الاثنين، يناير 31

بديل الثورة

كتبت:
أيوه، كان فيه فوضى (قبل الثورة)، لكن فوضى تفرق عن فوضى وخراب ودمار واقتصاد انهار، في طريقه إلى انهيار أكتر. الناس بس مشغولة لسه بالثورة وبتأمين بيوتها وأهاليها...لسه لما الموضوع ده يهدى والناس تفوق من الصدمة ويبتدوا يبصوا حوليهم ويعدوا ويحسبوا ويشوفوا إيه فعلاً اللي حصل، حتكون الصدمة الكبرى. في راجل محترم طلع في الجزيرة بيقول إن خسائرنا مش حتكون زي خسائر تصدير الغاز لإسرائيل...يا ريت دي تكون الحقيقة فعلاً بعد ما الموضوع ده ينتهي، ومحدش عارف لسه حينتهي امتى.
الثورة حل سريع لإجبار التغيير، واللي ييجي بسرعة ، بيروح بسرعة، والإجبار عمره ما بيجيب دوام الحال.
وعامة ما تقلقش، أنا مش ضد الثورة دلوقتي، لإنه خلاص، الوقت متأخر أوي على إننا نقول بلاش كده يا ولاد...كل الحكاية دلوقتي، إني عايز أكبر عدد ممكن من المصريين، بالذت المثقفين، يحاولوا يفهموا الأمور على حقيقتها، ويفكروا بموضوعية وبدون عواطف عشان يشوفوا الأحداث صح وتكون توقعاتهم واقعية.
سألني صديقي (باختصار): طب ولو مش الثورة دي يعني كان إيه البديل؟؟

كتبت:
البديل كان إصلاح قومي للنفوس؛ انتفاضة شعبية أخلاقية تاخذ سنين قليلة عشان ترجع الشعب إلى دينه وأخلاقه. البديل كان إن الشعب المصري يكون بأخلاقه اللي هوه عليها دلوقتي، بتعاونه ووقوفه جنب بعضه، بحفاظه على الأرواح وشجاعته في عدم ترك أحد أفراده يتخطف من قبل الأمن المركزي...البديل كان إننا نشوف كل الأخلاق الجميلة دي من غير ما كانت تقوم ثورة، نشوفها في شوارعنا وهيئاتنا الحكومية ومكاتبنا وفي كل حته. 
واللي حيقولي أصلي الناس مكنتش لاقية تاكل، حأقوله وهيه دلوقتي لاقية تاكل؟؟؟ أبداً والله...كلها حجج. الإنسان اللي عايز تكون أخلاقه كويسة، حتكون أخلاقه كويسة حتى وهوه بيموت من الجوع. فبدل ما يكون فيه أنانية وجبن وغش وخوف ومحسوبية ورشوة وسرقة وقسوة وسفالة وقلة أدب وتحرش جنسي و...و...ربنا مكنش عايز مننا غير إننا نكون زي ما احنا إنهارده، لكن من غير ثورة...ونكون كده كل يوم، ويكون كده أغلبية الشعب، ويفضل برضو فينا معارضة شجاعة بتتكلم ضد الفساد وبتفضحه في الصحافة وعلى الإنترنت وكل مكان ممكن، لإن الأمر بالمعرف والنهي عن المنكر وكلمة الحق في وجه حاكم ظالم كلها أجزاء من ديننا، لكن من غير ثورات...لغاية ما يأتي فرج الله، لأنه كان حقاً على الله أن ينصر ويعز المؤمنين، واحنا كشعب مكناش مؤمنين. وتحضرني آيات ربنا للمرة الألف:
"إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم وإذا أراد الله بقوم سوءا فلا مرد له وما لهم من دونه من وال".
"ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض ولكن كذبوا فأخذناهم بما كانوا يكسبون".

ليست هناك تعليقات: