الثلاثاء، يناير 1

محمد مرسي وباسم يوسف، إلهام شاهين وعبد الله بدر

ناس تتقوّل على الرئيس مُرسي وتزعم أنه عنده شعور بالعظمة الشخصية إن سوّلت له نفسه وسمح بمحاكمة أي إعلامي يهينه، ويدافعون عن سُوسْتَه؛ في نفس الوقت الذي لم نرى لهم فيه صوتاً يدافع عن عبد الله بدر عندما قام بإهانة إلهام شاهين، ولم يقولوا أي شيء عن شعور إلهام شاهين بالعظمة الشخصية أن سوّلت لها نفسها تحاكم بَدر قضائياً.

ازدواجية المعايير لا دين لها. يزعمون أنها ليست فيهم، ولكن رصد العادات والسلوك أقوى كدليل بكثير من إدعاءك لي في لحظة تركيز. قُل لي أي شيء الآن، مثلاً أنك من المريخ أو أنك متدين جداً، ولكن دعني أراقب أفعالك أسبوعاً واحداً، أقل لك من أين أنت ومن أنت! الله فقط هو من يعلم النوايا؟ حق يراد به باطل. مالي أنا ومال نواياك كي أعرف من أنت؟ نواياي الشخصية ليس لها أي معنى في ظل تصريحاتي الأسبوعية وعاداتي اليومية. نواياي كالأحلام، لا معنى لها على أرض الواقع، فليتنا جميعاً نفيق وندرك الهراء الذي نردده أحياناً. وخلاصة النقطة، ازداوجية المعايير شيء من السهل إيجاده وإثباته في الآخرين هذه الأيام، وأمثلته على قفا من يشيل.

والخلاصة، من كره عبد الله بدر لما تفوّه به، وجب عليه أن يكره باسم يوسف لما يتفوّه به؛ وإلا أصبح مزدوج المعايير. من قبل بحكم القضاء لصالح إلهام شاهين وفرح به، عليه أن يقبل بحكم القضاء لصالح محمد مُرسي ويفرح به؛ وإلا أصبح مزدوج المعايير. لا يا سادة، المذيع والإعلامي ليس عليه حصانة وليس معه حقوق أكبر من المواطن العادي أو أكبر من مشايخ الفضائيات؛ قانون الطعن والتشهير يُطبّق علينا جميعاً بدون حَصانات. وكُون سُوسْتَه بيضحكك قوي قوي يا عالي الدماغ، وبَدر مش بيضحّكك، دي مشكلتك انت، تتصرف فيها—الحقوق لا تعبأ بالآراء الشخصية؛ أنا عن نفسي ضحكت خالص لما بَدر قال: ’كام واحد اعتلاكي باسم الفن؟‘ ها…ها. هاها خالص. ’اعتلاكي‘ دي بالذات قمة الضحك والحرفنة؛ منتهى الأدب...ومنتهى قلة الأدب.

ويا إخوة في الأحزاب الإسلامية وفي تأييد المشروع الإسلامي، أتدركون الخير في قضية عبد الله بدر الآن؟ أتدركون ولو نقطة صغيرة من حكمة الله في هذه القضية؟ حدث ما حدث كي يمكننا اليوم أن نسترد حقوق مشايخنا ورئيسنا والتيار الإسلامي كله من الكذّابين قليلي الأدب والحياء، وإن تجرّأ أحد الإسلاموفوبيين أو الغنم على الاعتراض، دفعنا بكارت ’ازدواجية المعايير‘ الأحمر في وجوههم البلهاء.

—ياسين رُكَّه

ليست هناك تعليقات: