مقاومة الهجوم على العرب والمسلمين
عن طريق المدونات الإلكترونية على الشبكة
قرأت منذ قليل في مدونة لأخ عربي كلاماً جيداً ومعلومات مهمة عن طفرة المدونات في العالم، أو ال blogs، وكيف أنها تستغل الآن من قبل الغرب في التحريض ضد العرب والمسلمين، وكيف أننا—نحن العرب والمسلمون—يجب أن نكثر من مدوناتنا كي نرد على كل هذا ونقاومه. وسأل الأخ في النهاية إذا كان عند أي من القراء اقتراحات من أجل زيادة المدونات العربية. وكل هذا الكلام جيد جداً، ولكن للأسف، كان عندي تحفظات. وهذا هو تعليقي على ما قاله الأخ:
نعم، عندي اقتراحات، وليس اقتراحاً واحداً.
تستطيع أن تبدأ بنفسك، فبدلاً من عرض صور شبه عارية كي تعلق عليها، يمكن أن تقع عليها عين فتاة مسلمة تتصفح بحسن نية، أو يتصفحها رجل مسلم متزوج فتمر زوجته عليه وتراه يقرأ تدوينك، ولا تلاحظ أي شيء بالتأكيد سوى الصورة الشبه عارية، أو يراها أخ مسلم فتهيج الصورة فيه الغرائز، بدلاً من هذه الاحتمالات والآلاف غيرها من التأثيرات السلبية، علق بدون وضع مثل تلك الصور. بهذا تنفع الناس وتمنع عن نفسك الإثم وعن الناس أمثلة الأذى التي ذكرتها.
تستطيع أن تترك الناس التي تدافع عن الحق وتدافع عن الدعاة إلى الله—في حالهم. أي تتركهم يدافعون عن العلماء والدعاة، على الأقل عمرو خالد مثلاً لم يقم بعملية إرهابية من قبل، فلماذا تعين شخصاً يبهته أو يلوث سمعته، ولماذا تنتقد شخصاً يدافع عنه وعن رسالته؟ أنت بهذا للأسف تساعد نفس الناس التي تريد إيذاء العرب والمسلمين، لأنك تؤذي هذه الأمة كلها بمعاداتك لمن يجتهدون من أجل الإصلاح، مثل عمرو خالد، ومعاداتك لمن يدافعون عنه.
تستطيع أن تنظف مدونتك العربية من أي صور خادشة للحياء ومن أي تدوينات أو تعليقات في تدوينات—فيها سخرية من متدينين أو دعاة أو شيوخ. وتستبدل هذا بالنقد البناء، الذي يقدم الحلول. ووقتها أنا سأكون من أول من يضيف عنوان مدونتك إلى مدونتي، وأدعو الناس إلى الاهتمام بالقضية التي طرحتها.
هناك الكثير الذي تستطيع أن تفعله، وأرجو ألا يقف المزيج بين ثقافتك في غير الدين وقلة العلم في الدين، حائلاً دون أن تفهم ما أقول، ومشجعاً على الفهم الخاطئ. فتجعلك تشعر بالكبر مثلاً، وفي نفس الوقت ترسم صورة لكلامي على أنه يأتي من شخص "متشدد".
كي أكون صريحاً، لقد زرت كثيراً من المدونات العربية، ولم أرى سوى موقع الأخ عبد الله، سردال، الذي يستحق الاهتمام والمتابعة والدعوة إلى زيارته. أما فيما عدا هذا، فمعظمها مدونات لناس لا هم لهم سوى السخرية والاستهزاء والتحقير من شأن الآخرين، مع فكر عَلَماني غير ديني، مع اهتمام بالشعر على حساب القرآن والحديث مثلاً، والاهتمام بالشعر ليس عيباً، ولكن لأن يكون الكون كله يدور حول الشعر والشعراء عند مسلم أو عربي اليوم، وإخوانه يموتون في كل مكان، فهذا هو العيب.
فحتى يتغير كل هذا، حقيقة لن أكون متحمساً من أجل زيادة المدونات العربية. الشبكة العربية تمتلئ بالتافه وبالأشياء التي تقع في قاع أولويات الأمة بالفعل، ونحن لا نحتاج المزيد من هذا، بل نحتاج المزيد من النافع والمنتج.
فأرني النافع والمنتج، أرني القراءات التي تضيف لي شيئاً جديداً من العلم النافع أو الإيمان أو الدفعة الإيمانية أو التفاؤل أو الإصلاح أو النقد البناء أو الاقتراحات للخروج من أزمة الأمة الإسلامية والعربية. أرني أي من هذا، وأنا سأكون أول من يعمل على نشره.
وفي النهاية، أحب أن أذكر أني للأسف وجدت عدد المدونات الإنجليزية، التي تكتب من قبل مسلمين باللغة الإنجليزية، أفضل بكثير من المدونات العربية التي تكتب من قبل مسلمين باللغة العربية. وهذا شيء مؤسف حقاً. يذكرني بالرغبة في البكاء على حال العرب، وما يسببه حالهم المزري من تأخر حالة الإسلام نفسه والأمة الإسلامية كلها. تذكرت لماذا تركت أنا مصر، وتذكرت لماذا تركها عمرو خالد، ولماذا تركها الشيخ وجدي غنيم و...و، ياااه، تذكرت لماذا هذه الأمة تلفظ خيرة رجالها (ولا أضع نفسي مع عمرو خالد ووجدي غنيم وبقية الدعاة بل والعلماء المطرودين تحت هذا المسمى) إلى الخارج، وتطردهم طرداً، أو تجعلهم "يطفشون" طفشاً!
وبعد هذا كله، يأتي هذا الأخ ويتساءل لماذا لا يوجد مدونات عربية كافية، وقبلها يلومني وينتقدني لأني انتقدت مصرياً على إهانته لعمرو خالد وتلويثه لسمعته بوصفه بالبرجوازي، بل "وأمثاله من شيوخ البرجوازية الفضائية"، ثم في النهاية،يلمح الأخ "بمرارة" أني جاهل ومتشدد. أيا أمة...ويا لمرارتي!
هناك تعليقان (2):
معظم المدونات العربيه بعيده كل البعد عن الاسلام زى ما قلت كل همهم صار الاغانى والصور ... تغيب فكرى ودينى كبير
لى صفحة فى احدى المواقع اكتب فيها باللغة الانجليزيه احيانا وكتير من رواد هذا الموقع عرب والله انى القى منهم نقد اكثر من الاجانب ... حسافه علينا
مدونة حلوة جدا والكلام تمام جدا جدا
اتمنى لكم النجاح
إرسال تعليق