من الحاجات الحلوة والمبشرة في الشعب المصري إنّه من كتر ما هوه شعب خلّاط، ميت سلالة وميت لون وميت لهجة وميت مِلّة وميت فِكْر، حتلاقي إنك حتماً لزماً متفق على الأقل على حاجة واحدة مع ألد خصومك الفِكريين أو السياسيين أو حتى الدينيين.
يعني مثلاً، ممكن تكون انت منحاز بكل قلبك وكيانك للتيار الإسلامي والشريعة، وتتكلم مع واحد بيكره الإخوان جداً وفاهم إن الشريعة والخلافة دُول حاجات رجعية متشددة فمش عايزهم برضو، فتتخانقم وتزعقوا، لكن تلاقي بالصدفة بعد شوية إنكم متفقين إن البرادعي ابن ستين في سبعين عميل وخائن، وتقولوا ’بصرة‘ بابتسامة!
أو ممكن تكون انت سلفي ومختلف مع الإخوان لكن محايد معاهم، وتؤيد المشروع الإسلامي عامة، وتتكلم مع واحد ليبرالي جداً ومش مرتاح للإخوان ورافض السلفيين أكثر وشايفهم متشددين، وخايف من المشروع الإسلامي عامة، ومش موافق على أي حاجة تقولها، ولكن تكتشف بذهول إنه بيتقبل الشيخ حازم أبو اسماعيل ويحترمه—زيك بالظبط! ودي كانت آخر حاجة ممكن تتوقعها من الليبرالي اللي قدامك ده.
الأمثلة دي أنا شفتها بنفسي. فلا تفقد الأمل في إنك تتفق مع واحد مصري على حاجات كتير قوي، بما فيها نقاط سياسية، على الرغم من اختلافكم الشديد في أمور مهمة، والتضاد المقرف في نقاط معينة تصل لدرجة إن هو بيكره جهة انت بتحبها جداً أو انت بتكره جهة هوه بيحبها جداً؛ يظل هناك أمل إن انتو الاتنين حتحبوا حاجة واحدة في مصر جداً. حاول تبحث عنها...وركز عليها شوية، لغاية ما نخلص من المعارك السياسية. أما عن الكراهية اللي عمت القلوب...لما تخلَّص لعن فيها، اتركها للزمن وتدابير الله ليعالجها...القلوب ملهاش حل غير الله، مقلب القلوب كيفما يشاء. وافتكر...أكيد لازم فيه حاجة واحدة مبهجة بنحبها إحنا الاتنين أو فكرة واحدة مضحكة نتفق عليها إحنا الاتنين!
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق