’إسلاميون‘…أرفض هذا المصطلح، بل وأكرهه وأظنه مصطلحاً خبيثاً. لأنه من الأصل ليس مصطلحاً اخترعناه أو ابتدعناه نحن العرب أو نحن المسلمون ذوي المرجعية الإسلامية، بل لقد ابتدعه العَالَمَانيون ثم أشهره الإعلام الغربي الخبيث كي يتيح لنفسه سبّ المسلمين المتدينين كما يشاء، وهو مصطلح دخيل حتى على اللغة الإنجليزية:
Islamists
كلمة "إسلامي" لا يصح أن تُستخدم للإشارة إلى أفراد أبداً، مهما كان فِكرهم أو مرجعيتهم؛ لأن الكلمة تُستخدم للإشارة إلى كل ما هو لا شخصي، مثل مؤسسة أو فكرة وهكذا. أما مع الشخص أو الفرد فنقول ’مسلم‘.
وحتى عندما نشير إلى مؤسسة إسلامية باللغة الإنجليزية، نقول:
Islamic organization
لا نقول أبداً:
Islamist organization
وكلمة ’إسلاميين‘ هذه أتاحت للآلاف من المسلمين أن يسبّوا في ’الإسلامي‘ كيفما يشاءون، وعندما تتعجب منهم أو تناقشهم في سلوكهم الغريب، يقولون لك أنهم مسلمين ومن يسبونه منافق، وليس مسلم بل ’إسلامي يتاجر بالدين‘ أو ’متأسْلِم‘ وإلى آخره من المنطق الفاسد ومن وشواهد غسيل المخ، وكأنهم دخلوا قلوب هؤلاء السياسيين ذوي المرجعية الإسلامية فعرفوا فيهم النفاق يقيناً!
وهذا أيضاً هو السبب الرئيسي لااستخدام وإشهار الغرب للمصطلح الدخيل البغيض:
Islamist
إنه يتيح لهم السخرية من ’الإسلامي‘ أو التحذير من مخاطره الشديدة، فيقومون بالقنص اللغوي الإعلامي تحت ستار المصطلح، ويصعب عليك أن تتهمهم بالإسلامُوفُوبْيا أو كراهية الإسلام لأنهم سيقولون لك نفس ما يقوله بعض المسلمين—أو المحسوبين على المسلمين—ممن يسبون ال’إسلاميين‘: أنهم لا يتحدثون عن المسلمين المتوسطين المعتدلين، وإنما عن ال’إسلاميين‘ الأصوليين المتشديين الرجعيين ال...ال...
أما عن سبب ابتداع الغرب للمصطلح، فإني أرى أن هذه تبعيات فكرهم العَالَمَاني، واقتناعهم بأنه لا يصح للدين بأن يتدخل في السياسة أو القانون، فأحسوا بالحاجة إلى إعطاء المسلم الملتزم الذي يسعى لتطبيق الإسلام في السياسة مسماً يفرّقه عن بقية المسلمين؛ فهو في نظرهم ليس مسلماً ملتزماً يريد أن يُحكّم الله على نفسه وعلى المجتمع باستخدام القوانين الإسلامية في إدارة المجتمع، ليس مسلماً متديناً يرى أن الإسلام ليس أسلوب عبادة بل أسلوب حياة وبالتالي هو جزء لا يتجزأ من حياة المجتمع، أي جزء لا يتجزأ من القوانين التي تدير المجتمع، أي جزء لا يتجزأ من السياسة، حتى لا تصبح السياسة ’لعبة قذرة‘ كما يعرفها الغربيون؛ لا، الغربي العَالَمَاني لا ينظر إلى السياسي المسلم الملتزم بهذه الطريقة، بل ينظر إليه على أنه خطر (وبالفعل الإسلام خطر على العَالَمَانية كما أن العَالَمَانية خطر على الإسلام)، ويستحق مصطلحاً يفرّق هذا المسلم عن بقية المسلمين تماماً، مصطلحاً يمكن بسهولة تحويله إلى مصطلح ازدرائي. كما هو الحال اليوم.
إن لم تقتنع تماماً بما ذكرته، فأسأل الله أن أكون على الأقل قد دعوتك إلى مراجعة فكرك عن هذا المصطلح. وأؤكد أني أحب ديني وأؤمن بشريعة ديني وأدافع عن الأحزاب الإسلامية والمرشحين ذوي المرجعية الإسلامية كلما استطعت ووجدت أن الحق والشواهد والأدلة ستكون معي. وأريدك أن تعلم أني إذا أردت أن أشير إلى شخص منتمي إلى حزب إسلامي أو إلى الفِكر الإسلامي، فإني أقول مثلاً ’المرشح الإسلامي المرجعية‘، ’النائب ذو المرجعية الإسلامية‘، أو ’السياسي المسلم الملتزم‘.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق