سؤال لكل مصري وعربي، سواء من الإخوة المتدينين أو النخبة المتحررين: عندما تعيد نشر أخبار سوريا وتتناقلها قائلاً ’قوات الأسد‘، على ماذا تبني هذا الاستنتاج والادعاء؟ أي كيف عرفت أن المجرمين الذين يقتلون السوريين هم قوات الأسد؟ هل هذا شيء ’واضح‘ أو ’بديهي‘ أو ’حيكون مين يعني‘؟ أين الوضوح أو البديهية في هذا الاستنتاج؟
مثلاً في مصر، هل نحن اليوم متأكدون ١٠٠% أن من قتلوا الثوار من أول الثورة وإلى حادثة الاتحادية كانوا قوات الرئيس؟ يعني قوات مبارك هم من قتلوا الثوار ثم قوات مُرسي هم من قتلوا الثوار أيضاً؟ ما لكم كيف تحكمون؟
والمضحك...أن هناك بالفعل من يؤمن بهذا! أن قوات الرئيس في الحالتين هم من قتلوا الثوار، وبرضو قوات الأسد هم من يقتلون السوريين.
ولا، رسالتي ليست أن مبارك بريء والأسد بريء. المفترض أني لا أحتاج لتوضيح هذا، ولكن الغباء أو غسيل المخ (لا معذرة ولا حرج في الحق بصراحة!) وصل ببعض الناس هذه الأيام لدرجة أننا نحتاج إلى توضيح الرسائل بهذه الطريقة: ليس ما أقصده هو أن مبارك أو الأسد بريئان، بل ما أقصده هو أنه قبل أن نكرر الأخبار ونعيدها كالببغاء، علينا أن نتأكد من الخبر؛ فإن لم يكن لدينا دلائل على هوية القتلة، فلا يجوز لنا ولا يصح أن ننسب المجرمين إلى أي جهة جزافاً هكذا. قد يكون مرتكب الجريمة في موقف ما جندي حكومي، وقد يكون المجرم في مواقف أخرى قاتل محترف مأجور أو جاسوس أو بلطجي أو...أو...وإلى آخره.
الله يهدينا وينوّر عقولنا جميعاً.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق