الأربعاء، أبريل 11

متى يكون الليبرالي عدواً للمسلمين؟

كتاب العقلية الليبرالية، بقلم عبد العزيز الطريفي

مش مخداعة إنُّه يكون ليبرالي؛ المخادعة هوه إنه يكون ليبرالي ويعمل نفسه مسلم مخلص، لإن مفيش حاجة اسمها مسلم ليبرالي؛ هوه يا إمّا مُسلِم، يا إمّا ليبرالي.

مش غش إنَّه يكون ليبرالي؛ الغش هوه إنُّه يكون ليبرالي ويبيعلنا الليبرالية على إنها إسلام!

مش تضليل إنُّه يكون ليبرالي؛ التضليل والجهل والكذب هوّه إنُّه يكون ليبرالي ويحاول يقنعك إن الليبرالمانية ممكن تتعايش مع الإسلام بسلام في دولة واحدة مسلمة.

مش عداوة إنُّه يكون ليبرالي؛ العداوة هيّه إنُّه يكون ليبرالي ويستخبّى تحت ستار هويته كمسلم مزعوم ويسمح لنفسه يتهم مسلمين بإنهم متأسلمين أو يسمّيهم ’إسلاميين‘ ويبتدي يتهمهم بالنفاق ويسبّ ويلعن براحته، وكإنه فعلاً مُسلم وهوه بيشنّع في غيره من المسلمين. الرسول (ص) قال في الحديث الصحيح: ’المسلم من سَلم المسلمون من لسانه ويده‘. فقبل ما أي حدّ يسبّ مسلمين—سواء إخوان أو سلفيين أو غيرهم، لازم الأوّل يخرجهم من ملّة الإسلام عشان ميكونوش مسلمين وبعدين يأذيهم بلسانه زي ما هوه عايز، وإلا هوه نفسه يخرج من جماعة المسلمين ولا يكون مسلماً بشهادة الرسول (ص) نفسه في الحديث الصحيح!

اللي عايز يكون ليبرالي هوّه حُرّ؛ اللي مقتنع ومُعجب بالفِكر والمرجعية الليبرالية هوّه حُرّ؛ لكن طُول ما هوّه في دولة بأغلبية مسلمة، أو ببساطة دولة مسلمة، لازم يحترم مرجعية ودين الأغلبية، ولازم يكون صادق مع نفسه ومعانا كمسلمين، ولازم ميرددش الكلام بتاعه على إنه إسلام، وإلا أصبح مخادع غشاش كذاب مُضَلّل وعدو فِكري إعلامي للإسلام والمسلمين—يعني يبقى بيننا وبينه ’حرب باردة‘. وجهل المسلم اللي بيردد كلام ليبرالي وهوّه مش قاصد يكون ليبرالي، وفاكر كلامه موجود في الإسلام، مش عُذر أبداً لإنه ينضم لفريق الليبراليين ويشارك في التضليل ونشر الجهل معاهم، لإنه حتى لو هوّه صادق في عدم تعمده إنّه يكون ليبرالي، مينفعش نعترف بالعذر ده وإلا كلّ الليبراليين اللي قاصدين الخديعة والتضليل يستخدموه همّه كمان؛ ولّا إيه؟ اتعلم دينك كويس، وخُد بالك انت بتبرطم بتقول إيه؛ اسأل واتأكد كذا مرة قبل ما تردد كلام سمعته أو قريته في مقالة في جريدة حكومية أو من مصدر مشبوه أو حتى من واحد بيسمّوه ’مُفَكِّر إسلامي‘، عشان بعضهم أهو عمّالين ينكشفوا على حقيقتهم بتهميش قضايا زي الشريعة أو القانون الإسلامي، والتفلسف بأهمية الديمقراطية والعدالة والحرية على حساب ديننا. الجهل…مش عذر إنهارده، لإنك تقدر تعرف الحق بكام ضغطة زرار على الإنترنت.

ومرة تانية، اللي عايز يكون ليبرالي هوّه حُرّ: ’لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ‘ و’لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ‘. لكن احذر من النفاق أو الغش أو التضليل اللي ذكرته، لإنك لو نجحت في خداع الكثير بيه، فالقليل لسّه صاحي وحيكشفك على حقيقتك بالحُجّة والأدلة، وحيبقى شكلك وحش وحيتعلّم عليك كعدو للمسلمين، في حرب فِكرية إعلامية باردة. ولو فيه واحد من الشباب المقدام من نوعية اللي بيقرأ كلام سيّد قطب فيستخدمه عشان يكفّر بيه الناس، فإياك تظن إني تبعك! أنا لا أكفر أي شخص كائناً من كان إلا الذي جاهر بالكفر الصريح؛ وكل المقصود من العداوة الفكرية للمسلمين، وإن فيه حرب فكرية باردة بيننا وبين الليبراليين هوّه إنهم بيخرجوا عن الجماعة، جماعة المسلمين ككل، ولكن لا نخرجهم أبدا من الملة! زي اللي بتتبرّى عائلته منه كده، هل بيهدروا دمه كمان أو يروحوا يموّتوه؟ أكيد لأه، وإنما بيتبرّوا منه لغاية مايعود إلى رشده. يعني ممكن يبعدوه عنهم، لا يعتدوا بكلامه ولا يثقوا في شهادته، ولا يزوجوه منهم، وهكذا؛ ولكن لا تكفير أبداً، ويظل آمن ومُصان الحقوق الإنسانية وسطنا كمسلمين.

—ياسين رُكَّه

حقوق النشر والطبع الربحي محفوظة © ٢٠١٢ ياسين رُكَّه. مرر هذا المقال وشارك غيرك فيه لأي غرض غير ربحي.

روابط متعلقة:

ليست هناك تعليقات: