الأحد، سبتمبر 29

ردي على معارض للإخوان معتدل بعض الشيء

انت بتزعم إنك مش بتتفرج على أي إعلام، كويس؟ طيّب، جبت منين كل الأسطاير والأكاذيب اللي بتكتبها دي؟ سواء أساطير اغتيالات الإخوان وحريق القاهرة أو فشل مرسي الكامل ده؟ جبت الكلام ده منين؟ اخترعته انت من عندك، أم فيه مصدر إعلامي، سواء شاشة تليفزيون أو شاشة كمبيوتر جبت منها الأساطير دي؟

زي ما انت شايف، انت كلامك نفسه متناقض. وأغلبيته العظمى لا يستحق الرد أصلاً، لأن الرد يكون على كلام يمكن دحضه بالأدلة أو بالمنطق؛ لكن لما ييجي واحد ويقولك الحزب السياسي كذا بيقوم باغتيالات وحرق البلد وفاشل في كل شيء، فهذا هراء لا يستحق أي وقت أو كلام فيه.

وكونك مؤمن إن السيسي عمل إنجاز لما مشَّى مرسي والأمور دلوقتي أحسن، بدل ما كانت من سيء إلى أسوأ، برضو يناقض أول جملة كتبتها: ’بص يا ياسين انا الحمدلله اولا مش بتفرج على اى اعلام ولا منحاز لطرف ضد طرف‘. زي ما انت شايف، انت يا إما كذاب، يا إما عقلك ضاع وبقيت مش دريان بكلامك المتناقض. وغير كده، يعني إيه قائد جيش ’يِمَشِّي‘ رئيس دولة بالعافية؟! هِيّ السلطة دي سبهللة كده، مفيش قواعد ودستور وقوانين، سواء قواعد ديمقراطية أو قوانين إسلامية؟! منين بتحاول تكون عقلاني ومحايد في الأمور الغير واضحة أو ثابته، ومنين فشلت في الاعتراف بأبسط قواعد الديمقراطية، دعك من الإسلام والشرعية!

ودليل آخر على إنك فقدت العقل هو إنك بتساوي بين جرائم حرب وبين الشتيمة! قمة السفه عندما يكون هذا رأي أو فكر شخص ما. أنا في الفيديو بأقول هل عشان خصمنا بيقوم بجرائم حرب، يبقى إحنا نتجرد من الإنسانية نفسها تماما كده؟ مال ده بالشتيمة؟ هل الشتيمة، أو بمعنى أدق، الرد على الشتيمة، يعتبر تجرد من الإنسانية؟ انت مسكين، من ملايين الناس في العالم النهارده اللي مش عارفين يربطوا ما بين الأمور والأفكار. أنا في الفيديو بتاعي مش بأتكلم أصلاً عن الإسلام أو الدين بقدر ما أنا بأتكلم عن أبسط معاني الإنسانية. فكوني بأشتم اللي بيشتمني هذا لا يناقض ما ذكرته عن أنه حتى وإن كان خصمنا أو عدونا متجرداً من الإنسانية، فهذا ليس معناه أن نقلده أو نفعل مثله. تيجي انت تاخد المبدأ ده وتطبقه على شيء زي الشتيمة والرد على الشتيمة؟ هذه مغالطة عميقة، وتكاد تكون سفهاً وسوء فهم يرثى له لرسالتي في الفيديو.

وحلوه قوي ما تصدقش غير اللي بتشوفه بعينك. كتبت انت: ’انا واخد قرار من الاول انا لا هصدق اى فيدييو ولا اى صوره سواء لمؤيدى مرسى او مؤيدى السيسى لان كله بيتلعب فيه وكله ممكن يبقى صدق وممكن يبقى كدب فانا بتقى شر الفتنه واختار انى ماصدقش غير اللى اشوفه بعينى‘. ده على أساس إنك شوفت الأساطير اللي اتكلمت عليها في بداية تعليقاتك بعينك! على أساس إنك شوفت فشل مرسي، كرئيس دولة، وانت قاعد عندكم في الشارع بتاعكم...بعينك! تناقض آخر. يا ترى هل انت حتراجع نفسك عشان تثبت إنك فعلا عقلاني ومحايد خالص كده، أم حتقعد عندك تبرر وتبحث عن طريقة تدافع بيها عن نفسك وتحسن صورتك؟ اللي أعرفه إن الاعتراف بالحق فضيلة؛ وإن الإنسان المحترم لما تُقام عليه الحُجّة، بيراجع نفسه. لكن المغسول مخيّا بقه...هُوَّ اللي يكابر ويبرر بطرق غير منطقية ليساند المنطق الفاسد أو التناقض الذي صدر منه بالفعل من قبل.

ونشكرك على عدم النزول يوم ٣٠ يونيو وعدم التفويض. ده عامة حاجة في صالحك وسجلك تفتخر بيها على الأقل.

والدكتور محمد مرسي غلط في أمور، وهُوَّ أصلاً اعترف بذلك في خطابه الأخير لما كان لسه في منصبه. ممكن تسمع الخطاب كله كامل، سواء في نصف الوقت أو في الوقت الأصلي بتاعه، من على قناتي على يوتيوب. وتشوف بنفسك إن الراجل اعترف بالأخطاء، وحدد بعضها. لكن كل هذا لا يعني أن يُعزل بالقوة من منصبه؛ من جاء بالصندوق، لا يرحل إلا بالصندوق.

وإحنا لما أيدنا مرسي مكانش لينا حق؟ كان المفروض نسيبها لأحمد شفيق مثلاً؟ انت مش شوفت بنفسك عملوا إيه في المرشحين الإسلاميين؟

أنا لا يضايقني طول الكلام، طالما هناك فائدة فيما يقال. لكن ما يضايق هو التناقض والمنطق الفاسد والكِبر والانتصار للنفس بدلاً من الانتصار للحق، واتخاذ القرارت والآراء بناءا على عواطف (مثل عاطفة ’اصله مستفز قوي‘) بدلاً من أن يكون بناءاً على مبادئ وأفكار وحقائق موثقة.

أما عن الشتيمة وخلق الرسول، فلا أنا ولا أنت رسول، ولن نكون ولو واحد على مائة من الرسول عليه الصلاة والسلام. فكل ما نأمل فيه هو أن نقلد ما نستطيع من خلقه عليه الصلاة والسلام. بعد ذلك، ما أفعله أنا ليس محسوباً لا على الإخوان—لأني لست في الجماعة، ولا على الإسلام أو التيار الإسلامي، لأني لا أمثل لا الإسلام ولا التيار الإسلامي. كل ما أمثله هو نفسي وشخصيتي؛ وأنا شخص لا أسكت على الشتيمة، إلا إذا كانت فحشاً في القول، فوقتها أسكت وأقوم بحظر الفاحش الذي كتب الكلام؛ أما فيما عدى هذا، فأنا أرد على الشاتمين وأشتمهم وأسخر منهم وأحقر من شأنهم. وفي النهاية، لي شرف أني لا أبدأ، والبادئ هو الأظلم.

أما عن مخاطبة الناس بالتي هي أحسن، فهذا لا أعطيه لكل الناس، بل أختار من أعامله بالحسنى. أنت مثلاً لست متفاحشاً في القول، ولم يصدر منك هجوم، ولهذا فلم أسخر منك ولم أسبّك، ولكن وصفت بعض ما قلته بأنه سفه وأساطير؛ واستخدمت الكثير من التناقضات في كلامك في إثابت أنك قد تكون فقدت العقل. هذا كل ما في الأمر؛ بعد ذلك، فلم أسخر منك أو أسبك. وهذا تعاملي مع شخص مثلك، وهو تعامل مختلف تماماً مع أي حقير من مؤيدي السيسي ممن يأتون هنا فيسبون بأقذر الألفاظ؛ وهو أيضاً مختلف عن المعاملة الحسنة المتأدبة التي أتعامل بها مع الناس العقلاء والمحترمين الذين يستحقون مني الاحترام والمعاملة الحسنة. يعني باختصار، أنا لا أوزع الحسنى على كل الناس مجاناً، وإنما أختار من أعطيهم هذه المعاملة؛ وهذا لا يعيبني في شيء، وأنا لن أكون ولو ذرة في بحر رسولنا (ص) الذي بعث رحمة للعالمين.

وصح، في ناس كثير بيبقم فاكرين إنهم على حق، وفي الآخر بيكتشفوا إنهم كانوا غلط؛ وده حصل لي أنا شخصياً نتيجة للنسيان أو السهو. ولكن لا يُعقل أبداً إن الملايين اللي رافعين شعار رابعة، ومنهم كثير علماء ومشايخ وخطباء وحفظة قرآن وحديث وعلماء علوم كونية وأكاديميين وأطباء ومهندسين وقانونيين واقتصاديين، و...و...لا يعقل أبداً إن كووووول دُول غلط، والناس اللي بتيجي عندي تكتب كلام لا يمت بصلة للعقل أو المنطق يكونوا صح. لا يمكن أبداً يعني. أنا لم أصل إلى قناعتي اليوم في يوم وليلة، وإنما الموضوع أخذ مني متابعة وقراءة وتفكر وتحليل خلال السنتين الأخيرتين بعد الثورة؛ وأخذ مني رصد ومتابعة للفريق الذي يؤيد السيسي والانقلاب، وللفريق الآخر. أنا لا يوجد عندي أدنى شك اليوم من مئات الشواهد والأدلة الدامغة أنهم على باطل وأننا على حق. الحلال بيّن والحرام بيّن؛ والحق واضح أبلج لمن فقه وعقل!

—ياسين ركه

ليست هناك تعليقات: