الجمعة، ديسمبر 3

رسالة من مسكين غامض

قام أحد الأشخاص الحاقدين الشريرين *ابتسامة بالكاد تخفي الضحك* بكتابة هذا التعليق (في المدونة الإنجليزية للأسف) على مقالتي (هنا) بعنوان "عمرو خالد والبرجوازية الفضائية":

"لمزيد اطلاع على حال عمرو خالد الرجاء قراءة هذا الكتاب"

ثم أتبعه برابط إلى كتاب ما. وواضح أن هذا الشخص والكتاب الذي يلوح به في وجهي يشيران إلى أخطاء عمرو خالد أو عيوبه أو إلى أسباب قد تجعله شخصاً لا يجب الاستماع إليه. وعلى العموم الرابط لم يعمل، الموقع واقع بحمد لله. ولكن—إن شاء الله—سوف أحاول أن أجد الكتاب أو المقالة وأقرأها، ولكن رسالتي إلى هذا الشخص هي أني لا أحتاج إلى أي مقالات لإظهار أي شيء. إن أعز أصدقائي يعرف عمرو خالد وجهاً لوجه، وأنا نفسي—إن شاء الله—سأقابله قريباً. وهو رجل لا نذكر له إلا كل خير.

كل يؤخذ منه ويرد، إلا المعصوم صلى الله عليه وسلم. وأنا أعي جيداً اختلافات العلماء أنفسهم، بل وكلام بعضهم على بعض في مواقف نادرة، وغيبة تلاميذ الشيخ فلان عن الشيخ فلاني. كل هذا القصص عشتها بنفسي، وسمعتها، وقد تحدثت إلى الكثير من السلفيين والإخوان والتبليغيين. فمثلاً، أعي ما يقوله السلفيون على سيد قطب مثلاً، وأعي ما يقوله بعض الحاقدين على محدث العصر وإمام السلفيين في فترة ما، الألباني. فقد يظن هذا الشخص أنه يضيف لي الجديد، أو أنه يعرف أشياء كبيرة لا أعرفها، ولكنه مسكين من المساكين المضلَلة المضللِة، وأعداؤنا يستخدمونه ويستخدمون أمثاله في إضعاف شوكة هذه الأمة أكثر وأكثر. ويا فرحة أعدائنا بأمثال هذا الشخص الغامض!

أنا أحب سيد قطب، وأحب حسن البنا، وأحب عبد الحميد كشك، وأحب الألباني، وأحب عمرو خالد، وأحب وجدي غنيم، وأحب الشعراوي، وأحب عمر عبد الكافي، وأحب محمد حسان، وأحب محمد بن عبد الوهاب بن سليمان، وأحب ابن باز، وغيرهم الكثير والكثير؛ رحم الله كل من مات فيمن ذكرت وأطال عمر الحي منهم. كلهم مسلمون، بعضهم دعاة، بعضهم علماء، بعضهم مفكرون، بعضهم مصلحون، بعضهم خطباء، كلهم مسلمون، قريبون إلى قلبي، يدعون إلى الخير ومكارم الأخلاق والتدين واتباع الهدى وسنة المصطفى والترابط والتماسك والتآخي والسلام. كلهم أفرع وأوراق شجر في شجرة الإسلام الكبيرة، يستمدون نور الإسلام، ثم يغذون به الأمة الإسلامية كلها، على اختلاف طرقهم وبلادهم والوسائط التي يوصلون بها رسالاتهم. كلهم في قلبي، أدافع عنهم، ولا أذكر لهم إلا كل خير، وأعترف بأخطائهم فآخذ الحق والخير الكثير مما قالوا وأرد الخطأ القليل فأرفضه، فلا أقدس أي منهم، وأكرر لنفسي وللكل: كل يؤخذ منه ويرد، إلا المعصوم، وكل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابين.

ملحوظة إلى الشخص الغامض: سامحني يا أخي على السخرية، ولكنك تساعد على تلويث سمعة هذا الرجل الطيب، عمرو خالد، وتستحق أكثر من هذا. هداك الله.