بسم الله والحمد لله.
أولاً، أبدأ بتوضيح أني، ككاتب هذه الكلمات، أحب الإمام الشهيد حسن البنّا—رحمه الله—وأعتز بالإخوان المسلمين في مصر وخارجها، وأدعو الله لهم بالخير.
ثانياً، بغض النظر عن رأيي أو ميولي الشخصية، هناك الكثير من المصريين اليوم ممن يجدون في مرشحَين مثل د. محمد سليم العوّا ود. عبد المنعم أبو الفتوح بدائل إسلامية (بل وحتى ليبرالية بعض الشيء) تغنيهم عن ترشيح أ. د. محمد مُرسي. فإنه من مصلحة الإخوان، أو حزب الحرية والعدالة، توضيح بعض الأمور، أو بمعنى أفضل اتخاذ موقف واضح تماماً في بعض الأمور لأن ضبابية هذه الأمور يعاني منها المرشحون الآخرون أيضاً؛ فالوضوح فيها سيعطي للأستاذ الدكتور محمد مُرسي ولحزب الحرية والعدالة الكثير من المصداقية والشعبية.
الأسئلة التي أريد أن أقرأ لها إجابات شافية في مقالات أو تصريحات رسمية من حزب الحرية والعدالة أو من أ. د. محمد مُرسي، بترتيب أهميتهم، هي كالآتي:
- ما موقفكم من الطبقات الكادحة إن كان برنامجكم الاقتصادي يشجع الخصخصة والاستثمار الأجنبي المباشر—وهو ما جعل البعض يتهمكم بالنيوليبرالية؟ أين مجانية التعليم والخدمات الاجتماعية المدعمة، في ظل هذه المرحلة الحرجة اقتصادياً في تاريخ مصر، من خططكم المتعلقة بالخصخصة ومتلازماتها الاقتصادية وعدم التحكم في أسعار السلع وخلافه؟
تفاصيل: في مقالة على موقع الجزيرة الإنجليزي بعنوان مصر النيوليبرالية: الثورة المختطفة، يتهم الكاتب الأجنبي برنامج الحرية والعدالة الاقتصادي بأنه برنامج نيوليبرالي. وبعض توجهات أ. د. محمد مُرسي، من خصخصة وعدم تدخل الحكومة في الأسعار مثلاً والاستثمار الأجنبي بلا روابط تذكر وهكذا، تتوافق إلى حد كبير مع الرؤية الاقتصادية النيوليبرالية؛ وهي رؤية كان من أنصارها مِلْتُن فريدمان، المسئول عن انهيار اقتصاد معظم دول أمريكا الجنوبية—كما هو ثابت بالأدلة في كتاب عقيدة الصدمة—والحاصل أيضاً على جائزة نوبل في الاقتصاد! أرجو أن تكون الإجابة شافية ومقنعة وخالية من التناقضات أو الشعارات: كيف ستجمعون بين سياسات اقتصادية مثل هذه وفي نفس الوقت توفرون للطبقات الكادحة السلع بأسعار مقبولة والتعليم المجاني والرعاية الصحية إلى آخره؟ الإجابة الشافية على أسئلة مثل هذه قد تكسب في صفكم الكثير ممن يؤيد ويؤمن بمرشح مثل حمدين صبّاحي.
- الشريعة الإسلامية تُذكر تحت شعار حملتكم نفسه، فما هو موقفكم الواضح الصريح من الاقتصاد الربوي والمعاملات المالية بالفوائد؟ وإن وُجِدَت نية التجنب والحظر، فلماذا يوافق أ. د. محمد مُرسي على الاقتراض من صندوق النقد الدولي—وهي المؤسسة التي يراها الكثير كجزء من أجندة العولمة الاقتصادية والنظام العالمي الجديد؟
تفاصيل:عندما أقول واضح وصريح، أعني أن يكون الكلام واضحاً ومقنعاً لشخص يفهم أن مثلاً بعض ما يُدعى بالصكوك الإسلامية لا يمت بصلة في حقيقته لروح الاقتصاد الإسلامي، بل يشتمل على شكليات للتحايل على شرائع المعاملات المالية. وإن كان هناك النية لتطهير فعلي وعميق لاقتصادنا من الربا أو الفوائد، فباختصار ما هي استراتيجيتكم للتغلب على تحدي الارتباط الاقتصادي بيننا وبين بقية دول العالم؟ أم أننا سنظل نستيقن بحرب من الله؟ ’يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّـهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ ﴿٢٧٨﴾ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّـهِ وَرَسُولِهِ‘—سورة البقرة ٢٧٨-٢٧٩.
- هل عندكم خطط لإقامة الاقتصاد على سبائك ذهب وفضة، وتأميم البنك المركزي حتى لا تَطبع أوراق النقد في الوطن شركة خاصة تحت مسمى البنك المركزي؟
- ما موقفكم الواضح والصريح من المادة ٢ وصيغتها الحالية؟ هل تفرقون بين ما يُدعى بال’مبادئ‘ وال’أحكام‘ الإسلامية؟ هل ستسعون لأن تكون الأحكام هي المصدر الوحيد—وليس فقط الرئيسي—للتشريع؟ فيما عدى ما يقع تحت بند ’أنتم أعلم بأمر دنياكم‘، فقد تُشرع له القوانين مثلاً تكنوقراطياً أو بالمنهج العلمي؟
تفاصيل: عملاً بالقول المأثور لعثمان بن عفان—رضي الله عنه: ’إن الله يزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن.‘
- هل هناك خطة أو استراتيجية للتعامل بحكمة مع انتشار القوى العسكرية العاملة اليوم في آلاف المراكز التنفيذية والاقتصادية في الدولة؟
تفاصيل: الإجابة السليمة على هذا السؤال ستكون الحجة على من يدعي أن هناك صفقات أو محاباة مع المجلس العسكري، وفي نفس الوقت لن تجعل المؤسسة العسكرية في الوطن تشعر وكأن الإخوان أو مؤيديهم يتعاملون معها على أنها عدو—لا سمح الله—ونخرجه من المباني. إننا نحتاج إلى استراتيجية حكيمة، تجعل مؤسسات الدولة بالفعل مدنية الإدارة، وتحفظ لمؤسستنا العسكرية ماء وجهها وكرامتها.
أنا لا أبحث عن إجابات مباشرة لشخصي، وسأكون ممتن بإجابات شافية، وإن بمقالة عامة يقرأها كل الناس، ولو عن طريق رسالة خاصة إلى بريدي الإلكتروني حتى أنقل الكلام إلى الآخرين على فيسبوك وتويتر ويمكنني أن أكمل دفاعي عن الإخوان وبرنامجهم بنفس الثقة التي أحب أن أتناقش بها مع المعارضين والمختلفين في الرأي.
وجزاكم الله خيراً.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق