الاثنين، مايو 7

دَاشْ لَايْم إسلامي في كأس الخمر الليبرالي

Yaseen Rocca sq-logo-sاسطوانة ’هوه الإخوان هما الإسلام؟‘ و’الإخوان لا يمثلوا الإسلام!‘ فعلاً، فعلاً يعني انشرخت من بتاع سنة؛ وباقت مبتذلة قوي يعني. فيا كارهي الإخوان، سايق عليكو النبي دوّروا على اسطوانة تانية عشان بقيت أمتعض لما بأسمع الاسطوانة القديمة دي.

وكإن الموضوع حسبة برمه مثلاً أو نظرية فيزياء الكمّ. يا جدعان ماهُو معلوم إن لا الإخوان ولا السلفيين ولا حتى الأزهر—اللي بيضحكوا عليكو بيه عشان في جيب الحكومة—يمثلوا الإسلام! مافيش حاجة اسمها أي جهة أو مؤسسة—كائنة من كانت—تمثل الإسلام، لإن إحنا معندناش ’فاتيكان‘ في الإسلام (مع مودتي الصادقة تجاه إخواني الأقباط فكلامي ليس للمفاضلة وإنما للتمييز ومن باب المقارنة التصنيفية أو الأكاديمية فقط). الشيء الوحيد اللي يمثل الإسلام نفسه كدين هو شيء فكري غير ملموس ألا وهو ’الإجماع‘—إجماع علماء الأمة من كافة المدارس والاتجاهات الرئيسية.

فأبوس راسكم اشفونا من اسطوانة ’هوه الإخوان هما الإسلام!؟‘ عشان انشرخــــــــــــــت!

على الجانب الآخر، لما حضراتكم يعني مفيش أي حاجة تبع الإسلام عاجبة مزاجكم، لا إخوان عاجبينكم، ولا سلفيين عاجبنكم، ولا أبو اسماعيل عاجبكم، ولا حتى العوَّا—اللي مش ملتحي أصلاً—عاجبكم، ماهُو أكيد يعني بقه الموضوع مش موضوع سياسة ولا استراتيجية، دي تلاكيك بقه وانتو فعلا وبجد مش عاجبكم الإسلام! لإن لما يكون عندكم أكثر من اختيار ذي مرجعية إسلامية، وولا اختيار فيهم عاجبكم، يبقى انتم مش عايزين مرجعية إسلامية، ويبقى انتم مش عايزين إسلام. الموضوع مش معقد يعني، واضح زي الشمس.

وأتحداكم...أتحدّاكم تقولولي مثلاً عايزين مين غير الإخوان، وتعملولي مقارنة موضوعية عادلة بين اللي حتختاروه والإخوان. والله أتحداكم! أي واحد فيكم أصلاً ميعرفش لو الإخوان مشيوا حيختار مين، لإن القضية عندكم مش قضية مقارنة موضوعية عادلة، وإنما قضية كراهية عاطفية عمياء، وتصديق لإشاعات وأكاذيب ومغالطات ومبالغات، وقضية تلاكيك ورفض للإخوان وخلاص، ولو نزلولكم مائدة من السماء! وتعليقي أهو...لو أجعس جعيس فيكم عنده أي فِكر أو عقل أو معلومات أو وعي سياسي، اتفضل اعمل تعليق تحت كلامي واعملي مقارنة موضوعية عادلة ما بين الإخوان وبين الحزب الآخر اللي انت شايفة كويس. غير كده...الإفلاس الفِكري لكارهي الإخوان كلنا عارفينه كويس دلوقتي. كلها عواطف وسباب وشتائم ومشاعر كراهية شخصية غير مبررة بأي فِكر موضوعي أو حقائق ولا مصحوبة بِنَقد متحضر.

ومرة تانية، الموضوع عند الأغلبية مش موضوع إخوان فقط، وإنما كل ما هو إسلامي المرجعية فعلاً. أي فرد أو حزب مرجعيته هي الإسلام بكليته، كِخّه ووحش عندكم. ليه؟ لإن زي ما قال الإمام القرضاوي في المقالة، الإسلام الكامل ده بيشكل خطر على أسلوب حياتكم اللي اتعودتم عليه خلاص وكلبش في قلوبكم وحبيتوه وإنهارده متقدروش تستغنوا عنه خلاص. أسلوب حياتكم ده اللي بتبرروه لأنفسكم على إنه ’وسطية‘ أو ’إسلام معتدل‘، ووالله...والله الليبرالية بتاعتكم والانتقاء التعاليمي ده، الإسلام بريء منه براءة تامة.

المسيحيين في الغرب عندهم مصطلح أصلاً للأسلوب ده في الحياة أو في التعامل مع الدين، وهو مصطلح ‘كافيتريا الإنجيل‘، يعني كإن الغربي من دُول سيادته قاعد في كافيتريا، والإنجيل ده شايفُه كإنه المِنْيُو أو قائمة الطعام وهو حينقّي بقه منّه ما لذ وطاب واللي عايزه ويسيب الباقي! وهوه ده نفس طريقة تعاملكم يا ليبراليين متأسلمين (مش بتقولوا على الإخوان متأسلمين؟ خدوا عندكم بقه) مع القرآن ومع الإسلام...كافيتريا، وعايزين تنقوا من قائمة الطعام بتاعتها ما لذ وطاب، وتسيبوا الباقي: آه، الصيام ده ممكن مرة في السنة، وصلاة الجمعة برضو كُول يا مان عادي...إنما لأ لأ، تؤ تؤ، الشريعة دي ياي، مينفعش خالص، مش وقته، وصلاة الفجر كتير كتير...عندي شغل، والحجاب برضو مينفعش خالص—مش شياكة ولا كلاس وأنا لسه معشتش شبابي، والدقن دي شكليات وقشور، المهم القلب وبعدين مش نضيفة ومش شيك، وهلم جرّا. هوه ده فكركم، وهيه دي حياتكم، وانتو في مكان ما في قلوبكم وعقولكم عارفين كويس انكم بتضحكو على نفسكم، وإن الإسلام بريء من أسلوب الحياة ده، وإن الإسلام لا يقبل الأسلوب الانتقائي ده—الانتقاء التعاليمي، أو كافيتريا الإسلام دي، فأكيد أي حد عايز يطبق إسلام شامل يبقى كخّه ابن ستين في سبعين مينفعش.

وأكيد الحد ده لا يمثل الإسلام ومش هوه الإسلام، ولكن واضح ومش عايزه لف ودوران...إنكم مش عايزين الإسلام نفسه أصلا بكليّتُه! ومتستخبّوش ورا أسامي محمد وأحمد، ومتتشدّقوش بكلام أجوف وشعارات رنانة بيقولها شوية نخبة ليبراليين مفيش في مرجعيتهم الفعلية وتاريخهم المهني والسياسي ولو سطر واحد من الإسلام! الإسلام مش بالاسم أو بالبطاقة يا بهوات، والإسلام مش بالشعارات الرنانة وذكر كلمة ’الله‘ في جملتين في خطابي السياسي يا آنسات، الإسلام مش بالبُقّ وخبط الدماغ على الأرض مرة في الأسبوع...الإسلام أكبر من كده بكتير، وأعمق من كده بكتير، والمسلم اللي فعلاً قلبه على دينه بيبقى واضح من تاريخه المهني ومن مرجعيته السياسية ومن لغته ومصطلحاته نفسها. وانتو نفسكو بتعرفوا كويس قوي لغة المسلم اللي عايز يمشي على دينه، وعشان كده بتعرفوا بسرعة تلزقوا عليه ستيكر ما...زي ستكير ’تاجر دين‘ أو ’عم الشيخ‘ أو ’منافق‘ أو ’بيزايد علينا بالدين‘ أو...أو...وبسرعة بتدوّروا على واحد لغته تبقى مش لغة الدين، بل لغة الليبرالية والعالمانية، اللي عليها رشة جريئة (تاتش / وِفْ / داش) من الدين...وكإنها رشة فلفل إسلامي على سندوتش الفول الليبرالي. أو أنقح عند القليل منكم…’دَاشْ لَايْم‘ إسلامي في كأس الخمر الليبرالي! كده يبقى يَمّ ولذيذ وطِعِمْ!

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: