الاثنين، ديسمبر 31

كيف تكرهون أنفسكم؟

سودانيين يكرهوا مصريين، ومصريين يسخروا من سودانيين، وإماراتية فاسدين يتطاولوا على مصريين، فمصريين يكرهوا الإمارات كلها، ويكرهوا الفلسطينيين، ويكرهوا المصريين الإخوان...وتتبلّد أحاسيسهم مع الصهاينة. بل وأحياناً...شارون أحسن من مُرسي والصهاينة أهون من الإخوان.

إحنا عايشين في وقت عجيب. وانا من قبل ما أكون زعلان على الظواهر دي، أصلاً مش قادر أفهمها...مهما أجيبها يمين أو شمال، فوق أو تحت، قلبي مش مطاوعني إني حتى أتفهم إزاي ممكن أكره السودانيين أو الفلسطينيين أو الإماراتية أو القطريين أو السعوديين؟ أكره قلة الأدب في واحد إماراتي، ماشي، أكره إتهامات خيانة عظمى من سوداني، ماشي، إنما أكره إخواني كلهم على أي أرض، شعب كامل؟ سواء المغرب، الجزائر، الإمارات، أو ماليزيا؟ إزّاي؟!!! من أي مكان ينفع القلب يستقبل الإشارات العاطفية دي أصلا؟ تركيبياً مش نافعة! وبناءً عليه، إزاي يطاوعني القلب أعمّم عمّال على بطّال كده وأضع شعب أو وطن كامل، أغلبيته العظمى إخواني، في قفص الإتهام...إزاي؟

إزاي أكره نفسي؟ إزاي أمقت جزء منّي؟

انتو إزاي بتكرهوا أنفسكم؟

’مَثلُ المؤمنين في توادِّهم وتراحُمِهم وتعاطُفِهم، مَثلُ الجسدِ. إذا اشتكَى منه عضوٌ، تداعَى له سائرُ الجسدِ بالسَّهرِ والحُمَّى.‘

’إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِن مَّقْتِكُمْ أَنفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الْإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ‘—سورة غافر: ١٠.

—ياسين رُكَّه

الكريسماس وتاريخ ميلاد عيسى عليه السلام

بمناسبة احتفال الكثير من المسيحيين وبعض الآخرين من غير المسيحيين (بما فيهم مسلمين) برأس السنة الجديدة، وربط الكثير منهم الاحتفال بمولد عيسى عليه السلام أو المسيح ابن مريم، أحب أن أذكر لكم أن العديد من الباحثين المسيحيين استنتجوا بالمنطق والأدلة من الإنجيل المعاصر نفسه أن عيسى لم يُولد في ديسمبر من الأصل، بل وُلِد في سبتمبر! ويقول بعض الآخرين أنه وُلد في الصيف. بل وأيضاً بعض علماء الفلك والكونيات استنتجوا أنه ولد في يونيو، وبالتأكيد ليس في الشتاء.

أما عن طقوس أو شعيرة الاحتفال بالميلاد أصلاً، ميلاد أي شخص، فهي طقوس...

ولّا بلاش. كفاية كده. المهم إننا أغلبنا سيبنا أدياننا وإنهارده بنتبع طقوس وأفكار كثيرة إما مستحدثة أو منسوخة من عقائد وأيديولوجيات أخرى، لا علاقة لها بما قاله مُوسى أو عِيسى أو مُحمّد—عليهم صلاة الله وسلامه أجمعين. ربنا يهدينا جميعاً.

—ياسين رُكَّه

المصادر:
http://www.truthortradition.com/modules.php?name=News&file=article&sid=467
http://www.huffingtonpost.com/2008/12/09/astronomers-jesus-was-bor_n_149749.html
http://www.telegraph.co.uk/topics/christmas/3687843/Jesus-was-born-in-June-astronomers-claim.html

شِعْر عامّي: أكره وأكره الإخوان

ياسين رُكَّهأكره وأكره الإخوان

صبّاحي
أحبُّه في أيامي ومنامي ووانا صاحي
البرادعي
يبوس إنجلينا وأحبُّه وانا بأستغفر وأدعي
شفيق
أحبه وأحبه وأحبه وأدعو الله ألا أفيق
مبارك
دمعتي شاهدة، ما شاء الله وتبارك
كلهم حبايبي، قوي قوي، من جُوّه
ويمكن أقبل الصهاينة، إنما الإخواني، إلا هُوّه
أكره وأكره وأكره الإخوان
بمنتهى الغلّ والعنفوان
سألوني ليه كده يا عبدْ لله
قولتلهم هوّه كده، لله في لله
أصل كل أسبابي طلعت إشاعات وتلفيق
وضاع آخر أمل ليّا...خسر شفيق
فمفيش غير إني أكره الإخوان لله في لله
وأطمّن نفسي على ديني بنشر آيات الله
حتى لو مش فاهم لا الآية ولا ديني
مش مهم، المهم أكره الإخوان ويزداد يقيني
إنهم شياطين وأسوأ من الصهاينة
فاصل بقه عشان أغنية هايفا هايلة

—ياسين رُكَّه

اتخانقوا آه، بس بالدولار!

وعملوا للحملة وَسْم (تاج) على تويتر كمان: #حول_بالدولار_لحسابك_دعم_بلدك

يا ترى اشمعنا الدولار؟ عشان ده قيمته نار؟ ولّا عشان حينزل للقرار؟
فكّر انت فيها وحدد القرار؛ أو اقرأ واتعلم عشان تفهم الحوار.

في الوقت الذي يحذر فيه عشرات الخبراء الاقتصاديين الأمريكيين من انهيار الدولار نفسه في المستقبل القريب، يدعو بعض أعضاء الأحزاب الإسلامية في بلادنا وأحزاب المعارضة وإعلامهم المصريين إلى القيام بخطوتين متعارضتين، نعم، ولكنهما يتفقان في نقطة واحدة: استخدام الدولار!

لا حول ولا قوة إلا بالله.

يعني بعض الأمريكان نفسهم بيقولوا إن الدولار نفسُه قد ينهار في أي وقت، وبيحضّروا للمشكلة المرتقبة ببَسْط الأرصدة على أكثر من عملة وجعل بعضها في المعادن الثمينة وبعضها في عقارات، وعندنا في مصر الأحزاب الإسلامية تقول اعملوا تحويلات إلى داخل مصر، والليبراليين والإسلاموفوبيين والمعارضة تقول طلّعوا فلوسكم بسرعة قبل الانهيار، والاتنين بالدولار...حوّلوا بالدولار وبعد ما تسحبوا حوّلوا إلى دولار.

إحنا كلنا بيتلعب بينا الظاهر...كلنا، وكله عشان خاطر عيون الأعداء وأمريكا والدولار. اتخانقوا، آه يا ولاد، بس كله بالدولار، ها؟

شيء مضحك، ولكن شر البلية ما يُضحِك.

نهايتُه، اعملوا اللي عايزين تعملوه، بس استخدموا أي عملة ثانية يا جماعة الخير، ويا أي جماعة. اللهم إني قد بلغت، اللهم فاشهد.

—ياسين رُكَّه

قوات الأسد...قوات الأسد

سؤال لكل مصري وعربي، سواء من الإخوة المتدينين أو النخبة المتحررين: عندما تعيد نشر أخبار سوريا وتتناقلها قائلاً ’قوات الأسد‘، على ماذا تبني هذا الاستنتاج والادعاء؟ أي كيف عرفت أن المجرمين الذين يقتلون السوريين هم قوات الأسد؟ هل هذا شيء ’واضح‘ أو ’بديهي‘ أو ’حيكون مين يعني‘؟ أين الوضوح أو البديهية في هذا الاستنتاج؟

مثلاً في مصر، هل نحن اليوم متأكدون ١٠٠% أن من قتلوا الثوار من أول الثورة وإلى حادثة الاتحادية كانوا قوات الرئيس؟ يعني قوات مبارك هم من قتلوا الثوار ثم قوات مُرسي هم من قتلوا الثوار أيضاً؟ ما لكم كيف تحكمون؟

والمضحك...أن هناك بالفعل من يؤمن بهذا! أن قوات الرئيس في الحالتين هم من قتلوا الثوار، وبرضو قوات الأسد هم من يقتلون السوريين.

ولا، رسالتي ليست أن مبارك بريء والأسد بريء. المفترض أني لا أحتاج لتوضيح هذا، ولكن الغباء أو غسيل المخ (لا معذرة ولا حرج في الحق بصراحة!) وصل ببعض الناس هذه الأيام لدرجة أننا نحتاج إلى توضيح الرسائل بهذه الطريقة: ليس ما أقصده هو أن مبارك أو الأسد بريئان، بل ما أقصده هو أنه قبل أن نكرر الأخبار ونعيدها كالببغاء، علينا أن نتأكد من الخبر؛ فإن لم يكن لدينا دلائل على هوية القتلة، فلا يجوز لنا ولا يصح أن ننسب المجرمين إلى أي جهة جزافاً هكذا. قد يكون مرتكب الجريمة في موقف ما جندي حكومي، وقد يكون المجرم في مواقف أخرى قاتل محترف مأجور أو جاسوس أو بلطجي أو...أو...وإلى آخره.

الله يهدينا وينوّر عقولنا جميعاً.

—ياسين رُكَّه

الأحد، ديسمبر 30

تصريحات البنك المركزي المصري عن تدهور الاقتصاد

تعليقاً على مشاركة البنك المركزي المصري في تكذيب تصريحات الرئيس، وما يتناقله كارهي التيار الإسلامي على لسان البنك:

البنك المركزي ده شركة خاصة والقائمين عليها غالباً هم ألدّ أعداء الوطن (أو أكبر حرّامية في الوطن). واللي مش مصدّقني وحيقول نظريات مؤامرة، يقرأ الأول عن البنك المركزي الأمريكي: الاحتياطي الفيديرالي Federal Reserve Bank.

طبعاً لازم يساعدوا الإعلام الديوث على نشر المخاوف والإشاعات في الوطن. وهمّا أكبر مستفيد أصلاً من إقامة دستور عالماني وضعي يسمح لهم بأكل المليارات والمليارات من الربا لعشرات السنين أمامنا، وبالتالي أشد أعداء الشريعة الإسلامية التي تهدف إلى حظر الفوائد المالية في أقرب وقت ممكن.

وآدي رد بالأرقام على تصريحات البنك.

وآدي صفحة أجنبية بتوضح الأرقام عشان اللي بيقول إن الأرقام شكلها من صفحة إخوانجية!

—ياسين رُكَّه

المنافقون وعاهات اللسان وسفهاء الأحلام والإعلام

كتب صديق لي:

’بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا ﴿138﴾.....النساء

من هم ؟ اقرا التى تليها‘

ولمن يتعسر عليه أن يبحث عن الآية التي تليها الآن، الآية من سورة البقرة هي: ’الَّذِينَ يَتَّخِذُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِن دُونِ الْمُؤْمِنِينَ ۚ أَيَبْتَغُونَ عِندَهُمُ الْعِزَّةَ فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّـهِ جَمِيعًا ﴿١٣٩﴾‘

وجدت نفسي أتذكر آيات أخرى في القرآن عن المنافقين، وتفسير تلك الآيات، فكتبت:

’ويا ريت المنافقين إنهارده لسانهم حلو زي ما كانوا على أيام الرسول عليه الصلاة والسلام، وإنما بالعكس، دُول بيتهتهوا ويتأتئوا في الكلام. وعجب العجاب، إن الغنم برضو بتسمعلهم وتمصمص شفايفهم ويقولوا يا سلام!‘

جملة جعلتني أضحك للحظة، وقد تكون قد جعلت أحدهم يبتسم وهو يفهم المقصود أو يُسقِط الإشارة على أشخاص محددين في الساحة السياسية المصرية اليوم. ولكن...بعد الضحك مباشرة، أجد نفسي أطأطئ رأسي في أسى وحزن على حال الناس، خاصة حال قومي، العرب اليوم. أجد نفسي أتساءل: كيف وصلنا إلى هذه المرحلة؟ كيف تحول أهل الشعر والبلاغة إلى قوم بهذا القدر من الجهل، حتى أصبح أسفه السفهاء وأجهل الجهلاء وذوو عاهات اللسان هم من يتحدثون باسم الشعب وهم المشهورون عند الشعب؟

ألا تلاحظ هذا يا مصري؟ من أشهر المذيعين؟ من أشهر السياسيين والنخبة؟ كم واحد منهم عنده عاهة في لسانه أو يتأتئ أو يتهته في خطابه؟ كم واحد منهم نحفظ له عشرات وعشرات من الهراء المضحك؟ كيف أصبح هؤلاء يا مصريون هم من يتحدثون لنا فنسمع لهم ويتحدثون باسمنا؟ ولا تجعلوني حتى أبدأ في نطق الآلاف للغة العربية الفصحى، الذال كَزِين والثاء كَسِين...نشاز نشاز نشاز يكاد يحدث القيء قبل أن يحدث صداعاً في الأذن.

والله إنه لشيء ووضع وحال يكاد يبكيني. وأنا كإنسان يجري في عروقه دم، نصفه عربي ونصفه اسكندنافي، أقول للعرب: خذلتموني وخذلتم مسلمي آسيا يا عرب...بعد أن خذلتم الإسلام. واأسفاه.

—ياسين رُكَّه

السبت، ديسمبر 29

إشاعات حالة الاقتصاد المصري

ألاحظ أن الإعلام الديوث (وهو يمارس الدِياثة بالتعاون مع بعض العاهرات الإعلامية—من الجنسين) يتناقل الآن، في منتهى السرعة بعد خطاب الرئيس أمام مجلس الشورى، بعض المواد الدرامية العاطفية (للتأثير على عاطفة كارهي الأحزاب الإسلامية) وبعض الأخبار المضللة عن الاقتصاد المصري، لإقناع كل من عنده القابلية للتصديق بأن الرئيس يكذب وأن مصر مقبلة على هاوية اقتصادية. يبدو أن أخبار الأسابيع السابقة بأن مصر مقبلة على هاوية فتنة وحرب أهلية لم تأتي بجدوى، وجاء الآن دور هاوية ومصيبة جديدة يلوحون بها لكارهي الأحزاب الإسلامية. ممم...مصاصة جديدة لإشغال الأطفال بها.

’الإخوان خدوا مصاصتي!‘

مفيش خلاف إن الاقتصاد حالته وحشة، وده مش من الحكومة أكيد، وإنما من الثورة المباركة. مش الشعب قاعد يعمل ثورة بقالُه سنتين أهو؟ وبيفكر يكمل؟ قولنا من ثالث شهر ثورة أصلاً، من حوالي سنتين، إن الثورة دي بتكلّف البلد ملايين كل يوم؛ قالوا كله يهون في سبيل الحرية والعدالة والبتنجانية. طيّب، طالما يهُون يبقى يهُون بقه! ولّا هوّه كلام وخلاص؟ اللي عمل ثورة وبيعتز بيها، يفتكر إن الثورة ثمنها مش فقط دماء وشهداء، لا، وإنما بيدفع ثمنها اقتصاد الوطن وبالتالي الشعب. أنا مستغرب إن الثورة لسه مستمرة وفيه ناس بترمي التهمة بتاعة الاقتصاد على الحكومة (والتهمة المزعومة كمان، وده أنا جايلكم في الكلام عليه). ليه؟ مفيش أسباب سمعتها غير فقط كلمة ’أداء‘. إيه هوه الأداء ده بالظبط؟ حد يقدر يشرحلي تفاصيلُه وإزاي توصل إلى استنتاج إن الاقتصاد وحش بسبب الأداء المزعوم؟

ده اقتصاد يا جدعان، مش سياسة ولا دين ده كمان! اقتصاد يعني أرقام. فيه أكثر من كده موضوع سهل جداً الكلام فيه؟ أرقام يا بشر...واحد زائد واحد يساوي اتنين، وواحد في الميه من ألف يساوى عشرة. فالموضوع بسيط، أرقام الاقتصاد موجودة وبتتنشر في مختلف الأماكن على الإنترنت...كل مصري عليه إنه يطلّع الأرقام ويشوف هل بتنزل أم بتطلع، والأرقام اللي بتنزل، يتتبع أسباب نزولها ويربطها بما يُسمى ’أداء الحكومة‘—لو يقدر. موضوع فعلاً بسيط للي مُصِر إن السبب هوّه الحكومة، مش الثورة، وبسيط لإنه أرقام. يعني مش حنقعد نفتي ونتفلسف في سياسة ودين، لا، وإنما حتقولي أرقام وأقولك أرقام، ونتتبع الأرقام لغاية ما نجيب قرارها.

الثورة بتسبب تدهور اقتصادي لأسباب كتيرة، وواضحة برضو مثل قلة السياحة نتيجة خُوف السياح من الانقلابات المحتملة أو إنهم يتسجنوا في الدولة مع ظهور أي مظاهرة أو ما شابه، ونظراً لبطء المواصلات في المدن الكبرى بسبب الزحام وانسداد الطرق والميادين بالمتظاهرين، وطبعاً الناس دي—المتظاهرين—مبتشتغلش، ونظراً لقلة المستثمرين لأن الاستثمار في دولة غير مستقرة سياسياً مجازفة أعلى من الاستثمار في دولة مستقرة، وهكذا. فيه أسباب كتيرة معروفة اقتصادياً عن تأثير الثورات على الاقتصاد. اللي عايز يثبت إنه مش الثورة (اللي مستمرة) هيّه السبب في حالة الاقتصاد (لو الحالة فعلاً لسّه وحشة أصلاً!)، عليه يتتبع الأرقام ويثبت لنفسه قبل الآخرين إن الأرقام دي مصدرها ’أداء الحكومة‘ أو قرارات معينة من الحكومة. غير كده يبقى كلّه كلام عايم، وآراء شخصية؛ والأراء الشخصية ليس لها معنى لإن كل واحد ممكن يتبنى أي رأي، بما فيه إن السبب في تدهور الاقتصاد هو الديناصور...ده رأي برضو في نهاية الأمر! معلش إحنا بنتكلّم.

على الجانب الآخر، اللي عايز أرقام، خطاب محمد مرسي الأخير فيه أرقام كتيرة جداً عن مؤشرات اقتصادية في البلد؛ فالسؤال اللي يفرض نفسه: هل اقتصاد الدولة يتم تقييمه بأرقام مثل الأرقام المذكورة في خطاب رئيس الدولة، أم يتم تقييمه بصورة فوتوغرافية لواحد مختل عقلياً وفيديو لواحدة فقيرة بتبكي ومشكلة بعض المعارف والأصدقاء في وظيفتهم وحالتهم المادية؟ كيف نقيِّم الاقتصاد، بالأرقام؟ أم بالصور والأفلام والأحلام؟

أنا مبقولش لحدّ إنّه ينبسط وينجعص من كل كلمة قالها الرئيس في خطابه، لا؛ وإنما بأقول إن الراجل ذكر أرقام محددة ومؤشرات اقتصادية مبشرة. فيا جماعة الخير، الموضوع مستحيل يكون أكثر سهولة من كده لإثبات أي شيء...إحنا بقالنا سنتين بنتناقش في أمور سياسية دينية فلسفية عامّة...وأخيراً جاتلنا فرصة ذهبية نتكلم بالأرقام، وبالتالي بالدلائل القاطعة تماماً، فيا إما تتكلموا بالأرقام يا أهل المعارضة والإسلاموفوبيا، وتثبتوا بقه لأنفسكم—قبل ما تثبتوا لينا—إن الحكومة فعلاً هي السبب في أرقام متدهورة (ده لو فيه أصلاً أرقام لسّه في تدهور!)، يا إما أبوس راسكم...تنقطونا بالسكات وكفاية بقه تحرجوا نفسكم وتثبتوا للمرة الألف إن مفيش أمل خالص إنكم تفكروا بعقولكم شوية لما الموضوع يكون متعلق بالإخوان أو الأحزاب الإسلامية. حقيقي يعني، ده اقتصاد يا بشر...فيه حاجة أسهل من كده تمسكوا فيها وتحطوا إيديكم على الدلائل القاطعة على أخطاء حزب ما أو أخطاء الرئيس المربوطة بأرقام الاقتصاد؟؟ دي كمان مش حنعرف نتكلم فيها بالدلائل القاطعة؟ الأرقام كمان؟! ده شيء يخلّي الواحد يطلع من نفوخه!

—ياسين رُكَّه

باسم يوسف في ميزان الموضوعية الإسلامية

أنا عندي السخرية من أي شيخ أو عالم دين خط أحمر تماماً، وده مش عشان الشيخ نفسه، وإنما عشان الملصق أو المسمى المحطوط عليه ده: شيخ / عالم / إمام / وهكذا. الإسلام علمّنا نحط خطوط حمراء أمام أشياء محددة، ومن ضمنها علماء الدين بل وأيضاً المعلمين أو المدرسين في المدارس. فيه ناس معينة في الإسلام عليهم حصانة من السخرية والاستهزاء، مش ليهم همّا أو لأشخاصهم، وإنما لما يرمزون إليه ولما يدعون إليه. هل الحصانة دي مطلقة؟ أكيد لأه طبعاً، كل يؤخذ منه ويُرد إلا المعصوم؛ أي واحد غلطان نقوله إنه غلطان وفي وشه؛ يعني إيه؟ يعني نقد مؤدب موضوعي بنّاء. وبس. أكتر من كده، ألف لا عندما يتعلق الأمر بالمشايخ والعلماء. المشايخ والعلماء خط أحمر أمام السخرية، حتى لو فاسد.

أنا نفسي كنت غاضب بشدة بل وشعرت بكراهية تجاه مفتي الأزهر في سنة من السنوات الماضية، ولكن هذا الشعور لم يسوّل لي أبداً أني أسخر منه أو أستهزأ به. قلت عليه موظف حكومة، وقلت عليه خائن لأمانة الله، ودعوت الله أن ينتقم منه للخزي الذي جلبه للأمة والوطن بفتاواه وتصريحاته. ولكني أبداً لم أتجرأ على السخرية منه أو الاستهزاء به...مش عشانه هوّه، هوه يروح في داهية لو ربنا لم يهديه، ولكن عشان ما يرمز له وعشان وظيفته وعشان اللقب بتاعه. لازم أديلُه حصانة من أمور معينة وأحط قدّامه خط أحمر...أنقده وأقوله هو غلطان وكل حاجة، ولكن بقدر من التأدب إن أمكن وبدون زعزعة هيبة اللقب الذي يحمله.

لو في يوم من الأيام تجرد الشخص ده من اللقب بتاعه كإمام أو مفتي أو شيخ أو عالم، اعمل فيه اللي انت عايزه وباسم يتنيّل يعمل فيه اللي هوه عايزه. شيل منه الأول رتبته الدينية، زي ما تشيل من العسكري أو الشرطي رتبته الأمنية. لكن طُول ما لسه فيه ناس بتعترف بيه كأحد الرموز القيادية الدينية، يبقى السخرية والاستهزاء خط أحمر إلى يوم الدين. هذا هو الإسلام الذي أعرفه، ولا ديمقراطية ولا حرية ولا بتنجانية أبداً حتغيّر رأيي، يتحرقوا كل المعاني دي بجاز أمام ما أعرفه عن ديني.

وباسم يوسف حر أكيد كمقدم برامج مستقل لقناة تجارية تتبع قوانين البث والنشر في البلد التي تستضيف مبنى البث، يعمل اللي هوه عايزه هوه وقناته، ولكن إحنا برضو حرّين نعلّم عليه كإسلاموفوبي رسمي. أصلي واحد شغلته ليل نهار التريقة على الرموز القيادية الإسلامية بمختلف مدارسهم الفكرية، والسخرية من كل السياسيين ذوي المرجعية الإسلامية، يبقى إيه يعني؟ ده نسميه إيه؟ إسلاموفوبي، ملهاش حلّ تاني. لإن في الإسلام مفيش حاجة اسمها إسلام سياسي وإسلام اجتماعي؛ هوه الإسلام منظومة كاملة لإدارة الفرد والمجتمع. شيل من الإسلام أي جزء، فسد الكلّ. وحتى لو السياسات والقوانين الإسلامية كانوا جزء كبير من القضية، الحمد لله...باسم مؤخراً ظهر على حقيقته وانتقل من السخرية من السياسيين ذوي المرجعية الإسلامية إلى السخرية كمان من المشايخ والعلماء. يبقى أصلاً مفيش أي دفاع منطقي موضوعي ضد استنتاج إن باسم يوسف إسلاموفوبي رسمياً. حُر أيوه، وإحنا كمان حرّين نِعَلِّم عليه علامة كبيرة كده وواضحة، علامة إيه؟ إسلاموفــــــــــــــوبي.

ومن أفضل التعليقات التي قرأتها عن وضع باسم يوسف من المنظور الإسلامي كان تعليقاً لأخ كتب: ’هو غير مطالب بالحياد لكنه مطالب بالإنصاف؛ لا يمكن أن أتقبل أن يقتص من كلامى ويضعه فى سياق كلنا عارفين هو عامل ازاى.. إذا كان هؤلاء الشيوخ أخطئوا، فهم يستاهلوا أى كلام يوجه ليهم، لكن الخطأ أن يعمم على تيار... أن نحوال تدليسا أن نجعل مرسى مسئولا عن هؤلاء الشيوخ حتى لو يدعموه.. وإلا ستكون علياء المهدى هى المعبر عن التيار الليبرالى فى مصر!‘

باختصار، مش عيب إنك تضحك على التعبيرات الدرامية الفنية لباسم يوسف، وإنما العيب هوّه إنك متقولش إيه اللي ليه وإيه اللي عليه، وتسميه بما يناسبه. هو مذيع أو مقدم برامج تليفزيونية كوميدي ساخر، نعم، ولكنه أيضاً إسلاموفوبي بوضوح، ويعمل بمنتهى الإصرار على إضعاف وتلطيخ سمعة المشروع السياسي الإسلامي كله. أيضاً باسم يوسف يحضر الثقافة العربية والإعلام العربي ببطء إلى احتمال تقنين (جعله قانونياً) نشر الألفاظ البذيئة والنابية والسباب طالما تحت تصنيف إعلامي مثل ’للكبار فقط‘؛ وهذا اقتداء بالساحة الفنية في أمريكا مثلاً. يعني بمعنى آخر: جسّ نبض الشعب المصري والشعوب العربية تجاه احتمال إنتاج أفلام بدون ’تيـــــــت‘ وإنما بتوضيح شتيمة سبّ الأم والأب والمفردات العامّية لكلمة ’مومس‘ مثلاً وإلى آخره، طالما الفيلم عليه ’تصنيف‘ مثل ’للكبار فقط‘ أو ما شابه. اضحك على أعمال باسم يوسف لو عايز، بس اعرف إن كل نقرة فأرة (كلِكّة ماوس) وكل ضغطة ريموت تليفزيون هي مِثْل صوتك في صندوق الاقتراع أو الانتخابات...أنت تؤيد هذه القناة وهذا البرنامج بمشاهدته، وتساعد على ربحه وهكذا؛ وتذكر ما ذكرته عن الذي يفعله باسم يوسف في ميزان الإسلام وميزان التربية الإعلامية للشعوب.

—ياسين رُكَّه

الثلاثاء، ديسمبر 25

النخبة ضد الجهلة والأمِّيين

تصريحات البرادعي المتعالية…

ولماذا لم أندهش؟ أليس هذا هو بالضبط فِكر الكثير من معارفي وأصدقائي في القاهرة والإسكندرية؟ أن الجهلة والأمّيين فقط هم من يؤيدون الإخوان أو الأحزاب الإسلامية أو التيار الإسلامي أو محمد مرسي أو الدستور الجديد؟ أنهم فقط من يدركون ’الحقيقة‘ بثقافتهم وشهاداتهم وخبرتهم وفهلوتهم وفهمهم المواضيع ’وهي طائرة‘؟ وليت عندهم أي نقد محدد لأي أفكار محددة، غير آرائهم الشخصية في الأشخاص والجهات والأحزاب. البرادعي ليس وحده...هو يتحدث على لسان النخبة والكثيرين ممن يسمعون لهم في المدن المصرية الكبرى.

ولكني أؤكد للأمّيين والجهلة—قهراً وبالظروف القاسية—في أنحاء الوطن أنهم ليسوا وحدهم؛ هناك إخوة لهم يوافقونهم الآراء، مثقفين بل ومتعلمين في الخارج. قد لا نفهمها وهي طائرة مثل النخبة وخرافهم الشِيك، ولكننا نعقلها (نربطها) ونتعقلها، ثم نتوكل على الله. وبعضنا يفضل أن يُخدع بالله، على أن يأخذ طريقاً مضموناً أنه لا يؤدي إلى الله من الأصل. ’من خَدَعَنا بالله انخدعنا له.‘—عبد الله بن عمر بن الخطاب. قالها ابن الخطاب وهو خير مني، فأعيدها أنا: أفضل أن أنخدع بالله وبدين الله على أن يَصْدُقني أحدهم بما يحارب دين الله ويتآمر على تنحية الله من  الحكم ووضع النخبة مكانه. بعض الناس لا تفهم أن ’لا دين في السياسة‘ معناها الحقيقي هو ’لا تسمحوا لله أن يكون هو الحَكَم والمُشرّع‘، ولكني أفهم. نعم، هناك من يكذب بدين الله، وهناك من يدعي التدين ولكن يظلم ويستبد، وكله بذنوبنا كشعوب. فإن الله عادل؛ لن  يعاقبنا أبداً كشعوب إلا بما كسبت أيدينا. وكما ذكرت، أفْضَل عندي أن أنخدع بدين الله على أن أقبل بمحاربة الله ودينه بشعارات لا يفهم حقيقتها بعض المتعلمون قبل الجهلة.

—ياسين رُكَّه

الاثنين، ديسمبر 17

فيه أمل في هذا الشعب الخلّاط!

من الحاجات الحلوة والمبشرة في الشعب المصري إنّه من كتر ما هوه شعب خلّاط، ميت سلالة وميت لون وميت لهجة وميت مِلّة وميت فِكْر، حتلاقي إنك حتماً لزماً متفق على الأقل على حاجة واحدة مع ألد خصومك الفِكريين أو السياسيين أو حتى الدينيين.

يعني مثلاً، ممكن تكون انت منحاز بكل قلبك وكيانك للتيار الإسلامي والشريعة، وتتكلم مع واحد بيكره الإخوان جداً وفاهم إن الشريعة والخلافة دُول حاجات رجعية متشددة فمش عايزهم برضو، فتتخانقم وتزعقوا، لكن تلاقي بالصدفة بعد شوية إنكم متفقين إن البرادعي ابن ستين في سبعين عميل وخائن، وتقولوا ’بصرة‘ بابتسامة!

أو ممكن تكون انت سلفي ومختلف مع الإخوان لكن محايد معاهم، وتؤيد المشروع الإسلامي عامة، وتتكلم مع واحد ليبرالي جداً ومش مرتاح للإخوان ورافض السلفيين أكثر وشايفهم متشددين، وخايف من المشروع الإسلامي عامة، ومش موافق على أي حاجة تقولها، ولكن تكتشف بذهول إنه بيتقبل الشيخ حازم أبو اسماعيل ويحترمه—زيك بالظبط! ودي كانت آخر حاجة ممكن تتوقعها من الليبرالي اللي قدامك ده.

الأمثلة دي أنا شفتها بنفسي. فلا تفقد الأمل في إنك تتفق مع واحد مصري على حاجات كتير قوي، بما فيها نقاط سياسية، على الرغم من اختلافكم الشديد في أمور مهمة، والتضاد المقرف في نقاط معينة تصل لدرجة إن هو بيكره جهة انت بتحبها جداً أو انت بتكره جهة هوه بيحبها جداً؛ يظل هناك أمل إن انتو الاتنين حتحبوا حاجة واحدة في مصر جداً. حاول تبحث عنها...وركز عليها شوية، لغاية ما نخلص من المعارك السياسية. أما عن الكراهية اللي عمت القلوب...لما تخلَّص لعن فيها، اتركها للزمن وتدابير الله ليعالجها...القلوب ملهاش حل غير الله، مقلب القلوب كيفما يشاء. وافتكر...أكيد لازم فيه حاجة واحدة مبهجة بنحبها إحنا الاتنين أو فكرة واحدة مضحكة نتفق عليها إحنا الاتنين!

—ياسين رُكَّه

الجبروت في الكذب: دليل إدانتي أستخدمه لإدانتك!

تخيل لما يوصل بيهم الحال إلى إنهم يتسغفلوا الشعب لدرجة إنهم يعرضوا أدلة التزوير لصالح ’لا‘ على إنها دلائل إدانة ضد الإخوان! تخيل الجبروت! :)

وعشان تفهم اللي حاصل، شوف المثالين دُول لصور ومواد تليفزيونية بتورّي المشاهد استمارات مكتوب عليها ’لا‘ بالفعل، على إنها دلائل تزوير استفتاء وإدانة الإخوان:

فيديو لميس الحديدي
http://www.youtube.com/watch?v=viwh564D8-I

صورة على صفحة [معارضي حكم الإخوان والسلفية لمصر]
https://www.facebook.com/photo.php?fbid=314697651964160

طب إزاي وفين المنطق في كده؟ إزاي تزوير وهيّه متعلّم عليها ب’لا‘؟ همّا قصدهم إن الاستمارات دي تم التخلص منها عشان الإخوان يقللوا أصوات ’لا‘. وللوهلة الأولى، المنطق ممكن يكون مقنع.

إلا إن اللي فاهم كويس في الانتخابات والاستفتاءات وتزويرها، حيعرف إن ده مش دليل إدانة ضد الإخوان، بل بالعكس، كُون إن الاستمارات دي عليها ’لا‘ بالفعل، فده يدل على إنها دلائل تزوير أصوات ’لا‘! أيوالله! يعني بمعنى أصح الناس دي أثبتت لينا إن حصل تزوير من أجل أصوات ’لا‘! تخيل؟!!!!!!!!!!

يعني الحيتان والأخطبوطات الإعلامية وكُووووووووووول الحرب المستميتة  دي، وكمان تزوير أو محاولات تزوير لزيادة أصوات ’لا‘، وبرضو خسروا الجولة الأولى! فيه بلاوي وعلامات هزيمة مخزية أكتر من كده؟

حتقولي طب إزاي ده دليل تزوير أصوات ’لا‘؟ حأقولك الاستمارات دي اسمها ’ورقة دوّارة‘ أو أسلوب الساقية الدوّارة. وبالإنجليزي:
Carousel voting

عشان تفهم الموضوع بيتم إزاي، اتفرج على الفيديو الآتي ولو تجيد الإنجليزية، اقرأ مقالة ويكيبديا عن أسلوب التزوير ده.

شايفينكم | إزاي تزور الإنتخابات
http://www.youtube.com/watch?v=TnSEZTYTNcc

Carousel voting
http://en.wikipedia.org/wiki/Carousel_voting

—ياسين رُكَّه

حق الشهيد...متى وكيف؟

تعليقاً على مقارنة رأيتها بين حق الممثلة وحق الشهيد، كتبت: مش مقتنع بالمقارنة دي قوي. لإن حق الشهيد من منظوري مش شنق رئيس جمهورية وشنق أو مؤبد لكام واحد من زبانيته. حق الشهيد عندي يعني المخابرات المصرية والأمن القومي والشرطة ينضفوا من الفساد الأول، وبعدها تبتدي تحقيقات وأبحاث على أعلى مستوى من النزاهة المهنية والإخلاص والاحتراف والتكنولوجيا، كي يتتبعون كل الخيوط، ويقبضون على أغلبية أعضاء الشبكة، ويكشفون بمنتهى الدقة عن ملابسات اغتيال الشخصيات المهمة، فنعرف جميعاً من تم اغتياله عن طريق قناصة أجنبيين، أو قتلة محترفين بمعدات تكنولوجية وكاميرات تطلق الرصاص في الزحام، ومن تم قتله عن طريق بلطجية، ومن تم قتله أو إصابته عن طريق خرطوش محلي، وإلى آخره.

حق الشهيد موضوع عميق وطويل قوي وقت الفتن...فعدم حصول الشهيد على حقه حتى الآن مشكلته الرئيسية ليست في القضاء، وإنما في الفساد المتفشي في كل ركن فيكي يا مصر، وكل هيئة أمنية أو استخبارتية في أرض الوطن. الموضوع عميق وطويل الأجل. ولا الإخوان وحدهم، ولا البرلمان وحده، ولا الرئيس وحده يقدروا يجيبوا حق الشهيد ولو حتى في ثلاثة أشهر؛ الموضوع عايز تطهير وتنظيف شامل، وتعاون من آلاف المصريين في مختلف الكوادر.

—ياسين رُكَّه

الأحد، ديسمبر 16

مبدأ أن الأحزاب الإسلامية ليسوا الإسلام وسوء الاستخدام

صفحة [انا ضد الفكر السلفى الوهابى الرجعى المتشدد]، اللي ضد الفكر الإخواني كمان—مش عارف بحجة إيه، نشرت مؤخراً مقولة للدكتور طارق السويدان:

’لا أفهم لماذا يعتبر بعض الاسلاميين المعارضة لاجتهاداتهم السياسية معارضة للاسلام نفسه وليتذكروا أنهم بشر فالاسلاميون ليسوا الاسلام‘

وهي بالفعل مقولته وتم نشرها على حسابه الرسمي على تويتر بتاريخ ٢٧ نوفمبر ٢٠١٢.

ولكن من الذي سيعيد نشر هذا الكلام في مخيلتك؟ هل هم الذين يعارضون الإسلاميين ’لاجتهاداتم السياسية‘، أم الذين يعارضون الإسلاميين—نقطة؟ أتفهم مقصدي؟ ومن مثال هذه الصفحة المشبوهة، نعرف الإجابة.

للأسف، أقل القليل هذه الأيام من يعارض الأحزاب الإسلامية بسبب اجتهادات سياسية محددة، والدليل هو أنك لو سألتهم عن النقاط المحددة التي يعترضون عليها في القرارات السياسية أو الدستور، لم يستطيعوا أن يعطوك أي أمثلة؛ والقليل منهم ممن يمكنه أن يذكر لك مثالاً أو إشاعة سمعها، لو قلت له أن معارضته وجهة نظر، ولكن ماذا يريد؟ يقول لك أنه يريد أن يترك هذا الحزب الإسلامي الساحة السياسية تماماً أو أن يتم إسقاط الرئيس ذي المرجعية الإسلامية! أي أنه لا يعارض كي يحث النظام على تحسين القرارات، بل يعارض لأنه سواء أكان هناك ما يعترض عليه أو لم يكن هناك ما يعترض عليه، هوه مش عاجبه الحزب الإسلامي وخلاص!

ولو كان الحزب اللي بيعمل نفس القرارات دي الحزب اللي على مزاجُه هوه، منفتح كده وحالق دقنه ومراته كاشفه راسها ولابسه ميني جيب، وحبذا لو بيشرب خمرة مستوردة، يا سلاااام...تبقى نفس القرارات دي على قلبه زي البفتة البيضاء، ويبقى مستعد إنه يصبر شوية، ويطلب منك انت كمان إنك تصبر. لكن حزب إسلامي؟! أبداً! على جثته يقعد يوم واحد في الحكم من غير ما يلطخ سمعته ويسب ويشتم ويلعن فيه. مرضى القلوب.

ليت مفكرنا الحبيب، د. السويدان، يدرك من يستخدم مقولته الفكرية المحددة، فيخرجها عن سياقها ويوجهها إلى الجهلاء. هذه ناس لا تفهم معنى ’الاجتهادات السياسية‘ من الأصل، ولا تعرف سوى الكراهية العمياء، الإسلاموفوبيا، وبعضهم مسلمين بالعقيدة والاعتقاد! يستخدمون مقولته ليبررون لا النقد المحدد، بل يبررون الكراهية العمياء والسباب والتطاول.

—ياسين رُكَّه

هل الحاكم نفسه مقدس ووصي على الشعب؟

كتب د. سامح العطوي:

لكل دستور فلسفة..
ومن يوافق عليه يوافق على هذه الفلسفة قبل أن يتطرق الى الشئون القانونية..
وفلسفة الدستور تظهر للقارئ قبل أن يصوغها عقله الواعى..
بحثت كثيرا عن فلسفة لهذه المسودة حتى أعرف لم قد تحوز القبول..
ووجدت الآتى..
...
أنه دستور لا يعمد الى تقييد التشريع والقرار ويستبدل هذا باطلاق يد الحاكم فى الحفاظ على أخلاق الشعب وتأديبه وتربيته وحمايته من نفسه..
...
أى أنه لا يرى الطبقة الحاكمة كموظفين لدى الشعب يحافظون على مصالحه - بل كأوصياء على أدب الشعب وسلوكه حتى لا تغويه الحرية..
...
ويضع أهمية لمنع أخطاء الشعب فوق التى يضعها لمنع أخطاء التشريع والقرار..
...
ولا يرى دور الدولة فى خدمة المجتمع بل فى تقويم المجتمع..
...
ربما لهذا اعتبره البعض "درة الدساتير" و"أفضل دستور فى تاريخ مصر"..
لأن هذه الفلسفة ببساطة ترضيهم..
لأن أغلبهم فى الحقيقة تعودوا قداسة النظم الحاكمة..
فلم تعد تؤلمهم..
لكنهم لم يتعودوا حرية الآخرين.. ويجدونها مؤلمة..
...
والآن مع فاصل من الهجوم على العبد لله (من البعض)..
بدلا من التفكير الجاد والصراحة مع النفس..
معلش..”—د. سامح العطوي

فكان تعليقي:

د. سامح، أُشْهِد الله أني أحبك في الله، وأدعو الله لك بالتوفيق وطول العمر في الخير والشهرة ثم الخُلُق الذي تحمي به دينك وأنت تشتهر (ويا لها من اختبار اليوم: الشهرة)، كي ينفع بك وبأفكارك الأمة. إننا جميعاً في أمس الحاجة إلى التفكير النقدي والحوار الموضوعي والفكر الرشيد.

وبعد توضيح هذه النقطة، أريد أن أركز على جملتك ’لأن أغلبهم فى الحقيقة تعودوا قداسة النظم الحاكمة‘، فأزعم أن هذا هو بالفعل لُبّ الموضوع! ولكن بعضنا ينظر إلى الفكرة من منظور مختلف بعض الشيء. وسأشرح، الحرب عند بعضنا يا د. سامح هي حرب بين الشريعة والدستور، وأقصد أنها حرب فكرية إعلامية. ومن هذا المنطلق، أقول أن النظم الحاكمة الوضعية أو العالمانية، والتي ينبع منها الدستور، ليست مقدسة عند أغلبنا؛ بل إن العكس صحيح، الحاكم الإلهي الإسلامي، الله، والذي تنبع منه الشريعة، هو المقدس. ’إِنِ الْحُكْمُ إِلَّا لِلَّـهِ يَقُصُّ الْحَقَّ وَهُوَ خَيْرُ الْفَاصِلِينَ‘—الأنعام: ٥٧.

بعضنا يدرك أن الحاكم بأي قانون ليس مقدساً، ولكن في الجانب العالماني، المصدر الأصلي للقانون والدستور ليس مقدساً أيضاً؛ أما على الجانب الإسلامي، فإن المصدر الأصلي للقانون والشريعة هو الله، وبالتالي المصدر مقدس.

ليس كل من ادعى أنه يطبق أو يريد تطبيق قانون الله، الشريعة، صادق. نعم، أوافق الجميع على هذا؛ هناك من يكذبون باسم الدين. ولكن هل كلهم يكذبون باسم الدين؟ هذا تعميم لا يليق ومغالطة (ولا أقول أنك قلت هذا، بل أعني أنه إن قال قائل هذا فهو تعميم ومغالطة). إذن فالنقطة المهمة عند بعضنا هنا هي أننا أمام فريقين: فريق عالماني بحت، كله عالماني وبشهادتهم، يريدون أن يحكمونا بقانونهم الوضعي الذي اخترعوه هم؛ وفريق آخر عندنا فرصة أن يكون ولو بعضه على الأقل صادق في الرغبة في تطبيق قانون الله الشرعي. فمن نختار؟

الإجابة عند بعضنا واضحة. فنعم يا د. سامح، إننا نقدس، ولكننا لا نقدس رئيس الدولة، محمد مرسي، أو نقدس حزب الأغلبية، الحرية والعدالة، بل إننا نقدس صاحب الدستور (أو الشريعة)، من صاغ ووضع الدستور الذي سيكون رئيس الدولة والأحزاب الحاكمة مسئولين عن تطبيقه، وصاحب هذا الدستور وصائغه الأصلي هو الله؛ لأن الدستور الذي أعنيه هنا هو الشريعة، والشريعة مصدرها الله وإن وضعها الحاكم بلغة عصرية مفهومة.

وحتى إن أصبح وقتها الحاكم ومستشاروه ’أوصياء على أدب الشعب وسلوكه حتى لا تغويه الحرية‘، فطريقة أخرى لصياغة هذا الموقف هي أنهم وقتها سيكونون أوصياء على احترام الشعب لقوانين الله وتوافق سلوكهم مع السلوك العام الذي يرضي الله، حتى لا تغوي الحرية—التي لم يشرعها الله—أي أحد. ومن منظوري، لا عيب في هذا. طالما لم يدخل الحاكم بيتي بدون إذني كي يتعدى على خصوصيتي وما أفعله في السرّ، وإنما فقط هو يحمي المجتمع في الخارج ويعمل كوصي على الخلق العام وعلى تطبيق قوانين الله، ففي كتابي، أهلاً وسهلاً بهذا الحاكم. ومن لا يريد أن يعيش تحت قوانين الله، فله الهجرة أو اللجوء السياسي، والكثير من الدول اليوم تريد أن ترى لاجئين سياسيين مثل هؤلاء لا يريدون أن يعيشوا تحت قوانين إسلامية، أو تحت الشريعة.

—ياسين رُكَّه

ما هو الدين؟

حديث مع أحد أصدقائي تخلله سؤالي إياه: ’ما هو دينك؟‘ وكان رد فعل صديقي هو الاستغراب الشديد، على وجه افتراض الوضوح الشديد لحقيقة أنه مسلم. ذكرني هذا الموقف بالحقيقة المؤسفة لواقعنا اليوم كعرب لا نتحدث العربية الفصحى، فلا نفهم لغتنا على الوجه الأمثل. وعلى الرغم من أن النقطة التالية لم يكن لها علاقة بصديقي أو حواري معه، إلا أن الموقف ذكرني أيضاً بأن الكثير من الناس اليوم يخلطون بين الدين والعقيدة في النقاشات الفكرية؛ بل أن هناك من يصل إلى درجة الظن بأنه إن لم يخلط الدين مع العقيدة، لأصبح تكفيرياً!

يعني أنه يجب أن نقول أن دين أي مسلم هو الإسلام، وإلا أصبحنا تكفيريين؛ وبناءً على ما أفهمه اليوم، هذا خطأ. فقد يكون المرء مسلماً، وبالتالي لا نكفره أبداً بل نعترف أنه مسلم—بعقيدته، ولكن نقول أن دينه في الحقيقة ليس الإسلام. كيف هذا؟

أفضل بداية للإجابة على هذا السؤال هي تعريف كلمة ’دين‘ في اللغة. الدَّيْدانُ والدَّيْدَنُ والدِّين: العادة. قال العرب: ما زال ذلك دَيدَنَه ودَيدَانه ودِينَه ودأْبَه وعادَتَه. فالدِينُ بالكسر في اللغة: العادةُ والشأن. والدِينُ أيضاً هو جنسٌ من الانقياد؛ الطاعة.

إذن، فعندما يسألك أحدهم في نقاش فكري: ’ما دينك؟‘، هو إما يسألك للتحضير إلى أسئلة أخرى، حيث يبني أسئلة جديدة على إجاباتك تباعاً؛ أو هو يسألك: ما شأنك؟ ما دأبك وعادتك؟ من تطيع وإلى من تنقاد؟

فهل يمكننا الاتفاق الآن على صحة استنتاج أن السؤالين الأكاديميين أو الفكريين، ما عقيدتك؟ وما دينك؟، هما سؤالان مختلفان؟

بمعنى، إنك قد تكون مسلماً بالتأكيد، أي أن عقيدتك وإيمانياتك إسلامية، فأنت تؤمن أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله—صلى الله عليه وسلم، وتؤمن بسائر الرسل بما فيهم عيسى وموسى عليهما السلام، وبالملائكة ويوم القيامة والقدر، وإلى آخره. أنت تؤمن بكل هذا، إذن فعقيدتك إسلامية، وبالتالي أنت مسلم. ولكن، دينك قد يختلف؛ بمعنى، أن طريقة حياتك وعاداتك ودأبك والذي تنقاد إليه ومن تطيعه…كل هذه الأشياء قد تكون مختلفة تماماً عن التعاليم الإسلامية. ألا يمكن أن نتفق على هذا؟

وكيف أصلاً تعرف إذا كانت طريقة حياتك إسلامية أم لا بدون تعلم أو قراءة؟ هناك الكثير من الناس من يتسائل بتعجب: ’وهل أنا أزني أو أسرق أو أقتل يعني؟‘ والتعليق على هذا هو: وهل الإسلام كدين وعادة وطريقة حياة هو فقط تجنب الزنا والسرقة والقتل؟ الإسلام أكبر من هذا بكثير؛ فكيف تعرف أن طريقة حياتك واختياراتك وعاداتك بالفعل إسلامية؟ كيف تعرف أن النصائح التي تنقاد إليها هي نصائح إسلامية؟ كيف تعرف أن من تطيعهم في الإعلام أو في الدنيا يدعون إلى أفكار إسلامية؟ كل هذه الأسئلة تحدد دينك.

فإن كنت متأكداً من عقيدتك، موقن أنها عقيدة إسلامية، إذن فأنت الحمد لله مسلم. ولكن…معرفة دينك هو شيء مختلف تماماً، وشيء أصعب من معرفة عقيدتك. يجب أن تنظر إلى أشياء كثيرة: ما هي عاداتك اليومية أو دأبك اليومي؟ هل للصلاة على وقتها في يومك وقت مخصص خمس مرات كدأب يومي؟ هل لذكر الله في يومك أي وقت مخصص كعادة يومية؟ هل طريقة حياتك مشابهة—ولو قليلاً—لطريقة حياة رسول الإسلام، مع الاختلافات العصرية والتكنولوجية فقط؟ هل الأفكار التي تنقاد إليها أفكار إسلامية؟ هل أنت متأكد من الإجابة بالدليل والحُجة ورأي أكثر من شيخ أو عالم موثوق به؟ هل الأشخاص الذين تطيعهم وتحبهم وتسمع وتقبل أفكارهم مسلمين موثوق في حبهم للإسلام ويتبعون الإسلام في حياتهم؟ هل أنت متأكد من ذلك؟ كي تعرف دينك على حقيقته، يجب أن تجيب على كل هذه الأسئلة.

وللأسف الشديد، عندما يحاول أكثرنا اليوم الإجابة على هذه الأسئلة، نرى أن عقيدتنا فقط هي الإسلامية، أما ديننا فليس الإسلام، وإنما مزيج من الليبرالية والعالَمَانية والأناركية والإنسانية والأمركة أو التأمرك وإلى آخره من الثقافات والأديان والأيديولوجيات التي تأثرنا بها جميعاً اليوم في ظل تآكل الهوية الإسلامية في بلادنا تحت قمع الهوية السياسية الليبرالية والهوية القانونية العالَمَانية.

الدين ليس الإيمانيات، وإنما العادات والأفعال. قد تكون مسلماً، ودينك ليس الإسلام. وفي هذه الحالة، حتى عقيدتك في خطر شديد كل يوم، لأنك قد تجد أن الكثير من الأحاديث الصحيحة، التي أتى فيها تعبير ’ليس منا‘ على لسان رسول الله عليه الصلاة والسلام، تنطبق عليك! ووقتها، أنت تقول أنك تؤمن بالإسلام (وليتك تفهم معنى كلمة ال’إسلام‘ وبالفعل سلّمت واستسلمت لله) وأن عقيدتك إسلامية، ولكن رسول الإسلام يقول أنك لست من المسلمين…فإن أصبحت شهادتك أمام شهادة سيد الخلق أجمعين يوم القيامة أمام الله، فمن تظن الله سيصدق وأي شهادة سيقبل الله؟ شهادتك أم شهادة سيد الخلق أجمعين؟

—ياسين رُكَّه

الخميس، ديسمبر 13

الدستور المصري المقترح ٢٠١٢–٢٠١٣: لماذا موافق؟

Egyptian-Constitution-2012-2013-Yesبدأت محايداً، ثم نزعت إلى لا، وانتهيت بالميل إلى نعم.

كيف تعاملت مع الأمر؟ أولاً، فهمت ما هو الأمر بالتحديد، وحالياً الأمر عبارة عن مستند قانوني بعدة مواد. كيف نتعامل مع شيء مثل هذا؟ نقرأه، ندرسه، نسأل عنه، نسمع الجانبين، ثم نقرر ماذا نفعل به؛ نقبل المستند أم لا. إذن، فلا علاقة للإخوان أو للأحزاب الإسلامية أو لرئيس الدولة أو للدماء أو للشهداء أو للذين قالوا ’ماء‘، لا علاقة لأي من هؤلاء بالأمر؛ لأن الأمر عبارة عن مستند قانوني، نوافق عليه أو نرفضه. وأملي في أغلبية الشعب هو أن أسباب الرفض أو الموافقة تكون أسباب عقلانية موضوعية، ومبنية على حقائق ودلائل أكيدة، لا إشاعات ولعب بالألفاظ وخلافه.

ومن هذا المنطلق، المواد التي استخدمتها لاتخاذ قراري بموضوعية وتعقل هي:

هذا بحثي المتواضع في الأمر، وهو أفضل ما أمكنني القيام به مع ضيق الوقت الحالي، وشعوري الحالي هو الارتياح إلى نعم.

وارتحت أكثر لنعم عندما قرأت أن بعض من يدعون إلى رفض الدستور المقترح يستخدمون النقاط التالية، أكتبها بتعليقاتي الشخصية عليها:

  • ربط الأجر بالإنتاج عاجبني. اللي مش عاجبه، يشتغل أحسن بقه ويخلّي عند أهله شوية دم. واللي خايف من الأسعار العالية، يفتكر إن فيه حاجة اسمها منافسة، فلو استثمر وقته في البحث عن أرخص الأسعار، حيلاقيها.
  • موضوع الحبس ١٢ ساعة بدون أسباب كذب. قرأت المادة بنفسي ومفيهاش حاجة من دي خالص.
  • موضوع تطلع شهادة الفقر عشان تتعالج كذب. هرتله رسمي. قرأت المادة ومفيش حاجة من دي خالص.
  • تشغيلك في الدولة جبراً كذب. قرأت المادة ومفيش كلام من ده.
    المحاكمة العسكرية، فقط إذا ضررت بالقوات المسلحة وسيتم تحديد الجرائم التي تضر بالقوات المسلحة في قانون يتم التصويت عليه في البرلمان. واحد جريمته ضد العسكر مباشرة، يعني بأمن الوطن، مش عايزينه يتحاكم في محكمة عسكرية ليه؟؟ وهوه مش نفس القانون ده موجود في أمريكا وفرنسا وبقية الدول المتقدمة؟
  • كلام أهبل عن المادة ٢٢٩ وإن الباشا بس اللي ممكن يترشح لمجلس الشعب، والمادة أصلاً بتقول إن العمال والفلاحين يجب أن يمثلوا خمسين بالمائة من مجلس النواب. أي كذب وتلفيق وخلاص.

ومن كان عنده نقاط محددة أخرى عن مواد مشكوك في أمرها في الدستور، فأهلاً وسهلاً بتعليقه. أنا أرحب جداً بالكلام العقلاني الموضوعي من الطرف الآخر. للأسف الشديد معظم من ينتقدون الدستور الحالي تكون حججهم مثل النقاط المذكورة أعلاه، وبالتالي يساعدونني على الارتياح أكثر لاختياري بدلاً من مساعدتي على تحليل الأمر بعمق أكثر أو مراجعة حساباتي. فمن كان عنده نقاط منطقية عن مواد محددة ويؤمن أنه يتحدث بموضوعية وعقل، فسيسعدني جداً بتعليقه.

في النهاية، أؤكد أن قراري ليس له علاقة على الإطلاق بالرئيس محمد مُرسي أو بأي حزب سياسي، سواء حزب إسلامي أو غيره. لقد اجتهدت في أن أكون حيادياً وأنا آخذ قراري. وأشعر أنه القرار الأنسب لهذه الفترة. فالدستور ليس قرآناً منزلاً، ويمكن تعديله أو تغيير وتحسين نقاط فيه في المستقبل تحت قبة البرلمان، وأي نقاط غير واضحة فيه اليوم سيتم توضيحها بالقوانين المفصلة. علينا جميعاً أن نعي أن الدستور شيء، والقوانين التفصيلية شيء آخر.

أسأل الله أن يهدينا جميعاً إلى اختيار الأصلح لنا وللوطن، بعيداً عن الانفعال والعواطف والتخوين والتخويف والتهويل والمبالغات والطفولية، فيلهمنا أن نختار بهدوء وعقلانية وحيادية وموضوعية.

—ياسين رُكَّه

الهيئة الشرعية والرد على شبهات حول الدستور المصري

لقاء الهيئة الشرعية والرد على شبهات حول الدستور المصري. ساعتان من الأسئلة والأجوبة والتوضيحات، وجدت الكثير من الفائدة فيهما، سواء للأصولي الذي يرى أن الدستور المقترح لا يطبق الشريعة كما ينبغي، أو للذين لا يؤيدون لا الأحزاب الإسلامية ولا الشريعة ويظنون أن الدستور المقترح إخواني. هناك ردود وتوضيحات كثيرة مفيدة للطرفين.

ويمكن تحميل اللقاء المؤتمري الكامل كملف [إم-بي-ثري] mp3 صوتي للاستماع إليه على الهاتف المحمول، في السيارة، أو على أي جهاز تشغيل صوتي ملائم لبِنْية الملف، على الرابط التالي:

الهيئة الشرعية والرد على شبهات حول الدستور المصري ٢٠١٢ (ملف صوتي)

—ياسين رُكَّه

الثلاثاء، ديسمبر 11

هناك تحرير…وهناك خائن حقير

Tahrir-square-safer-revolution

ارتفعت بعض الأصوات قديماً بنصيحة: لا تتركوا ميدان التحرير…لا تُخرجوا الثورة من الميدان وتشعلوا الفتنة؛ ابقوا في الميدان!

ولكن بعضهم لم يسمع ولم يعي ولم يتعظ. ذهبوا إلى وزارة الداخلية، وحدث القتل. ثم حدث تبادل الاتهامات والتخوين. ثم حدثت المزايدة والابتزاز بالدماء وشعار ’الشهداء‘.

ولم يتعظ بعضهم بأحداث الداخلية، فذهبوا إلى مبنى الإذاعة والتليفزيون، ماسبيرو. وكانت الأحداث نسخة، كربونة مما قبل: حدث القتل، ثم حدث تبادل الاتهامات والتخوين. ثم حدثت المزايدة والابتزاز بالدماء وشعار ’الشهداء‘.

لم يتعظوا من الحدثين، فمرت شهور، وتماماً كما سبق، ذهب بعضهم إلى العباسية، وكانت الأحداث…التاريخ أعاد نفسه.

ثلاث مرات، ولم يتعظوا. ذهب بعضهم إلى قصر الاتحادية، ولرابع مرة حدث القتل، ثم حدث تبادل الاتهامات والتخوين، ثم حدثت المزايدة والابتزاز بالدماء وشعار ’الشهداء‘.

والعجيب أيضاً في الأمر أن البرلمان حتى الآن لم يصدر قانوناً يمنع التجمعات الاحتجاجية أو الثورة خارج ميدان التحرير، أو على الأقل يمنعها بجانب أي مبنى حكومي أو مبنى يعتبر ملك للشعب كله.

اضحك معي ضحكة مريرة، تقطر مرارة، على غباء الناس وعلى جبروت الناس وعلى غرور الناس وعلى جهل الناس. والأعجب من هذا كله، هو أن هذه الناس لا زالت غير مقتنعة بأن خروج الثورة من ميدان التحرير معناها فتنة ومحاولات إشعال حرب أهلية. هذه الناس لا زالت مقتنعة أنها مناضلة من أجل الحرية والعدالة والبتنجانية. هذه الناس مستعدة للخروج مرة خامسة وسادسة، وفي كل مرة هم مستعدين لتكرير نفس اسطوانة الدماء والشهداء. الأمر أصبح عندهم أشبه باللعبة. يتشدقون بالدماء وأرواح الشهداء، والحقيقة هي أنه إن كان للأرواح أي قيمة عندهم، لاتعظوا واحتفظوا للثورة بكرامتها واجتهدوا في توحيد الصف وجعلها في رمز الثورة وقلبها: ميدان التحرير.

فعلاً، هناك تحرير، وهناك خائن حقير. كل من أخرج الثورة من التحرير. وحمار كبير…مشى وراء الحقير.

—ياسين رُكَّه

ملحوظة: ليس المقصود أن التحرير يضمن السلامة، فلا يوجد ضمانات في هذه الدنيا؛ وكلنا يتذكر معركة الجمال. ولكن ميدان التحرير أكثر أمناً وانفتاحاً على الكاميرات، حوادثه أخف، والثوار تأقلموا مع احتياطاته الأمنية ويتعرفون على بعضهم البعض فيه.

معادلة بسيطة عن احترام بعضنا البعض

لو انت مستعد بعواطفك الجياشة إنك تشيطن رئيس وطني اللي أنا اختارته، يبقى استعد برضو لأي حد—أنا مثلاً—يقول عليك انت شيطان. عدالة كده؟

لو انت مستعد بقناعاتك النيّرة إنك تتهم حزب سياسي بإنه عدو الشعب والوطن، يبقى برضو استعد لأي حد—أنا مثلاً—يقول عليك انت عدو الوطن. تمام كده؟

لو انت مستعد بأخلاقك وانفعالك إنك تشتم الحزب السياسي اللي أنا مقتنع بيه، يبقى برضو استعد إنك انت نفسك تتشتم. منطقية، صح؟

لو انت مستعد تقول إن أحد الرموز القيادية في الوطن أسوأ من الصهيوني الحقير، يبقى برضو استعد لأي حد—أنا مثلاً—يقول عليك انت واطي وحقير.

احترم نفسك قبل أن تطلب من الآخرين أن يحترموك. عامل الآخرين، بما فيهم الغائبين، كما تحب أن يعاملك الآخرون. بسيطة.

والبادئ…أظلم.

—ياسين رُكَّه

الاثنين، ديسمبر 10

مبدأ أن الجهل مثله مثل العلم طالما سميناه رأياً!

Isaac-Asimov-Ignorance-and-Knowledge

"هناك طائفة جهل في الولايات المتحدة، وكانت دائماً موجودة. سلالة [ضد-الفكر] ظلت دودة مستقرة تتسلل إلى حياتنا السياسية والثقافية، تحت رعاية المفهوم الفاسد بأن الديمقراطية تعني أن ’جهلي صالح مثله تماماً مثل علمك‘"—إسحاق أسيموف، نيوزويك، ٢١ يناير ١٩٨٠.

يعني الرجل يقصد أن بعض الناس تظن أن الحرية والديمقراطية تعني أن أي رأي، حتى وإن كان خطأ أو مغالطة أو جهلاً محضاً، صالح ويجب أن يُحترم ويُقبل، مثله مثل الرأي الصائب والحق المصحوب بالمنطق والأدلة؛ طالما وضعنا على أي كلام طابع، ملصق، أو مسمى ال’رأي‘، إذن فعلينا احترام الكلام وقبوله والسكوت عليه! وكله باسم الحرية والديمقراطية. هذا الفكر الفاسد، والذي شبهه إسحاق أسيموف، سنة ١٩٨٠، بسلالة من الديدان الطفيلية، كان متواجداً في أمريكا منذ السبعينات—بل ومن قبلها، فهل يخفى علينا معشر العرب اليوم، ونحن بنا ما بنا من رجعية وجهل وتخلف ننافس بهم أي تخلف موجود في البلاد المتقدمة تكنولوجياً، أن نفس هذا الفكر الفاسد موجود اليوم في حياتنا السياسية والثقافية—وبكثرة؟

ما ذكرني بمقولة أسيموف وهذا الكلام هو أني سمعت أكثر من شخص فشل معي في إثبات إدعائاته بالمنطق أو الدليل، ولم يروق له أن أكون صريحاً في وصف أي كلام مذكور بالخطأ أو الجهل، فلم يجد ما يفعله سوى أن يلجأ إلى الهجوم الشخصي، فيتهمني بأني أهينه أو أتهجم على شخصه وأني لا أتقبل آراء الآخرين! وكأننا مجبرين على تقبل واحترام أي هلاوس من أي شخص، حتى وإن فشل فشلاً ذريعاً في إثبات كلامه أو إقناعنا بالمنطق والأدلة. وكأن تعبير ’خطأ يحتمل الصواب‘ مثله مثل ’خطأ لا يحتمل أصلاً الصواب‘، لأن لا يسانده لا منطق سليم ولا أدلة وجيهة!

كل الآراء صالحة، وكل الآراء مقبولة، وكله تمام. هناك الكثير من الناس اليوم ممن يرددون مثل هذا الكلام وهم مقتنعين قناعة تامة بهذا المنطق الفاسد. فعلاً، وكأن الخطأ والكذب والجهل أصبحوا جميعاً مثلهم مثل الحق، طالما وضعنا على أيهم ملصق ’رأي‘! وعجبي.

—ياسين رُكَّه

الأحد، ديسمبر 9

أنا كمان عايز أحشر مادة في الدستور

أنا برضك عايز أحشر مادة في الدستور—ماهي هيصة؛ وأنا برضك نخبة خالص يعني:

’كل مواطن لا يملك دلائل قطعية على أشياء قدمها تنفع الوطن بشكل مباشر، يتم تجريده من حقوق الاحتجاج الفردي أو الجماعي، والثورة، ونقد الحكومة أو الرئيس؛ وإن نشر نقد أو تأفف من حال الوطن فسمعه شرطي، وقعت عليه غرامة مالية قدرها [كذا].‘

—ياسين رُكَّه

هل هي قسوة أم صراحة؟ دقة أم دراما؟

yaseen-rocca-banner-arabic-debate

بعض الناس بتقولِّي: ‘بالراحة شوية يا ياسين’.

أنا بأقول إننا كلنا أخدنا كفايتنا وزيادة من الراحة، وآن الأوان بقه ناخد شوية صراحة. شوية صدق. شوية حق. وشويتين شجاعة في الحق.

اللي عايز راحة، يدوّر عليها في حته تانية؛ أنا معنديش راحة، وإنما عندي صراحة.

عربي أفتخر بعرب الأمس، وأمتعض من دراما ومبالغات وانفعالات وتهويل عرب اليوم.  عرفت معنى الحمار الذي يحمل الأسفار في بعض الحاصلين على الدكتوراه ممن جادلتهم، وقابلت دود كتب أو قراء لا يجيدون إسقاط ما قرءوه على واقعهم، وتعلمت جواهر الحكمة من الإمام ومن اللئام. لا أبالي بالشكليات ولا الألقاب، ولا التقاليد البعيدة عن الإسلام، فأنا اسكندنافي كما أني عربيّ. حدثني بالمنطق السليم، والدليل القويم، والعلاقات المناسبة بين الأفكار، أو اسكت.

وبعض أصدقائي حتى يستشهدون بجزء من الآية الكريمة في القرآن: ’وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ‘. معنى هذه الكلمات في التفسير الميسر كالآتي: ’ولو كنت سيِّئ الخُلق قاسي القلب‘. فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: هل الصراحة والصدق في الحق يعتبرا سوء خلق وقسوة قلب؟ ما علاقة القلب هنا أصلا عندما أصف مثلاً قول أحدهم بالكذب فأقول ’هذا كذب‘، أو أصف فعل أو موقف أحدهم بالمخزي فأقول ’هذا موقف مخزي‘؟ العرب قديماً كانوا هكذا؛ عندنا سجلات تاريخية نرى فيها أنهم كانوا يستخدمون تعبيراً مثل ’هذا كذب‘. فما الذي حدث لنا؟ لماذا أصبح فهمنا للغة بهذا الجهل والسذاجة والانفعالية والقفز إلى استنتاجات خيالية؟

إني أصف الكلمة أو الفعل أو الموقف، ولا أصف الشخص. ثم أذكر لماذا، بالمنطق أو الشاهد أو الدليل. كل هذا ليس له علاقة بسوء الخلق أو بقسوة القلب أو حتى بالقلب نفسه على الإطلاق، وإنما هي صراحة صافية من اللف والدوران عندما يكون الحق على الميزان، وتكون سمعة حزب أو أمة كاملة تحت فحص العيان.

ومع هذا، فأُشهِد الله أني أجتهد أن أكون دبلوماسياً مع الشخص الذي يستحق هذا الجهد. ولكن للأسف، معظم الناس هذه الأيام—خاصة العرب—انفعالية، تهويلية، مبالِغة، وينطبق عليها المصطلح الغربي ’دراما كوين‘ أو ملكة دراما. Drama queens

—ياسين رُكَّه