الاثنين، يونيو 11

فلول أو مقاطعة: حقارة أو انعدام مبادئ

ياسين رُكَّهلقد فهمت الآن فقط... أن كل من ينتخب شفيق هو شخص جدير بالاحتقار، خاصة بعد أن يخبره شخص ما بالسبب. هذا لأنه حتى وإن لم يؤيد الثورة وكان يرفضها من البداية، فعليه أن يتذكر أنه بدون ثورة، لم يكن ليستطيع أن يشارك في انتخابات رئاسة من الأصل، لأن النتيجة قبل الثورة كانت دائماً ٩٩% نعم، كلنا يعلم ذلك. فالشخص الذي كان يرفض الثورة ويؤيد مبارك...أقل ما يمكن أن يفعله اليوم كي لا يستحق بعض الاحتقار هو أن يقاطع الانتخابات، لأن التصويت ليس من حقه أبداً. أبداً! أنت لم تحرك ولو اصبعاً كي تحصل على هذا الحق، فكيف تستخدمه اليوم؟ بل كيف تصل بك البجاحة إلى استخدام الحق نكاية في الثورة التي أتت بالحق بفضل الله؟!

عند هذه النقطة، لا يعنيني الإخوان في شيء ولا يعنيني أي رأي في الثورة، سواء بالتأييد أو الرفض. النقطة التي تعنيني هي أن من أتى لنا بحق التصويت والانتخاب، بعد الله، هم من شاركوا بإخلاص في هذه الثورة. الأسباب التي استخدمها الله لإعطائنا حق الانتخاب، وهو الحق الذي لم نتمتع به ولو يوماً واحداً في تاريخ مصر كله، هي تضحيات ومجهودات الثورة. لا يهمني رأيك في الثورة، ولا يهم رأيي أنا في الثورة، في نهاية الأمر، الله استخدم هذه الثورة كي يعطينا القدرة على الانتخاب، حق الاختيار. فكيف نستخدم القدرة في خيانة رسالة الثورة التي أتت بها بفضل الله؟؟

أتدرون من ركب الثورة فعلاً؟ إنه الانتهازي الذي ذهب ليستغل مجهودات غيره وهو أبداً لم يؤيدهم، بل بالعكس سبّهم وخوّنهم بالتعميم، ذهب بانتهازية ليستغل تضحياتهم ومجهوداتهم، ثم بمنتهى الوقاحة زاد الطين بلة باختيار النظام السابق الذي سالت الدماء وزهقت الأرواح كي تتخلص منه!

انتهازي من ذهب ليستخدم حقاً لم يحرك اصبعاً كي ينتزعه من الدكتاتور، وأصبح الانتهازي وقحاً وحقيراً عندما استخدم الحق كي يأتي بالدكتاتور من جديد. وخائن من أيد الثورة سابقاً، ثم ذهب كي يصفع الثورة على وجهها فيعيد النظام السابق بصوته اليوم. يعني أيا كان موقف الشخص قبل الثورة، باختيار مرشح الفلول هو إما خائن أو انتهازي ووقح وحقير. في كل الأحوال، جدير بالاحتقار.

وفي رأيي، من أيد الثورة سابقاً ولكن يقاطع اليوم قد لا يكون خائناً، ولكنه بالتأكيد شخص عديم المبادئ وغير ثقة. ترك الثورة في منتصف الطريق ولم يقوى على الاختبار الأخير...أصعب اختبار. لا يستحق الاحتقار، ولكن يستحق انعدام الثقة فيه بعد اليوم.

ولا تلوموني أنا أو تغضبوا مني، فإني فقط اكتشفت هذه الفكرة وهذا المبدأ اليوم. فلوموا المنطق إن شئتم، وواجهوني بالحجة إن استطعتم، وأشك أن يكون عندكم أي منطق أو حجة في مواجهة ما ذكرته.

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: