طبقاً لتعاليم الإسلام أعطى رسول الله (صلّى الله عليه وسلم) عهد أمان للنصارى يؤمنهم فيه على أرواحهم وأموالهم وبيعهم وهو ما يعرف بالعهدة النبوية والمحفوظ صورة منه بمكتبة دير القديسة كاترين، بعد أن أخذ السلطان سليم الأول النسخة الأصلية عند فتحه لمصر 1517م وحملها إلى الأستانة وترك لرهبان الدير صورة معتمدة من هذا العهد مع ترجمتها للتركية. وهذه مقتطفات من العهد الذي أملاه الرسول (ص) بنفسه—وإن لم يكتبه بيده فقد كان لا يكتب—ووجهه إلى كافة الناس، وهو المقصود بكتابته للخطاب أو العهد.
( بسم الله الرحمن الرحيم )
"هذا كتاب كتبه محمد بن عبد الله إلى كافة الناس أجمعين، بشيراً ونذيراً ومؤتمناً على وديعة الله فى خلقه، لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزاً حكيماً. كتبه لأهل ملته ولجميع من ينتحل دين النصرانية من مشارق الأرض ومغاربها قريبها وبعيدها فصيحها وعجميها معروفها ومجهولها، كتاباً جعله لهم عهداً، فمن نكث العهد الذى فيه وخالفه إلى غيره وتعدى ما أمره، كان لعهد الله ناكثاً ولميثاقه ناقضاً وبدينه مستهزئاً وللّعنة مستوجباً، سلطاناً كان أو غيره من المسلمين المؤمنين: لا يغير أسقف من أسقفيته ولا راهب من رهبانيته ولا حبيس من صومعته ولا سايح من سياحته، ولا يهدم بيت من بيوت كنائسهم وبيعهم، ولا يدخل شئ من بناء كنايسهم فى بناء مسجد ولا فى منازل المسلمين. فمن فعل شئ من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله. ولا يحمل على الرهبان والأساقفة ولا من يتعبد جزيةً ولا غرامة. وأنا أحفظ ذمتهم أين ما كانوا من بر أو بحر فى المشرق والمغرب والشمال والجنوب، وهم فى ذمتى وميثاقى وأمانى من كل مكروه. ولا يُجَادَلُوا إلاّ بالتى هى أحسن، ويُحْفَظ (ويُخْفَض) لهم جناح الرحمة، ويُكَفّ عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا. ويُعَاوَنُوا على مرَمَّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد."
ولكل من يختار العصبية والقبلية فوق تعاليم الرسول عليه الصلاة والسلام، اقرأ مرة أخرى: "ولا يُجَادَلُوا إلاّ بالتى هى أحسن، ويُحْفَظ (ويُخْفَض) لهم جناح الرحمة، ويُكَفّ عنهم أذى المكروه حيث ما كانوا وحيث ما حلوا. ويُعَاوَنُوا على مرَمَّة بيعهم وصوامعهم ويكون ذلك معونة لهم على دينهم وفعالهم بالعهد". ومِرَمَّة بكسر الميم الأولى أي متاع، أي كل ما يُنتفع به ويأتي عليه الفناء في الدنيا، أي يُعاون النصارى على متاع صوامعهم التي يتعبدون فيها فيكون ذلك معونة لهم على دينهم.
الرسول يقول في عهده "يُحْفَظ لهم جناح الرحمة"، ويقول "ويكون ذلك معونة لهم على دينهم"؛ اقرأ الكلمات إن كنت مسلماً وتفكر في معانيها جيداً حتى تعرف كيف أمرك الرسول عليه الصلاة والسلام أن تتعامل مع النصارى كلهم.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق