الأربعاء، يوليو 17

الليبرالية في ثوب الإسلام بعد الانقلاب العسكري

الموضة هذه الأيام، من بعض مدّعي الثقافة والوسطية، من عينة من يعشقون ’فن وفِكْر‘ طرطور مثل باسم يوسف، يقولون لك—ما معناه—أنهم بالرغم من كرههم الأعمى للإخوان والتيار الإسلامي المنافق كله، وبالرغم من إيمانهم العميق بالفشل الذريع لمُرسي وحكومته بما فيها باسم عودة مثلاً، إلا أنهم في نفس الوقت لا يرضون بالعنصرية أو التعذيب أو الظلم أو الاعتقالات العشوائية أو الحكم العسكري. ولاحظ أنهم يقولون هذا، ولكن لا يؤيدون معتصمي رابعة ولو بكلمة واحدة ولن يقفوا معهم أبداً.

هذه العينات من الناس ليسوا مسلمين—إن كانوا—سوى بالعقيدة (يعني بالاعتقاد) وفقط؛ والله الذي لا إله إلا هو إنهم ليبراليون، كما يقول الكتاب، ليبراليون وأمخاخهم منغمسة انغماس تام في الليبرالية وأفواههم تقطر ليبرالية، وإن ارتدوا الحجاب وكانت أسمائهم أحمد ومحمد وتشدقوا بآيات من القرآن. ووالله الذي لا إله إلا هو الليبرالية ما هي إلا ثوب جديد لنفس روح العالمانية التي انكشف أمرها وحذر منها الغزالي والشيخ الشعراوي نفسه رحمهما الله. الشيخ الشعراوي قالها في الفيديو: لا يمكن أبداً أن يكون المسلم عالمانياً. وبناء عليه فلا يمكن أن يكون المسلم ليبرالياً.

العالمانية أو الليبرالية تريد أن تفعل بالإسلام ما تم بالفعل في المسيحية...ممارسات روحانية لا تخرج من ركن مظلم للعبادة في محراب في المنزل أو الكنيسة أو المعبد أو المسجد (ولاحظ أن بعد قرون من تآكل الهوية المسيحية خاصة في الغرب خلت الكنائس من العبادة حتى في يوم الأحد!)—أي مبدأ أن لا دين في السياسة، واعتقادات ثيولوجية أو دينية لا تخرج من العقل إلى اللسان في أي مكان عام—مبدأ أن الدين شيء بين الإنسان وإلهه فقط. هذا هو ما يريد مروجوا هذا الفِكر، من أمثال باسم يوسف، أن يفعلوه في الإسلام. وهذا هو الفِكر الذي يردده غنم وعبيد النخبة...ليبراليون في ثياب مسلمين.

تذكر: إن نطقوا الشهادتين، فدمائهم حرام علينا، ونعاملهم بالظاهر وهو إسلامهم، ولكن لا تثق بآرائهم ولا تعاملهم معاملة المسلم الكامل، لأن من عمل أو تكلم لإضعاف شوكة الإسلام كنظام حاكم، سواء عن عمد أو عن جهل، فهو يعمل على هدم الإسلام نفسه، لأن الإسلام لا يتجزأ أبداً. احذر المحجبات وذوي الأسماء المسلمة فيهم أكثر مما تحذر من الليبرالي الواضح الزندقة، لأن الليبرالي في ثياب الإسلام يشجع المسلم الجاهل وغير المسلم على الظن بأن هذا هو الإسلام ’الوسطي‘، والإسلام منهم ومن الليبرالية بريء. هؤلاء أخطر على الإسلام من العدو الواضح لأنهم يدمرون الإسلام ببطء، ويدمرونه من الداخل؛ وهم أهل بدعة. هداهم الله...أو أضلهم الله أكثر حتى يظهر عدم إسلامهم.

تذكر: كما أن الإسلام من المنظور الفرديّ هو الشهادتين والاستسلام لله ولأوامر الله كلها، فالإسلام من المنظور المجتمعيّ أولاً وأخيراً قانون...دستور، ترسيخ لأوامر الله هذه، قواعد حُكم. {وَمَن لَّمْ يَحْكُم بِمَا أَنزَلَ اللَّـهُ فَأُولَـٰئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ}—المائدة: ٤٤.

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: