قُلْت لها: أحِبُّكِ، ولا أريد أن أمكث في سجن الدنيا بدونكِ
قالت لي: وَيْلي، ويا غثياني، إن رأيت نفسي مع رجل غيرَك
قلت لها: أنتِ، فقط أنتِ؛ لا أريد من الدنيا سواكِ
وقالت لي: سأعطيك عيني، وأعينك على الدنيا بروحي، بل سأخدمك بكياني
قلت لها: سلمت لي يدك وعينك، عسى الله أن يعينني أجعلك ملكة
وقالت لي: كن رفيقاً عليّ، ستأخذ كل ما تريده وأكثر، بل ستجدني تحت قدميك
قلت لها: أعزّكِ الله ورفع من شأنكِ، وجبر بخاطركِ كما تجبرين بخاطري؛ أحِبُّكِ
وقالت لي: لا أريد من الدنيا سواك، ولا أريد أن أحيى مع رجل غيرك
قلت لها: وأنا لا أريد أن أحيى على الإطلاق إن لم تكوني أنتِ في دنياي
ثم كتبت لي: توقفت عن حُبّك ولا أشعر بأي شيء لكَ. تفهمني واحترم ذلك.
فكتبت لها: كيف ولِمَاذا ومن أين أتى هذا؟!
كتَبَتْ: حُبّك كان هدية من الله كما تقول أنت، أعطاها لي في وقت، وأخذها الآن. لم أعد أحبّك، وهذا كل ما عندي.
كتَبْتُ: ليتها كانت هذه الحقيقة، لكنت قد قبلتها عن طيب خاطر، ولكني لا أصدق، وهذا هو ما يجرح.
قلت: كنت أظن أن أقل ما أستحقه هو الحقيقة. أو على الأقل أن أسمع الحقيقة بنبرة ليّنة، بدلاً من قراءتها...في خطاب غير موقَّع.
قصة حبّ قصيرة. هي قصة حبّ مات قبل أن تُكْتَب له أجمل أيامه. وحيث أنه مات، فلله ما أخذ من حُبّ، وله ما أعطى من حُبّ، وكل رباط شرعي عنده بأجل مسمى، فالله حَسْبي، والحمد لله.
—
ياسين رُكَّه
حقوق النشر والطبع محفوظة © 2011 ياسين رُكَّه. لك حرية التمرير والمشاركة بشرط الاحتفاظ بعبارة حقوق النشر.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق