هل تعرف شخصاً—أو أكثر—كثيراً ما يفعل ذنوباً تُوجب الغُسْل أو الطهارة؟ هل يبدو الأمر أحياناً وكأنه إدمان؟ هل كاد هذا الشخص أن يفقد الأمل في توبته ونفسه؟
ابتسم فقُل له أن يُبْشر، ثم اقرأ عليه قول الله تعالى: {إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ}—البقرة: ٢٢٢.
التائب هو من يتوب، أما التوَّاب فهو الكثير التوبة. والمتطهر معروف؛ هو من يُطهِّر نفسه بالوضوء أو الاستحمام بنية الطهارة. قد يكون هناك حكمة من ذكر الله للتوّابين والمتطهرين مع بعضهم هكذا؛ قد يكون من ضمن المقصود هو التوّاب المتطهر، الكثير التوبة الذي يتطهر من ذنبه ومما فعله به ذنبه. الرسول (ص) قال في العبادة: ’لا يسأمُ اللهُ حتى تَسْأَموا‘، وأحاديث أخرى جميلة عن التوبة تمكننا من إسقاط هذا المعنى على التوبة. والله يقول بنفسه أنه يحب العبد المتطهر كثير التوبة.
تخيل إن أحبَّك الله! فما الذي يحتاجه أي إنسان بعد أن يحبه الله؟!
كل ما علينا هو أن نتْبع الذنوب الكثيرة بالتوبة—بعد كل ذنب؛ والتوبة من شروطها اتخاذ النية بألا نقوم بهذا الذنب مرة أخرى. ونعم، قد نفشل؛ فشلنا مراراً وتكراراً في الماضي حتى أننا شعرنا أنه لا أمل فينا! فشلنا وفشلنا...حتى بدا لنا وكأن توبتنا غير صالحة، وكأننا لا نعني هذه النية، وكأننا نخادع الله سبحانه وتعالى! دعك من المستقبل، اترك المستقبل لله؛ حتى وإن كانت فرصة نجاحك في التوبة النصوحة ضعيفة جداً، فركّز على الحاضر، ركز على هذه اللحظة. هل تريد أن تكون طائعاً لله الآن؟ هل تريد أن يحبك الله الآن؟ إذاً فتُب الآن، وتطهر. افعلها مراراً وتكراراً، افعلها كل مرة، كن توّاباً متطهراً...وأبشر بحُبِّ الله.
—ياسين رُكَّه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق