الأحد، أكتوبر 16

ليه مفيش فايدة؟

 "إنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"—صدق الله العظيم

ما بقوم" = الرئيس = الحكومة = الجيش = الطوارئ = الفساد = الاقتصاد إلخ

ما بأنفسهم" = القلوب = الإيمان = الشخصية = الضمير = الثقة بالله = الأخلاق إلخ

عدد كافي يغير "ما بأنفسهم" من أي مجتمع = يغير الله ما بهم من بلاء

"إنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"—صدق الله العظيم

***************************************************************
واللي لسه مفهمش، خليك قاعد في ميدان التحرير لغاية ما شعرك يشيب، خليك اتكلم وانقد وسفسط على كيفك في السياسة والجيش والفتنة الطائفية والفتنة الجنسية والاشتراكية والحرية والعدالة الاجتماعية والبتنجانية والمخللية كمان. لف ودُور وسفسط وحارب وثُور واعمل ما بدالك...لا ملجأ ولا منجى من الله...إلا إليه.

والطريق إلى الله يبدأ من القلب، لا من مشايخ ولا مدارس فكرية ولا مذاهب. ابدأ من قلبك، واركع ركعتين تفتكر بيهم ربنا (لإن مفيش حاجة اسمها إيمان في القلب لا يصدقه العمل)...صلي لخالقك، سلّم أمرك ليه تماماً، وسيب الباقي على هدايته هوه ليك. سواء الهداية توديك بقه إلى مدرسة فكرية، إلى مذهب، إلى طريق سياسي، كله بتاع ربنا والقدر ورسالتك في الحياة اللي ربنا كاتبهالك.

***************************************************************

لا ملجأ ولا منجى من الله...إلا إليه

"إنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"—صدق الله العظيم

***************************************************************

سألوني: يعني انت عايزنا نقعد في البيت منعملش حاجة ونخلّي الإيمان في القلب ونستنى معجزة من ربنا؟ أقول: مقولتش كده خالص، بل قولت "مفيش حاجة اسمها إيمان في القلب لا يصدقه العمل"، لكن نعيد تاني ونزيد: المسألة مسألة ترتيب، قبل ما تنزل تغير المنكر بإيدك ولسانك، اسأل نفسك: هل قبل ما حاولت تغير بإيدك ولسانك الظروف المحيطة، حاولت تغير قلبك انت الأول؟ ولا انت عايز تغير الظروف المحيطة بالعمل والاجتهاد وعلو الصوت قبل ما تغير قلبك؟

 لإن الحديث الصحيح بيقول: "ألا وإن في الجسد مضغة: إذا صلحت صلح الجسد كله، وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب." يعني لو قلبك فاسد، يبقى إيدك ولسانك اللي عايز تغير بيهم دول حيكونوا برضو فاسدين، فلا يقوموا إلا بفساد أكثر أو بإبدال الفساد بفساد يكثر من الطينة بلّه

وذكرت برضو إنك تركع ركعتين تفتكر بيهم ربك، ليه؟ لإن الحديث الصحيح بيقول: "أول ما يحاسب به العبد يوم القيامة الصلاة، فإن صلحت صلح له سائر عمله، و إن فسدت، فسد سائر عمله." يعني لو صلاتك بايظة، يبقى كل عملك بايظ...سواء قاعد في ميدان التحرير أو مديها في البيت شخير، والله ما حتبقى فارقة ساعتها لإن عملك كله فاسد بفساد الصلاة أو انعدام وجودها أصلاً

يعني مفيش حل ولا خلاص من الترتيب ده لكل فرد في المجتمع إلى أن يكون هناك عدد كافي ماشي على الترتيب ده: قلبك (بكل ما يعنيه إصلاح القلوب) ثم صلاتك ثم تسليم أمرك لله تماماً ثم التوكل على الله. بعد كده بقه، اعمل زي ما انت عايز...ثورة، ميدان التحرير، حرب التحرير...براحتك، بس امشي على الترتيب ده، وربنا حيمشيك في الطريق الصح اللي فيه عمل وقول صح. لو حتمشي بالعكس، يبقى مفيش فايدة. امشي بالترتيب الصح أحسن...ابدأ بقلبك، ثم قلب أقرب الناس ليك، عشان نكوّن مجتمع بقلوب سليمة....أخلاق رفيعة، ضمير حيّ، حب وتسامح، وبصيرة نشوف بيها اللي بيحاول يضحك علينا ويكدب علينا ويوقّع ما بيننا

***************************************************************

لا ملجأ ولا منجى من الله...إلا إليه

"إنَّ اللَّـهَ لَا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّىٰ يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ"—صدق الله العظيم


ليست هناك تعليقات: