تصريحات البرادعي المتعالية…
ولماذا لم أندهش؟ أليس هذا هو بالضبط فِكر الكثير من معارفي وأصدقائي في القاهرة والإسكندرية؟ أن الجهلة والأمّيين فقط هم من يؤيدون الإخوان أو الأحزاب الإسلامية أو التيار الإسلامي أو محمد مرسي أو الدستور الجديد؟ أنهم فقط من يدركون ’الحقيقة‘ بثقافتهم وشهاداتهم وخبرتهم وفهلوتهم وفهمهم المواضيع ’وهي طائرة‘؟ وليت عندهم أي نقد محدد لأي أفكار محددة، غير آرائهم الشخصية في الأشخاص والجهات والأحزاب. البرادعي ليس وحده...هو يتحدث على لسان النخبة والكثيرين ممن يسمعون لهم في المدن المصرية الكبرى.
ولكني أؤكد للأمّيين والجهلة—قهراً وبالظروف القاسية—في أنحاء الوطن أنهم ليسوا وحدهم؛ هناك إخوة لهم يوافقونهم الآراء، مثقفين بل ومتعلمين في الخارج. قد لا نفهمها وهي طائرة مثل النخبة وخرافهم الشِيك، ولكننا نعقلها (نربطها) ونتعقلها، ثم نتوكل على الله. وبعضنا يفضل أن يُخدع بالله، على أن يأخذ طريقاً مضموناً أنه لا يؤدي إلى الله من الأصل. ’من خَدَعَنا بالله انخدعنا له.‘—عبد الله بن عمر بن الخطاب. قالها ابن الخطاب وهو خير مني، فأعيدها أنا: أفضل أن أنخدع بالله وبدين الله على أن يَصْدُقني أحدهم بما يحارب دين الله ويتآمر على تنحية الله من الحكم ووضع النخبة مكانه. بعض الناس لا تفهم أن ’لا دين في السياسة‘ معناها الحقيقي هو ’لا تسمحوا لله أن يكون هو الحَكَم والمُشرّع‘، ولكني أفهم. نعم، هناك من يكذب بدين الله، وهناك من يدعي التدين ولكن يظلم ويستبد، وكله بذنوبنا كشعوب. فإن الله عادل؛ لن يعاقبنا أبداً كشعوب إلا بما كسبت أيدينا. وكما ذكرت، أفْضَل عندي أن أنخدع بدين الله على أن أقبل بمحاربة الله ودينه بشعارات لا يفهم حقيقتها بعض المتعلمون قبل الجهلة.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق