مرحلتان فقط في هذه الأربعة هما الحقيقة: حرية ديمقراطية، ثم فاشية دينية، ثم فاشية عسكرية، ثم حرية ليبرالية.
بعد الثورة المصرية، بالفعل جاءت مرحلة [حرية ديمقراطية]، والمفترض أن هذه المرحلة أنجبت [فاشية دينية] (نتيجة غير منطقية أصلاً)؛ تم التخلص من المرحلة الثانية بال [فاشية العسكرية]، وهذه حقيقة، لأن مؤيدي العسكر أنفسهم يؤمنون بوجوب استخدام القوة، ويبررون ذلك بحُجّة أن الفاشية الدينية المزعومة هي التي بدأت باستخدام القوة؛ والمفترض أن مرحلة الفاشية العسكرية ستنجب [حرية ليبرالية]! أو هذا ما يحلمون به.
بعض أهل النخبة في مصر، من أمثال البرادعي وباسم يوسف، يلقنون جماهيرهم اسطوانة التحذير من الوقوع في الفاشية الليبرالية بعد التخلص من الفاشية الدينية. هذه النخبة تظن نفسها عاقلة، وتلاميذهم وجماهيرهم يستمتعون بهذه العقلانية المزعومة.
ولكن المنطق والعقل والتاريخ يردون عليهم: المفترض أننا نصدق أن فاشية دينية أتت من انتخابات ديمقراطية واختيار حر، ونشعر بالرضا عن نزع هذه الفاشية الدينية المزعومة بالقوة. والمفترض أننا حالياً في مرحلة ليبرالية أو تهيأة لليبرالية، وقد تكون هذه الرؤية مستمدة من وجود بعض الليبراليين في الحكومة الحالية، والذين هم موظفون للعسكر في حقيقتهم، وليسوا ممثلين للشعب أو لاختيار الشعب. المفترض أن المرحلة الحالية، سواء اعتبرناها مرحلة ليبرالية مزعومة—حصلنا عليها بدون انتخابات أو اختيار حر—أو اعتبرناها مرحلة فاشية عسكرية، المفترض أنها ستنجب شيئاً غير الفاشية. المفترض أن حرية ليبرالية يمكن أن تأتي من مرحلتنا الحالية. المفترض أننا نصدق أن الاختيار الحر أدى إلى الفاشية، وأن القوة والإجبار سيؤديا إلى حرية.
والمفترض أن تحذيرات النخبة من عدم الوقوع في الفاشية الليبرالية تعبر عن صوت العقل! المفترض أن التحذير من هذه النتيجة...سينفع!
يا سادة، ما بني على باطل فهو باطل؛ قاعدة كونية لا تتغير. وبذرة القهر لا تُنبت حرية أو أحراراً. إن كنتم تظنون أن ليبراليتكم التي أتت بالفاشية العسكرية ستؤدي إلى حرية، فيا له من وهم أجوف. هيهات هيهات يا نخبة، ويا جماهير النخبة!
—ياسين ركه