تعليقاً على اختلاف الآراء حول السخرية من شكل المخلوق الذي يزعم البعض أنه ضرب أحمد المغير، وهو نفس المخلوق الذي يسب الشخصيات العامة أمام شاشات التليفزيون بأقذر الألفاظ، كتبت: هل كل قبيح نراه نقول عليه خلقة الله؟ قد يكون هذا أحياناً إهانة لله نفسه، والعياذ بالله. لأن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل يخلق الله قبيحاً من البشر؟ قد يظن الكثير من الناس أن الإجابة نعم، ولكني أدعوكم إلى إعادة النظر والقراءة بدقة متناهية. هل يخلق الله...يعني بداية المخلوق. يعني الرضيع نفسه. هل هناك رضيع قبيح؟ حتى وإن كان هناك تشوهات خلقية وما شابه، فلا يمكن أن نجزم أنها أتت لأن الله خلقها هكذا؛ مشيئة الله أدت إلى التشوهات، نعم، ولكن المشيئة جاءت بأسبابها، وهذه الأسباب قد يكون لها علاقة بعدد لا حصر له من الأمور التي تسبب فيها الإنسان، مثل تغذية الأم وتلوث البيئة والإشعاعات وإلى آخره.
يعني باختصار، لا أعتقد أن الله يخلق قبيحاً بين البشر؛ وإنما أخطاء البشر هي التي تؤدي إلى القبح. وأنا متأكد أن الله خلق هذه المرأة كرضيعة جميلة، ولكن القبح في داخلها وفي أخلاقها ودناءة روحها طغت على الجسد، فجعلت الجسد قبيحاً. هذا زيادة على اختياراتها الشخصية في كيفية استخدام جسدها (أو عدم استخدامه على الإطلاق!) وكم الأكل ونوع الأكل وإلى آخره. يعني يا إخوة إن الإنسان هو الذي يصنع القبح، وليس الله سبحانه وتعالى—تنزه عن ذلك؛ والإنسان أيضاً هو الذي يرى القبح قبحاً...أو لا يراه كذلك.
وكلمة أخيرة: بلاش كل إنسان كسلان أو فاشل أو شايف نفسه قبيح وشكله وحش، يقول هُوَّ ربنا خلقني كده. لا يا عزيزي، الله خلقك رضيع في منتهى الجمال؛ وإنما اختياراتك أنت في الحياة، أكلك أنت الغير صحي، إسرافك أنت، تدخينك أنت، إدمانك أنت، كسلك أنت، عدم استخدامك للبدن كما أراد الله للجسم أن يُستخدم؛ أنت أنت أنت. أنت من جعلت نفسك قبيحاً، في عينِك...وعين غيرك.
كلنا مسؤول عن نفسه، ولا تزر وازرة وزر أخرى، وما ربك بظلّام للعبيد.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق