الأحد، مايو 6

العباسية والإصرار العجيب على شيطنة التيار الإسلامي

لماذا الإصرار على أن التيار الإسلامي كان هناك في العباسية من الأصل؟ سبحان الله، إن بعض المدعوين بالنخبة في الوطن يصرون في الثلاثة أيام الأخيرة على تحميل التيار الإسلامي أو مرشح إسلامي بعينه مسئولية أحداث العباسية، في حين أن كل هذه الجهات والأشخاص ذوي المرجعية الإسلامية أكدوا مراراً وتكراراً أنهم لم ولن يذهبوا إلى العباسية، وأنهم أعطوا تعليمات لأعضاء أحزابهم ألا يخرجوا من ميدان التحرير.

وفوق هذا، اعترفت ٦ إبريل بنفسها أنها كانت هناك، حيث  قالوا أنهم ينسحبون حقناً للدماء؛ وحركات كفاية والاشتراكيين والفوضويين وكل من حياته تدور حول إسقاط حكم العسكر، كل هؤلاء كانوا في العباسية وملئوا سواد المكان هناك، وبشهاداتهم.

فلماذا تركنا كل هذه الشواهد ونصر إصراراً عجيباً على أن أنصار أبو اسماعيل أو الإخوان أو غيرهم من التيار الإسلامي كانوا في العباسية؟ سبحان الله. حتى وإن كان هناك قلة من المتمردين من مؤيدي أبو اسماعيل قد أصروا على تجاهل طلب المتحدث الرسمي باسم أبو اسماعيل وعاندوا فذهبوا إلى العباسية، فأي منطق وعقل هذا الذي يجعلنا نظل نصر أن نحمل الرجل أو التيار الإسلامي نفسه المسئولية؟

ولماذا اقتنع البعض أن بلطجية الأمس في ثياب مدنية كانوا لا يمثلون الثوار بل كانوا مندسين وعملاء، وفي نفس الوقت مقتنعين اليوم أن بلطجية اليوم في جلابيب ولحى سلفية فخمة بالفعل يمثلون السلفيين أو أبو اسماعيل وليسوا ببساطة أيضاً مندسين وعملاء؟

لماذا أصبح إدمان ازدواجية المعايير وترديد وتصديق الإشاعات والأكاذيب الديدنة اليومية للكثير من أهل هذا الوطن بنخبته المزعومة من أهل الفكر والثقافة المفترضة؟ أين عقولنا ومؤهلاتنا ولغاتنا الأجنبية وحنكتنا السياسية وذكائنا وموضوعيتنا من كل هذا؟ هل حقاً عمتنا مصالح الدنيا والليبرالية التي ترتدي الثوب الكاذب لوسطية الإسلام...عن رؤية الحقائق وعن العدل والإنصاف والموضوعية في الحكم؟

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: