سألت شبكة رصد الإخبارية الشباب عن مطالب وحلول وسيناريوهات المرحلة القادمة، بعد هذه الثورة في مصر، فكتبت:
- التركيز على إصلاح القوانين أو الدستور بما يتوافق مع العدل، وما يرضي الله فلا نتخذ قوانين تشجع السياحة مثلاً ولكن تدخل الفساد إلى بلدنا، وانتخابات نزيهة تمثل الشعب بالفعل وبجميع طوائفه وأحزابه ودياناته، على أن يكون التمثيل في مجالسي الشعب والشورى متوافقاً مع نسب الأغلبيات والأقليات في الشعب توافقاً عادلاً. فمثلاً، إن كان 90% من الشعب ينتمي إلى فريق س، و10% ينتمي إلى فريق ص، إذن فإن 90% من ممثلي مجلسي الشعب والشورى يجب أن ينتموا إلى فريق س، و10% من النواب يجب أن ينتمون إلى فريق ص.
- إلغاء قانون الطوارئ وفتح الباب لحرية التعبير والاعتراض في إطار حازم من احترام المقدسات وأشخاص الأفراد وعدم الكتابة أو الخطابة بطريقة تثير أي فتن طائفية، وتعليم وإرشاد الجماهير والمثقفين ورجال الدين أنفسهم على التركيز على الأفكار ونقد الأفكار وحدها وليس الأشخاص
- الاستعانة بفريق من الخبراء ورجال القانون في الخطوة الأولى وبالذات في الجزء الخاص بقوانين تضمن عدم استمرار أي رئيس لفترة رئاسة تزيد على فترتين لمدة ثمانية أعوام على الأكثر وبدون أي استثنائات من أي نوع
- وضع شروط لاستمرار رئاسة أي رئيس لفترته الكاملة، ومن أهمها أن يقدم مكتب كل رئيس تقرير دوري للشعب كل ثلاثة أشهر، في الجرائد والقنوات التليفزيونية وعلى الإنترنت، يوضح كل ما تم في المشروعات التي كان يَعِد الشعب بها وقت الانتخابات. فإن اتضح وجود فشل بعد ثالث تقرير في الشهر التاسع وبدون وجود ظروف قصوى أو جديدة كحرب أو ما شابه، فتتم إقالة هذا الرئيس وينتخب رئيس غيره يعطي وعوداً واقعية وحقيقية للشعب بناء على دراسة ووعي
- وضع قوانين أو شروط تضمن استقلالية أي رئيس منتخب من أي أحزاب سياسية أو دينية، وفي نفس الوقت تضمن عدل هذا الرئيس المستقل في التعامل مع كل الأحزاب الموجودة
- الاستعانة بفريق من الخبراء في مختلف المجالات من أجل تحديد قرارات مرحلة الإنقاذ من أجل الحفاظ على هذا الوطن من الانهيار الاقتصادي الذي تزيد سرعته بجنون في ظل هذه الثورة وفي المرحلة اللاحقة
- الاستعانة بفريق من السياسيين والإعلاميين للقيام بحملة إعلامية محلية وعالمية للإعلان عن أي قرارت في الفترة اللاحقة (مثل إلغاء تصدير الغاز الطبيعي لإسرائيل) بمنتهى الدبلوماسية، حتى لا تُفْهم أي قرارات على أنها إعلان حرب من قبل الرأي العام العالمي وحتى لا يستغل أعداؤنا هذه القرارات في اتهامنا بشيء أو تلويث سمعتنا؛ فمثلاً قد تأتي القرارات من باب الاحتياج المحلي الشديد. ويقوم نفس الفريق بطمئنة الرأي العام العالمي بأن الإخوان المسلمين لا يتحكمون في البلد، وأننا نضمن استقلالية رئيسنا ونمثل كل أحزاب وطبقات الشعب في البرلمان بطريقة عادلة، وهذا للرد على الإشاعات التي يرددها الإعلام العالمي عن مصر الآن وعن الإخوان المسلمين.
- التركيز على بعض الأساسيات في المرحلة المباشرة مثل:
- الاكتفاء الذاتي بإعادة إحياء الزراعة في بلادنا باستخدام كل الأساليب التكنولوجية الرخيصة نسبياً والموجودة بالفعل في تخضير الأراضي الصحراوية مثل Xeriscaping وإعادة تخصيب تربتنا الزراعية مثل Keyline design، مع التركيز على مزروعات محددة سريعة النمو والإنتاج (ولكن بدون استخدام أي مواد صناعية بالتأكيد) حتى يتم الانتفاع في أقرب وقت ممكن
- توفير السكن الآدمي لأكبر عدد ممكن من الشعب، وبأسعار رمزية جداً، إما مدعمة من الحكومة أو كثمن التكلفة بدون أرباح للحكومة بعد استيراد المواد من الصين مثلاً، تدفع بالتقسيط كل شهر وبدون فوائد، بحيث يمتلك المواطن الوحدة السكنية بعد عدد من السنوات مثل عشرين سنة. والمقصود وحدات سكنية رخيصة، ولو حتى مصنوعة من بلاستيك أو خشب صناعي أو ما شابه، فتكون أفضل من حياة الملايين في المقابر والعشش بل والشوارع، وقدرة هؤلاء المواطنين في الدفع تأتي من النقطة التالية
- توفير فرص عمل للمواطنين العاطلين في وظائف تتوافق مع كل أهداف الوطن الحالية، فمثلاً تتم الاستعانة ببعض العاطلين في المشاريع الزراعية المذكورة سابقاً، ويتم دفع رواتب لهم نتاج ما يتم بيعه محلياً من المنتجات الزراعية التي يزرعونها
- إصلاح تعليمي شامل، بالاستعانة بخبراء في مختلف المجالات مع رجال دين، بحيث تخلو مناهجنا من أفكار مشبوهة دسها الغرب فيها، ويتم تدريس المناهج الدينية والدنيوية في إطار يبث التسامح الديني في قلب كل مواطن، ويحثه على التركيز على الأشياء التي تجمعه مع غيره من أبناء الوطن، سواء المشترك في الأفكار الدينية أو غيرها. مع بث روح حب الوطن والاقتناع بأن فساد الأفراد يؤدي إلى فساد الوطن وضياعه من الجميع
- حملة إعلامية شاملة تقوم بجزء آخر من مهمة التعليم، فتعلم كل طبقات الشعب خارج المؤسسات الأكاديمية كل الأفكار والمعلومات التي يجب أن يعرفها أي شعب متحضر، مثل أساليب النقاش والتركيز على نقد الأفكار لا الأشخاص، والتسامح الديني والطائفي، وحب الوطن والحفاظ عليه، واحتياجات الوطن الحالية سواء في زراعات أو صناعات، وتحسين صورة هذه المجالات حتى لا تتركز أحلام المواطن والأهالي في مجالي الطب والهندسة ويعتبر أي شيء آخر فشل، وإعادة إظهار علمائنا ودعاتنا المعتدلين إلى ساحة الإعلام، والاستعانة بهم في القيام بحملة إصلاح اجتماعي شاملة
- إعلام المواطنين أنه ليس من حق أي شرطي أو ضابط أمن مركزي التعامل بعنف أبداً مع أي مواطن، وأنه من حق المواطن الدفاع عن نفسه علناً في مواقف مثل هذا ومن حق المواطنين المحيطين أن يأخذوا أو يسجلوا الأدلة التي تثبت من بدأ بالتعدي، حتى تتم محاكمة كل معتدي بمنتهى العدل والحزم. والقيام بحملة إعلامية داخل أكاديميات وأقسام الشرطة نفسها، كي تعلم أفراد الأمن والشرطة في بلادنا ما لهم وما عليهم، وتردعهم بحزم ضد أي أساليب عنف مع أفراد الشعب. وتكون الرسالة هي أن الشرطي من حقه فقط الدفاع عن نفسه، واستخدام التكتيف أو ما شابه لتقييد الخارجين عن القانون، ولكن الضرب بأي شكل من الأشكال ضد القانون وتتم العقوبة عليه بحزم.
- الاستعانة بفريق من الخبراء العالميين والمحليين في إيجاد حلول لازدحام المواصلات في العاصمة والمدن الكبيرة، والذي يؤدي إلى خسائر بالملايين يومياً وتعطيل للكثير من الأعمال، على ألا يركز الفريق فقط على حلول تدر بالربح على شركات محددة مثل كباري وما شابه، بل يتضمن حلول مثل تغيير تصميم الطرق أو الأرصفة لإعطاء الفرصة مثلاً لراكبي الدراجات على الحركة بسلام، وهو ما تفعله دول متقدمة كثيرة للحد من التلوث وزحمة المواصلات.
- تمرير كل القرارات السابقة على البرلمان بحيث يتم تمحيصها للتأكد من خلوها من أي فساد أو محسوبية أو منفعة خاصة لشركة على حساب مصلحة الشعب.
- التعامل مع الشعب بمنتهى الشفافية، ومشاركة الشعب في كل الخطط العامة والقرارات عن طريق موقع أو مواقع إنترنت. بحيث يكون الشعب على دراية بما يجري من مشاريع وما تتخذه الحكومة والبرلمان من قرارات أو حتى ما يعملون على دراسته. وحبذا لو تم إضافة وسيلة تكنولوجية تضمن الديمقراطية الحقيقية للشعب، فمثلاً يسجل كل مواطن تفاصيله ورقم بطاقته على موقع حكومي، تأخذ عليه الحكومة آراء المواطنين في المشاريع والقرارات التي تُدرس، ويرسل المواطن موافقته أو رفضه، وتكون العملية آمنة من الغش أو الخرق بأن يتم مثلاً طلب إرسال رسالة من موبايل كل مواطن تؤكد التصويت الذي قام به على الموقع.
- إعطاء المجال للشعب والشباب بالقيام بالإدلاء بمثل هذه الآراء بصورة دورية، على موقع حكومي مثلاً أو بأي طريقة أخرى
- أخيراً، تهدئة نفوس الشعب، والتعامل مع الموقف على أن الشعب يريد انتخابات نزيهة تماماً لكل منصب، بدءً من منصب الرئاسة ومروراً بنواب البرلمان. وبناءً عليه، إعطاء الفرصة للرئيس حسني مبارك بأن يستقيل بشكل حضاري ويفسح المجال لانتخابات جديدة. وهذا حتى يظهر الشعب نفسه بشكل متحضر للعالم، وتتم عملية تسليم السلطة بسلام، وحقناً للدماء. وحتى إن ماطل الرئيس بعض الشيء، فإن التركيز على هذا الحل ولو ليومين قد يحسن صورة الشعب جداً ويجعل الجميع يتعاطف معهم إن اضطر الأمر إلى تحريك المظاهرات إلى داخل القصر الجمهوري، نسأل الله السلامة على مصر والمصريين. ومع هذا، فيجب الانتهاء من هذه الثورة في أسرع وقت لأن المماطلة ليست غباءً سياسياً، بل هي تدمر اقتصاد بلدنا سرعة جنونية، فيجب اتخاذ قرارات حازمة في أقرب وقت.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق