أرسلت منذ دقائق الرسالة التالية عن طريق البريد الإلكتروني إلى شبكة رصد الإخبارية:
السلام عليكم،
أنا مصري مقيم في إنجلترا، وكنت ممثل إعلانات معروف قبل أن أترك مصر منذ أعوام. لست عميلاً لأي جهة سياسية أو دينية، ولا أريد سوى مصلحة مصر. صفحتي على فيسبوك تشهد بتحدثي ضد نظام مبارك منذ أعوام، وكم كنت أتمنى أن تقوم هذه الثورة أو المظاهرات، بحجمها هذا، عندما عُذِّب خالد محمد سعيد حتى الموت. وبالرغم من كل هذا، فإني لم أكن أوافق على هذه المظاهرات من أول يوم لها، 25 يناير 2011، والتي تحولت إلى ثورة، والآن تنتشر في أنحاء الوطن العربي. والسبب في عدم موافقتي عليها هو أن عندي إحساس قوي أنها ليست ثورتنا نحن كمصريين أو عرب، بل من صنع أعدائنا، ويوجد شواهد عديدة أستنتج منها هذا الشعور والتحليل، ولكن أهمها هو التوقيت الذي جاء بعد أحداث الإسكندرية، وانفصال السودان، وثورة تونس (وهي بلد صغيرة من السهل بدء مظاهرات مؤثرة فيها عن طريق أي جهاز مخابرات)؛ وكنت أقول أن البديل هو ما كان يدعو له مارتن لوثر كِنْج وغاندي، تغيير من الداخل وانتفاضة أخلاقية بدلاً من الانتفاضة الثورية...أي أن يتحلى الشعب بالأخلاق التي تظهر عليه الآن في ميدان التحرير ولأعوام على الأقل ليس أيام، ولكن بدون ثورة...ويا له من حلم. ولكن الخوض في تفاصيل أكثر ليس موضوعي، لقد أردت فقط أن أعطي خلفية بسيطة جداً عن هويتي وفِكري وما كنت أدعو له منذ البداية. وأنا لا أعرف من أنتم من الأصل وما انتمائاتكم، وأدرك أنكم ذكرتم أنكم وطنيون تحبون مصر وفقط، ولكن بما أنكم تريدون النجاح لهذه الثورة، فإني أرسل لكم هذه الكلمات.
لقد فات أوان الحديث ضد هذه الثورة، لأنها تعدت بكثير مرحلة اللا عودة، ويجب الآن أن تدركوا جيداً أن ما يحدث إنما هو مماطلة ولعب بالوقت لإحداث أكبر قدر ممكن من التدمير للاقتصاد المصري. ثورتكم هذه تكلف مصر وشعبها عشرات الملايين كل يوم، ويوجد تقارير تقول أن الميزانية الاحتياطية تعدت الربع أو 25% كحد أدنى للوصول إلى العجز! ومعنى حد أدنى أنه من المستحيل الحصول على أرقام دقيقة في ظل هذه الظروف، ولكن هذا هو التقدير كحد أدنى. وإن استمرت الأوضاع على ما هي عليه، فقد تصل ميزانية الدولة إلى العجز التام خلال أسابيع قليلة. هذا غير أن هناك تقارير مؤكدة تقول أن أسعار المواد الغذائية الأساسية في ارتفاع جنوني ومستمر، وتسير معها في الارتفاع أسعار أنابيب الغاز والبنزين وما شابه. سلع كثيرة معطلة على سواحل البلد لأن خطوط التوزيع مغلقة. وغيرها من الأمثلة الكثير، واختصار الموضوع هو أن بلدنا تنهار يا خلق الله! مصر التي كانت دائماً القدوة وقائدة العرب، حتى في ضعفها، تنهار كل يوم بسبب ما يحدث. وإن مراوغات مبارك ليست من الغباء أو عدم معرفة ما يقوله الشعب، بل هي تنفيذ لأوامر تأتي له وهدفها هو تدمير اقتصاد هذه البلد تماماً. فأستحلفكم بالله أن تنتهوا من هذه الثورة في أقرب وقت ممكن...إن أردتم حقاً أن تثبتوا للعرب أننا القادة، ففاجئوا أعدائنا وانتهوا من هذه الثورة في وقت قياسي لا يستطيع أن يحاكيه أي بلد عربي آخر. وأرجعوا أنشطة وأعمال البلد إلى ما كانت عليه في أقرب يوم ممكن لأن مبارك عندما يتركها لنا قد لا يترك فيها أي شيء يذكر أو قد يتركها فقط عندما يقضي على اقتصادها، وكله بناء على الأوامر التي تأتي له! وقد تصبح مثل ألمانيا أو اليابان بعد الحروب العالمية، وبدون مساعدات أجنبية تساعدنا للوقوف على أرجلنا في القريب العاجل. أرجوكم أعلموا الشعب أن البلد تنهار كل يوم، وأن سرعة الانهيار تزيد كل يوم، فيجب الانتهاء مما بدأتوه في أقرب وقت ممكن. أخرجوا مبارك، شكلوا حكومة الإنقاذ، اختاروا الرئيس، وحثوا الجميع على حركة سريعة، بل حركة جنونية للإصلاح ولإنقاذ البلد، لأن هذه هي السرعة الوحيدة التي قد تساعدنا على إنقاذ البلد من الانهيار الجنوني الذي يحدث لها.
هناك تعليقان (2):
اخى الكريم ياسين عجبنى بشدة كلامك بس صدقنى فى فترة بسيطة وقريبية جداً حتى لو إقتصادنا كله انهار إحنا قادرين على النهوض به مرة أخرى لابد وان تثق فى قدرة الشباب المصرى الذى نجح ووصل إلى مراتب عليا جداً برغم الظل والهوان والقمع الذى كان يمارسه النظام ؟ فمبالك بعد رحيله والعيش عيشة كريمة؟ لا تيأس الغد مشرق ولكن كما ذكرت انت لابد بالسرعه فى الاطاحة بالنظام وتشكيل حكومة" لولابية" وإعذرننى فى هذا اللفظ
أخيك أبو عمر
أشكرك يا أخي الكريم، أبو عُمَر، على كلماتك المشجعة والإيجابية. إننا بالفعل في أمس الحاجة إلى التفاؤل والتفكير الإيجابي هذه الأيام. ولقد أردت أن أكون واقعياً أيضاً فأحذر الشعب مما يحدث في بلدنا الآن، ووالله إني في غاية القلق. أحلم بالرجوع إلى بلدي منذ أعوام، وكنت مؤخراً أرى الأمل في هذا، ولكن إن تدمر اقتصادها، فحقيقة لا أدري ما إذا كان يمكنني أن أرجع فأفيد بلدي وأستفيد مع أهلي أيضاً حتى أستمر في الحياة فيها.
كم أتمنى أن تكون محقاً في قدرة شباب البلد في أن ينهض بها مرة أخرى. وأسأل الله أن تكون أخلاق أهل بلدي التي يتمتع بها هذه الأيام في ميدان التحرير أخلاقاً سوف تبقى فيهم لعقود من الزمن بعد ذلك.
أشكرك مرة أخرى على التعليق والتشجيع يا أخي. حفظك الله.
إرسال تعليق