أشارك القارئ والقارئة بأحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، صحيحة وما في حكمها. ولكني أحاول ببعض التعليقات وبتسلسل عرض الأحاديث أن أقنع المرأة المسلمة بفكرة هامة.
عن عمر بن الخطاب—رضي الله عنه—قال: "اجتمع نساء النبي صلى الله عليه وسلم في الغيرة عليه، فقلت لهن: عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن، فنزلت هذه الآية."
الراوي: عمر بن الخطاب | المحدث: البخاري | المصدر: صحيح البخاري - الصفحة أو الرقم: 4916
خلاصة حكم المحدث: صحيح
كان يشير عمر بن الخطاب—رضي الله عنه—في الحديث السابق إلى الآية الكريمة: "عسى ربه إن طلقكن أن يبدله أزواجا خيرا منكن مسلمات مؤمنات قانتات تائبات عابدات سائحات ثيبات وأبكارا"—آية 5، سورة التحريم.
من هذا الحديث، ندرك أن حتى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكنّ صحابيات فقط بل زوجات سيد الخلق أجمعين، لم يَسلمن من الغيرة! أتى عليهن وقت لم يستطعن فيه أن يتحكمن في أنفسهن وقلوبهن، فاجتمعن عليه بغيرتهن وجعلن رسول الله يحزن. فإن كان هذا حال زوجات النبي أنفسهن، فما بالنا بتأثير الغيرة على النساء في هذا العصر؟
من هذا الحديث، ندرك أن حتى زوجات النبي صلى الله عليه وسلم، ولم يكنّ صحابيات فقط بل زوجات سيد الخلق أجمعين، لم يَسلمن من الغيرة! أتى عليهن وقت لم يستطعن فيه أن يتحكمن في أنفسهن وقلوبهن، فاجتمعن عليه بغيرتهن وجعلن رسول الله يحزن. فإن كان هذا حال زوجات النبي أنفسهن، فما بالنا بتأثير الغيرة على النساء في هذا العصر؟
"إن الله تعالى كتب الغيرة على النساء—والجهاد على الرجال، فمن صبر منهن إيماناً واحتساباً كان لها مثل أجر الشهيد."
الراوي: عبدالله بن مسعود | المحدث: السيوطي | المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 1767
خلاصة حكم المحدث: حسن
أملي هو أن الحديث السابق يعطي للمرأة المسلمة حافزاً لأن تصبر على شعور الغيرة الذي كتبه الله عليها، عندما يأتي موضوع تعدد الزوجات. إني كرجل مسلم أكتب هذه الكلمات، في وقت كتابتها لا أريد شخصياً أن أتزوج أكثر من امرأة واحدة ولا أريد أن أغير رأيي في يوم من الأيام، ولكن في نفس الوقت، أتعامل مع ديني وتعاليمه بموضوعية وبدون عواطف، وأؤمن بأنه إن قال الله أو قال الرسول وكان هناك دليل على صحة هذا، فلا خيار لي كرجل مسلم ولا خيار للمرأة المسلمة سوى أن نقول: سمعنا وأطعنا. وبناءً عليه، فإن قال الله أن للرجل الحق في الزواج من أربعة نساء، فليت كل امرأة مسلمة تقول ولو في سريرة نفسها: سمعت وأطعت؛ ثم تستبشر خيراً بحديث الرسول عن أنها إن صبرت على غيرتها المكتوبة عليها إيماناً واحتساباً فلها بإذن الله أجر الشهيد، ويا له من أجر!
والمقصود أنه لا داعي للمبالغة أو المغالطة في تفسير الأحاديث والآيات (مثل آية "ولن تستطيعوا أن تعدلوا بين النساء ولو حرصتم" والمقصود بها العدل في المحبة) لجعل موضوع تعدد الزوجات مستحيل أو غير مسموح به في هذا العصر أو ما شابه. والأولى والأفضل للمرأة المسلمة أن تستبشر خيراً بحديث الرسول عليه الصلاة والسلام وتحتسب عند الله أجرها العظيم في الصبر على الغيرة.
لو سألت سائلة: "وما فائدة هذا الكلام في عصر يندر فيه الرجل المسلم الذي يمكنه مادياً أن يتزوج أكثر من امرأة واحدة؟ ومعظم شبابنا لا يقدرون مادياً على الزواج حتى من امرأة واحدة." لقلت: أولاً، ظني هو أن الكثير من الشباب يمكنه أن يتزوج من امرأة واحدة إن لم تكن توقعات الأهالي المادية مبالغ فيها، وإن قل سوء الخلق وكثر حسن الخلق بين الناس، خاصة بين الفتاة وأهل زوجها مثلاً، لأن وقتها كان يمكن لبعض الفقراء وبسطاء الناس أن يتعايشوا فيتزوج الشاب ويعيش مع زوجته في بيت أمه وأبيه؛ ثانياً، هناك فائدة إيمانية من هذا الكلام لقلب الفتاة أو المرأة المسلمة نفسها، لأن هذا الأمر يعتبر اختبار لقوة إيمان المرأة المسلمة. وحقيقة، أدعو كل امرأة مسلمة أن تفكر في الأمر جيداً: ما هو أفضل اختبار لقوة إيمانها ومدى طاعتها لله في هذه الدنيا؟ أليس هو هذا الأمر بالضبط؟ أليس أصعب شيء عليها في الدنيا هو أن تتقبل أن تشاركها في زوجها امرأة أخرى، دُرَّة؟ إذن فإن هذا الأمر هو خير اختبار لقوة إيمانها ومدى رغبتها في طاعة الله.
لو سألت سائلة: "وما فائدة هذا الكلام في عصر يندر فيه الرجل المسلم الذي يمكنه مادياً أن يتزوج أكثر من امرأة واحدة؟ ومعظم شبابنا لا يقدرون مادياً على الزواج حتى من امرأة واحدة." لقلت: أولاً، ظني هو أن الكثير من الشباب يمكنه أن يتزوج من امرأة واحدة إن لم تكن توقعات الأهالي المادية مبالغ فيها، وإن قل سوء الخلق وكثر حسن الخلق بين الناس، خاصة بين الفتاة وأهل زوجها مثلاً، لأن وقتها كان يمكن لبعض الفقراء وبسطاء الناس أن يتعايشوا فيتزوج الشاب ويعيش مع زوجته في بيت أمه وأبيه؛ ثانياً، هناك فائدة إيمانية من هذا الكلام لقلب الفتاة أو المرأة المسلمة نفسها، لأن هذا الأمر يعتبر اختبار لقوة إيمان المرأة المسلمة. وحقيقة، أدعو كل امرأة مسلمة أن تفكر في الأمر جيداً: ما هو أفضل اختبار لقوة إيمانها ومدى طاعتها لله في هذه الدنيا؟ أليس هو هذا الأمر بالضبط؟ أليس أصعب شيء عليها في الدنيا هو أن تتقبل أن تشاركها في زوجها امرأة أخرى، دُرَّة؟ إذن فإن هذا الأمر هو خير اختبار لقوة إيمانها ومدى رغبتها في طاعة الله.
وأُشْهِد الله أني من شدة حبي لديني ورغبتي في أن أرى أمتي أفضل أمة في الدنيا وفي نفس الوقت تعظيمي لأجر الشهيد، تخيلت أني إن لم أكن رجلاً وخلقني الله امرأة مثلاً، فسمعت هذا الحديث، ثم تزوجت رجلاً متديناً وطيب الخلق وميسور الحال، لكنت ذهبت إلى الرجل بنفسي وطلبت منه أن يتزوج من امرأة أخرى! أدرك أن هذا كلام غريب، ومن النادر أن يستخدم العرب مثل هذه الأمثلة، ولكني لا أخاف في الحق لومة لائم، ولا حياء في الدين. والسبب في أني أقول هذا الكلام هو أني وقتها قد أفعل هذا لأني سأقول لنفسي: ومن أين لي بأجر الشهيد إن لم يكن بهذه الطريقة؟ بصبري على الغيرة! وفي نفس الوقت، هناك فائدة لغيري أيضاً، وهي أن تزداد الذرية الصالحة بإذن الله لهذا الرجل الطيب. فإن رسول الله قال في حديث صحيح آخر: "تناكحوا وتناسلوا، فإني أباهي بكم الأمم يوم القيامة". وبالتالي فوقتها أعتبر نفسي قد قمت بتضحية في هذه الدنيا الزائلة القصيرة، والتضحية تفيدني أكبر فائدة في الآخرة—بأجر الشهيد، وفي نفس الوقت تفيد أمتي—ولو حتى فائدة بسيطة—بزيادة النسل المسلم الصالح.
ولو قالت قائلة أني أقول هذا الكلام لأني لست امرأة فلا أستطيع أن أفهم مشاعر المرأة، لقلت أني لا أحتاج أن أكون امرأة كي أفهم صعوبة موقف محدد على المرأة، لأني وُضعت في مواقف صعبة في حياتي نفسها وأدرك أن هناك أمور تجعل الإنسان أحياناً يشعر أنه من المستحيل عليه أن يقوى عليها، ولكن بإخلاص النية لله والتركيز على طاعة الله واحتساب الأجر عنده، يقوى الإنسان، أي إنسان، على فعل أي شيء لوجه الله الكريم. وأُشْهِد الله أن لو رسول الله أمرني أن أمسح حذاء زوجتي، لمسحته! ولو أمرني أن أسجد لزوجتي أو لأمي، لسجدت لهما. ولكن أوامر الله ورسوله مختلفة عن هذا.
"لو كنت آمراً أحداً أن يسجد لأحدِ لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها."
الراوي: أبو هريرة وأنس بن مالك وعبدالله بن أبي أوفى ومعاذ بن جبل وقيس بن سعد وعائشة | المحدث: الألباني | المصدر: إرواء الغليل - الصفحة أو الرقم: 1998
خلاصة حكم المحدث: صحيح
"لا تؤذي امرأة زوجها في الدنيا، إلا قالت زوجته من الحور العين: لا تؤذيه—قاتلك الله، فإنما هو عندك دخيل، يوشك أن يفارقك إلينا."
الراوي: معاذ بن جبل | المحدث: الألباني | المصدر: صحيح الجامع - الصفحة أو الرقم: 7192
خلاصة حكم المحدث: صحيح
ولا أريد أن أعلق كثيراً على الحديثين السابقين، لأنهما واضحين تماماً، وكما هو موضح، الحديثين صحيحين ومصادرهما مبينة. كل أملي هو أن تعي كل أخت مسلمة معاني تلك الأحاديث، وعظم قدر زوجها وعظم حقه عليها عند الله تعالى. الرجل بالتأكيد له أخطاؤه الكثيرة، فإنه إنسان في نهاية الأمر ولا يمكنه أن يكون ملاكاً، ولكن ما يهمّك أنتِ كامرأة أو زوجة هو أنكِ تحتسبي عند الله الأجر العظيم بصبرك على هفوات أو أخطاء زوجكِ. وحبذا لو ذكّرتيه بحديث أو آية كلما قصر في حقكِ. فإن كان ظالماً أو مؤذياً أذى شديداً، فهذا أمر مختلف، ويمكنكِ أن تواجهيه بظلمه في حضور إمام عادل أو شيخ حكيم أو قاضي، أو محكمة رسمية إن تطلب الأمر ذلك.
وعلى الجانب الآخر، حتى لا يقال أني أبحث عن حق الرجل فقط، آخر شيء أترك به القارئ أو القارئة هو الضمان للمرأة المسلمة بأن كل ما سبق ذكره لا يبخس حقها ولا قدرها ولا أهمية إكرامها، بل إن رسول الله صلى الله عليه وسلم أكد أيضاً أهمية إكرام المرأة ومعاملتها بكل خير، كما هو واضح في الحديث التالي:
"خيركم خيركم لأهله، و أنا خيركم لأهلي؛ ما أكرم النساء إلا كريم، و لا أهانهن إلا لئيم."
الراوي: علي بن أبي طالب | المحدث: السيوطي | المصدر: الجامع الصغير - الصفحة أو الرقم: 4102
خلاصة حكم المحدث: صحيح
أعاذ الله كل امرأة مسلمة صالحة من أي لئيم، ورزقها برجل كريم. وأعز الله كل فتاة وامرأة مسلمة تحب الله ورسوله، ورفع من قدرها، ورزقها الصبر والثبات والقوة في الخير والرضا والسكينة والكرامة والجنة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق