الخميس، ديسمبر 2

حزن وأداة حادة

حزن وأداة حادة قد تكون كلمة، عبارة، حدث، فعل، أو...لا فعل. اختلفت صورها، ولكنها أداة حادة. قد لا تريق دماً في لحظتها، ولكنها تريق دموعاً، ثم تسهل الطريق للآخرين كي يريقوا الدماء.

إنها أداة حادة...تقطر حزناً، تميت كمداً، ثم تموت الضحية مرة أخرى...غدراً. إنها الغيبة والنميمة. إنها تلويث سمعة داعي إلى الله. إنها الاستهزاء بمتدين. إنها سماع الموسيقى وجيراننا يسمعون طلقات المدافع والقنابل وبكاء الأطفال. إنها افتراء بتهم الهياج والعهر من أب على ابنته المسكينة التي تتوق للزواج. إنها الضحك بقلب لا يميته الضحك لأن القلب بالفعل مات. إنها التغني بالشعر وامرأة في عمر أمي تتغنى بدموع وآهات الحزن على وليدها الذي غرق...أو غرقت جثته في دمائه بعد أن مات. إنها المزاح والملاهي واللا مبالاة الكاتمة لصوت—بل صراخ—الآهات. إنها قسوة قلب وعمى آباء عن حاجة أولادهم وبناتهم للزواج. إنها فرحة الشيطان بشاب زنى وفتاة أدمنت الاستمناء. إنها القسوة، الأنانية، حمية الجاهلية، التعصب، الكبر، كثرة الفَرِيَّة، الجهل، اللا مبالاة. إنها قراءتك لهذه الكلمات، بدون أن تقشعر أو تذرف دمعة.

إنها...أداة حادة، أسمعها تنزلق في قلبي وهي تنزلق بسلاسة في ظهر الضحايا، لا أدري كيف.

ليست هناك تعليقات: