية، ولكن غير موسوم بأنه إسلامي أو على الأقل غير منتمٍ تنظيميًّا، وفي هذا السبيل عَقدت الدعوة السلفية مؤتمرًا تشاوريًّا ضمَّ أعضاء مجلس إدارتها، بالإضافة إلى رموز كثيرة مِن رموز التيار السلفي غير المنتمين لجماعة "الدعوة السلفية".

ولا نذيع سرًا إذا قلنا: إن أحد الدعاة البارزين المؤيدين للدكتور "محمد مرسي" الآن باعتباره المرشح الإسلامي الوحيد كان قد اقترح عدم تأييد أي مرشح مِن الإسلاميين الثلاثة في ذلك الوقت: "الشيخ حازم - الدكتور العوا - الدكتور أبو الفتوح"، واقترح بحث تأييد الدكتور "الأشعل" باعتباره مؤمنًا بالمرجعية الإسلامية، ولكن غير موصوف بأنه إسلامي، وطبعًا لا ننكر عليه تغيُّر اجتهاده، ولكن ننكر عليه أنه استبعد "أبو الفتوح" بوصفه إسلاميًّا مرة، ثم عاد فاستبعده بوصفه غير إسلامي مرة أخرى واصفًا الدكتور "محمد مرسي" بأنه المرشح الإسلامي الوحيد!

وقد انتهى ذلك المؤتمر إلى أن معظم الحاضرين يرون أن المرحلة لا بد فيها مِن رئيس إسلامي حتى لو أبقى على ما لا يستطيع تغييره من مخالفات؛ لأنه سيكون حريصًا على التوجه نحو تطبيق الشريعة، بخلاف ما لو تركناها لخصوم الشريعة الذين ربما اتجهوا إلى الضد.

وعلى الجانب الآخر كانت جماعة الإخوان قد أعلنت أنها لن تُقدِّم مرشحًا للرئاسة، ثم بدأ الترويج لفكرة الرئيس التوافقي العالماني، ونُسبت تصريحات عديدة لعدد من رموز الإخوان في هذا الصدد إلا إن التصريح الأبرز الذي يمكن التعويل عليه كان مِن نصيب فضيلة "المرشد" مع الإعلامي "وائل الإبراشي"، والذي ذكر فيه ثلاث عبارات حاسمة:

- لن نرشح مرشحًا إخوانيًّا.
- لن نرشح مرشحًا إسلاميًّا.
- لن نرشح مرشحًا ذي خلفية إسلامية!

وبعد هذه "اللاءات الثلاثة" لم يبقَ إلا مرشح توافقي عالماني! وهو ما شجع الدكتور "منصور حسن" إلى أن يتقدم للرئاسة زاعمًا أنه مدعوم مِن الإخوان، وفي مداخلة هاتفية للدكتور "غزلان": ذكر أن الجماعة لم تتخذ موقفًا بشأن "منصور حسن"، بينما قال: إن الجماعة اتخذت موقفًا نهائيًّا بعدم دعم الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح"!

وحينما صرح الدكتور "محمد البلتاجي" بأنه يرى أن الدكتور "أبو الفتوح" أفضل مرشح؛ سارعت الجماعة بالتأكيد على أن هذا موقف فردي منه.

وتمت اتصالات بيْن جماعة "الدعوة السلفية" وجماعة "الإخوان المسلمين"؛ لإقناعهم بأن أفضل الحلول أن ندعم سويًّا رئيسًا إسلاميًّا غير منتمٍ تنظيميًّا؛ ليكون أقرب إلى التوافقية، وتم إعادة تعريف مصطلح الرئيس التوافقي إلى "الرئيس التوافقي الإسلامي"، وفي ذلك الحين كان المرشحين الإسلاميين الثلاثة: "الشيخ حازم - الدكتور العوا - الدكتور أبو الفتوح"، وكانت هناك أمور تتعلق بالشيخ "حازم" أبرزها: جنسية والدته، ومِن ثَمَّ كان مِن المنطقي أن تتم المفاضلة بيْن المرشحين الآخرين إلا أن الإخوان طلبوا مهلة؛ لإقناع أحد مِن الرموز الأخرى التي تؤمن بالمرجعية الإسلامية، ويكون لها قبول أعلى لدى الإخوان؛ ولأن توحد الإسلاميين خلف مرشح واحد كان من الأهمية بمكان فقد تركنا لهم الفرصة؛ فحاولوا مع المستشار "طارق البشري"، والمستشار "حسام الغرياني".

وفي هذه الأثناء قام بعض أعضاء "الهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح" بزيارة مكتب الإرشاد، وطلبوا منهم ترشيح المهندس "خيرت الشاطر"، وكان تعليق المهندس "خيرت الشاطر" نفسه آنذاك: أن مبررات عدم ترشيح أي مرشح من الإخوان ما زالت قائمة، ومِن ثَمَّ كان رأيه الشخصي رفض هذه الفكرة حتى قيل: إنه صوت ضدها في اجتماع مجلس شورى الإخوان، والذي أخذ القرار "بأغلبية ٥٦ عضوًا ورفض ٥٢ عضوًا".

ورغم خطورة الدفع بمرشح إسلامي منتمٍ تنظيميًّا إلا أننا لاعتبارات تتعلق بشخصية المهندس "خيرت"، وارتباط مشروع النهضة باسمه، ولتاريخه النضالي، ولروحه الانفتاحية على المجتمع ككل -وعلى الحركة الإسلامية بوجه خاص التي بدت لنا آنذاك-؛ وجدنا أنه من الممكن لنقاط القوة هذه أن تعادل وتَجْبُر الخوف العام والخاص مِن وجود رئيس له انتماء تنظيمي؛ لا سيما لتنظيم شديد العمق التنظيمي كجماعة الإخوان المسلمين.

وعندما زار وفد من "الدعوة السلفية" مكوَّن مِن: "الشيخ سعيد عبد العظيم - والشيخ ياسر برهامي - وعبد المنعم الشحات" مكتب الإرشاد كان الغرض مِن الزيارة: الدعوة لمبادرة الدعوة السلفية للوصول إلى مرشح إسلامي واحد، ولما جاء ذكر المهندس "خيرت الشاطر" قلنا: إننا نتوقع إن ترشح أن يحصل على أعلى الأصوات من مجلس شورى الدعوة السلفية، كما نتوقع أن يحصل على تأييد معظم التيارات الإسلامية في تلك المبادرة.

وعندما رددت وسائل الإعلام أن جماعة الإخوان تتجه لترشيح مرشح آخر أرسلنا لهم رسالة فيها نصيحة بعدم تقديم مرشح، إلا أنهم في النهاية رشحوا المهندس "خيرت الشاطر"، وبالفعل تم طرحه على مجلس شورى الدعوة السلفية في لقاء لم ينته بتصويت؛ لأن باب الترشح لم يكن قد أغلق، وإن كان اللقاء قد شهد مناقشات ساخنة بين مؤيد ومعارض.

وبعد تقدُّم المهندس "خيرت الشاطر" بأوراقه تم الطعن عليه، ولم تتكلم الجماعة عن مرشح احتياطي حتى آخر يوم في الترشح، وأشيع أنه سوف يتم إقصاء كل الإسلاميين الذين كانوا أربعة آنذاك: "الشيخ حازم - المهندس خيرت - الدكتور أبو الفتوح - الدكتور العوا"، وكرد فعل لهذه الشائعة تقدم الدكتور "عبد الله الأشعل"، والدكتور "محمد مرسي"، وكاد الدكتور "صفوت حجازي" أن يترشح، وكنا نظن أن هذا يعني أنه لو استمر واحد من الأربعة الأساسيين سوف ينسحب مَن ترشح في آخر الأمر؛ إلا أن جماعة الإخوان المسلمين فاجأت الجميع بإعلان أن لها مرشحَيْن، وأنها سوف تستمر بالدكتور "محمد مرسي" إذا استُبعِد المهندس "خيرت الشاطر"!

وقد ذكَّرناهم بالمخاوف التي كانوا هم أول مَن نادى بها إلى حد قولهم بأنهم لا يريدون مرشحًا ذي خلفية إسلامية، وبيَّنا لهم الفرق بيْن المهندس "خيرت" الذي له مِن المزايا ما يمكن أن يوازن هذا التخوف وبيْن غيره مِن المرشحين.

وفي ظل إصرار الإخوان على موقفهم "الجديد" رأت القوى والأحزاب الإسلامية الأساسية: "الدعوة السلفية - حزب النور - الجماعة الإسلامية - حزب البناء والتنمية - حزب الوسط" الحفاظ على النظرة الموضوعية التي تنادي برئيس إسلامي غير منتمٍ تنظيميًّا، ويكون قادرًا على إحداث اصطفاف وطني، في حين غلب على رموز بعض الجهات التنسيقية: كالهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح نظرية: "أن الإخوان هم رجال المرحلة" أو نظرية: "عدم شق الصف"، مع أن الأُولى غير مسلَّم بها، والثانية معكوسة إذا ما أخذنا في الاعتبار تاريخ وظروف ترشح كل مِن الدكتور "أبو الفتوح" والدكتور "محمد مرسي".

وإذا كان الدكتور "عبد المنعم أبو الفتوح" أسبق ترشحًا كما أن عدم انتمائه التنظيمي مزية كبيرة -كان الإخوان أنفسهم يسعون إليها عندما حاولوا مع المستشار البشري، والمستشار الغرياني، رغم أن المزية موجودة في "أبو الفتوح"- إلا أن جماعة الإخوان قيادة وقاعدة يرون أن الدكتور "أبو الفتوح" خرج على رأي مجلس شورى الجماعة، وبالتالي لا يستحق أن تدعمه الجماعة، بل ربما تعجب بعضهم مِن آلية الشورى في الدعوة السلفية، وفي الجماعة الإسلامية التي تفرز قرارًا بتأييد شخص خرج عن شورى الجماعة.

وفي واقع الأمر إذا استصحبنا أن جماعات الدعوة إلى الله جماعات مِن المسلمين و"ليست جماعة المسلمين"، وأن الانتماء إلى أي منها انتماء رضائي قائم على قناعة الشخص بأهداف ووسائل الجماعة؛ فإن الشخص الذي يخالف جماعة الدعوة التي اختار العمل مِن خلالها لا سيما إذا كثرت القضايا أو كانت في أمر جلل فلا يسعه إلا التزام الشورى أو الاستقالة من الجماعة، وقد اختار الدكتور "أبو الفتوح" الطريق الثاني واستقال، وظل يتكلم عن الجماعة بكل ود واحترام؛ رغم أن منهم مَن شبهه بـ"عبد الناصر"! ومنهم مَن اتهمه بأنه سوف يمنع الحجاب، والصلاة في المساجد! ورغم تبرؤ الجماعة مِن هذه التصريحات إلا أن هذا القدر غير كافٍ، وكان ينبغي اتخاذ إجراء تأديبي في حق قائلها على الأقل.

فنحن لا نوافق جماعة الإخوان على اعتبار أن الدكتور "أبو الفتوح" قد خالف الشورى؛ لأنه استقال من الجماعة، ويبقى أن بعض رموز الإخوان: كالدكتور "الزعفراني" ترك الجماعة؛ احتجاجًا على انتخابات مكتب الإرشاد 2009، والتي خرج فيها "أبو الفتوح" من مكتب الإرشاد، في حين بقي في الجماعة كعضو مجلس شورى؛ مما يدل على نبل أخلاقه، وسعة صدره.

ثم لو افترضنا أن الدكتور "أبو الفتوح" قد أخطأ خطأ يستوجب التأديب؛ فهل يرقى ذلك الخطأ إلى منع الأمة مِن الاستفادة مِن قدراته الإدارية، والاصطفاف الوطني الذي حدث خلفه مما نحن في أمس حاجة له الآن؟!

إن الحساسية البالغة من الجماعة ضد مَن يستقيل منها -وإن استقال بكل أدب ولطف- يخالف ما عرف عن الإمام "البنا" -رحمه الله- مِن سعة الصدر مع المخالفين، ومنهم: المنشقين عن الجماعة -إن صح التعبير-، وقد ذكَّرتهم في مقالة سابقة بموقف الأستاذ "البنا" مِن جماعة "شباب محمد" الذين انشقوا عنه، فما كان منه إلا إن كان أول المتبرعين لهم، وليس هذا بموقف انفرد به الأستاذ "البنا"، وإنما كان يحاكي ما صنعه معه أستاذته: "محمد رشيد رضا" و"محب الدين الخطيب"، وأقرانه الكبار: كـ"محمد حامد الفقي" مؤسس جمعية أنصار السنة، وكل هؤلاء قد دعموا "البنا" في إنشاء جمعيته رغم وجود جمعياتهم ومؤسساتهم الدعوية؛ لمَّا وجدوا في أفكار "البنا" مِن إثراء لواقع الحركة الإسلامية آنذاك -ولعلنا نعود إلى تفصيل تلك النقطة في مقالة لاحقة إن شاء الله.

غير أن المهم هنا طالما استقر الأمر على بقاء كل مِن الدكتور "أبو الفتوح" والدكتور "مرسي" في السباق أن نوازن بينهما -وكلاهما فاضل-، فنقول بعد تقرير أسبقية "أبو الفتوح" وعدم انتمائه التنظيمي -وكلاهما ميزة هامة-: إن هناك بعض القواسم المشتركة بيْن الدكتور "أبو الفتوح" والدكتور "محمد مرسي"، منها:

- أن كلاً منهما ابن للحركة الإسلامية وإن رجحت كفة الدكتور "أبو الفتوح" في هذا الجانب أكثر حيث كان مِن مؤسسي الجماعة الإسلامية في السبعينات، ثم كان مِن الفريق الذي انضم إلى الإخوان مِن هذه الجماعة، ثم كان عضو مكتب الإرشاد، وقائدًا بارزًا مِن 1994 حتى 2009، بينما لم ينضم الدكتور "محمد مرسي" إلى الجماعة الإسلامية، ولا إلى الإخوان وهو طالب، ولكن انضم إليها بعد سفره إلى أمريكا لدراسة الدكتوراه.

- ومنها: أن كلاً منهما ينتمي إلى المدرسة التي تبنت جماعة الإخوان المسلمين آرائها الفقهية منذ بداية الثمانينيات على الأقل، وهي مدرسة مِن رموزها: الدكتور "القرضاوي"، والشيخ "الغزالي"، والدكتور "العوا"، وهي مدرسة لها آراء لا توافق عليها المدرسة السلفية، ومِن ثَمَّ فقد أعلنا بوضوح أننا مع تأييدنا للدكتور "أبو الفتوح" إلا أننا نأخذ عليه هذه الأقوال، ومما يهوِّن مِن الخلاف فيها في هذه المرحلة أننا متفقون على البدء بالممكن، وهو متفق عليه تقريبًا بيننا، ولكن جماعة الإخوان تقع في تناقض كبير عندما تستضيف بعض الدعاة السلفيين؛ ليردوا على الدكتور "أبو الفتوح" بمعايير سلفية في قضايا يقول مرشحهم فيها بعين أقوال "أبو الفتوح"؛ لا سيما مسألة: ولاية الكافر، والمرأة، ومسألة: حد الردة!

- ومنها: أن كلاً منهما إذا أصبح رئيسًا فستكون له صلاحيات دستورية محدودة فلن يستطيع تطبيق الشريعة إلا كنظام عام، مع الاعتماد في التطبيق الشامل المتدرج على البرلمان والأزهر.

ولكن مِن جهة أخرى: فإن الدكتور "أبو الفتوح" يتميز بعدة أمور "غاية في الأهمية"، مثل: أن وراءه فريقًا كبيرًا مِن المستشارين البارزين في تخصصاتهم، ولن يعمل بمفرده، ومن أوجه التميُّز البارزة في هذا الفريق: تنوعه الواسع وانتماؤه إلى تعدد طيفي يشمل سائر توجهات المجتمع المصري، حتى إن أستاذة علوم سياسية يسارية: كـ"رباب المهدي" انضمت إلى فريق عمله شهادة منها بأن التيار الإسلامي أقدر على تحقيق العدالة الاجتماعية مِن التيار اليساري نفسه، وعندما لمز بعض مناصري الدكتور "مرسي" الدكتور "أبو الفتوح" لتعاون د. "رباب" معه؛ رد عليه الدكتور "محمد البلتاجي" بأنه تعامل معها في الثورة، بل وفي مليونية "٢٩ - ٧" بصفته ممثلاً للإخوان -فجزاه الله خيرًا على هذا الإنصاف.

أما من الجانب السياسي: فيتميز الفريق الاستشاري بثقل ملحوظ حيث يضم على سبيل المثال: د. "سيف الدين عبد الفتاح" مؤسس مدرسة الفكر السياسي الإسلامي في جامعة الاقتصاد والعلوم السياسية، ود. "نادية مصطفى"، ود. "هبة رءوف"، ود. "هشام جعفر" مؤسس موقع "إسلام أون لاين"، وهي أسماء لها ثقلها؛ لا سيما في الجانب السياسي، وهو الأهم بالنسبة لمنصب الرئيس.

- وحتى وإن كان "مشروع النهضة" يبدو أقوى مِن الناحية الاقتصادية رغم عدم إعلان أسماء الخبراء العاملين فيه؛ فإنه على كل حال أليق بمنصب رئيس الوزراء الذي سيؤول إلى حزب "الحرية والعدالة" على كل حال.

وهذا كله بالإضافة إلى الخبرات الشخصية الواسعة التي يتميز بها الدكتور "أبو الفتوح" مِن خلال مواقعه القيادية العديدة السابقة بجماعة الإخوان ذاتها، بالإضافة إلى المواقع العديدة الأخرى التي شغلها: كمواقعه في نقابة الأطباء أو هيئة الإغاثة، أو اتحاد الأطباء العرب، وهذه الخبرات أقرب لمنصب الرئيس.

وبالإضافة إلى أوجه يتفرد بها الدكتور "أبو الفتوح" بصورة واضحة، منها:

١- ثقة جميع التيارات فيه أنه سوف يقف على مسافة واحدة من الجميع.
٢- قربه من تيار الشباب الذي صنع الثورة، وقدرته على إزالة مخاوفهم من المشروع الإسلامي.
٣- حرصه على تقنين أوضاع الحركة الإسلامية، وغيرها مِن الحركات... مما يجعل جميع الحركات على قدم المساواة القانونية، ويقي الحركة الإسلامية مِن أي تقلبات سياسية مستقبلة.
٤- قبوله لمناظرة "عمرو موسى" في حين اعتذر الدكتور "محمد مرسي"، ثم حسن إدارته لها جعله يبرز كرجل دولة مِن الطراز الأول.
٥- تصويت المصريين في الخارج الذي تراوح فيه في معظم البلدان بين الأول والثاني.

نعم قد تؤثر نتيجة المصريين في السعودية على الترتيب العام؛ إلا أنها مطعون عليها -حتى الآن-، كما أنها -إن صحت- لن تؤثر على قراءة المشهد في معظم الدول، وإنما ستدل على أن الماكينة الانتخابية الإخوانية في السعودية عملت بكفاءة -وهو أمر متوقع.

ولهذه الأسباب وغيرها... كان اختيار الأغلبية الساحقة للدكتور "أبو الفتوح" في مجلس "شورى الدعوة السلفية"، مع كامل تقديرنا لجميع المرشحِين الإسلاميين.

الشيخ المهندس عبد المنعم الشحات، المتحدث الرسمي باسم الدعوة السلفية