قال شقيق بن إبراهيم: مر إبراهيم بن أدهم في أسواق البصرة فاجتمع الناس إليه فقالوا له: يا أبا إسحاق، إن الله تعالى يقول في كتابه:
"ادعوني أستجب لكم" – غافر 60، ونحن ندعوه منذ دهر فلا يستجيب لنا. فقال إبراهيم بن أدهم:
يا أهل البصرة ماتت قلوبكم في عشرة أشياء.
أولاها: عرفتم الله ولم تؤدوا حقه.
والثاني: قرأتم كتاب الله ولم تعملوا به.
والثالث: ادعيتم حب رسول الله صلى الله عليه وسلم وتركتم سنته.
والرابع: ادعيتم عداوة الشيطان ووافقتموه.
والخامس: قلتم نحب الجنة ولم تعملوا لها.
والسادس: قلتم نخاف النار ورهنتم أنفسكم لها.
والسابع: قلتم إن الموت حق ولم تستعدوا له.
والثامن: اشتغلتم بعيوب إخوانكم ونبذتم عيوبكم.
والتاسع: أكلتم نعمة ربكم ولم تشكروها.
والعاشر: دفنتم موتاكم ولم تعتبروا بهم.
كتاب حلية الأولياء – 8/15
كما أن هناك مانعاً رئيسياً آخر نعرفه من رسول الله صلى الله عليه وسلم نفسه:
"والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف، ولتنهون عن المنكر، أو ليوشكن الله أن يبعث عليكم عقابا من عنده، ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم."
الراوي: حذيفة بن اليمان
المحدث: الألباني
المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7070
خلاصة حكم المحدث: حسن
وهناك تفاصيل أخرى عن نفس هذه النقطة الهامة في حديث حسن آخر عن الرسول صلى الله عليه وسلم:
لما وقعت بنو إسرائيل في المعاصي نهتهم علماؤهم فلم ينتهوا فجالسوهم في مجالسهم وواكلوهم وشاربوهم فضرب الله قلوب بعضهم ببعض ولعنهم على لسان داود وعيسى ابن مريم عليهما السلام {ذلك بما عصوا وكانوا يعتدون}. قال فجلس رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان متكئا فقال: "لا والذي نفسي بيده حتى تأطروهم أطرا"، وفي رواية: "كلا والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتأخذن على يدي الظالم ولتأطرنه على الحق أطرا أو لتقصرنه على الحق قصرا أو ليضربن الله بقلوب بعضكم على بعض ثم ليلعننكم كما لعنهم".
الراوي: عبدالله بن مسعود
المحدث: ابن حجر العسقلاني
المصدر: تخريج مشكاة المصابيح - الصفحة أو الرقم: 4/489
خلاصة حكم المحدث: [حسن كما قال في المقدمة]
إذن فإن الشعب المسلم عندما تتفشى فيه عادة السكوت عن الحق، والساكت عن الحق شيطان أخرس؛ عندما يترك الناس غيرهم "لحالهم" بدون حتى كلمة نصح لينة؛ عندما يترك الشعب المسلم عبادة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر–وهي عبادة لها آدابها وقواعدها حتى لا ينفر الناصح الناس وكي تكون نصيحته مؤثرة–فإن العقاب الذي يستحقه هذا الشعب هو أشد عقاب يمكن أن يتخيله أي إنسان مسلم في الدنيا: أن ندعو ويدعو خيارنا فلا يستجاب لنا أو لهم.
وهذا حديث آخر يشير إلى موانع أخرى لإجابة الدعاء:
عن أبي موسى قال: ثلاثة يدعون الله فلا يستجيب لهم: رجل كانت له امرأة سيئة الخلق فلم يطلقها، ورجل أعطى ماله سفيها، وقد قال: {ولا تؤتوا السفهاء أموالكم}، ورجل كان له على رجل دين فلم يشهد عليه.
المحدث: أحمد شاكر
المصدر: عمدة التفسير - الصفحة أو الرقم: 1/462
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح [وروي] مرفوعا بإسناد صحيح
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق