الخميس، يناير 3

لا تلوموا باسم يوسف؟

يقولون لنا لا تلوموا باسم يوسف، ولكن لوموا الأمثال السيئة في التيار الإسلامي ومجال الدعوة. نقول لهم: بهذا المنطق، المفترض أن أسبّ أنا علياء المهدي بأقذر السباب، ثم أسبّ بعدها أيضاً كل الليبراليين في مصر وأجعل منهم جميعاً أضحوكة. وإن لامني أحد، لكان من حقّي وقتها أن أقول: لا تلوموني أنا، بل لوموا علياء المهدي وغيرها، الأمثلة السيئة في التيار الليبرالي. منطق سليم؟

ما لكم، كيف تحكمون؟

—ياسين رُكَّه

الأربعاء، يناير 2

أنا لا أكذب، ولكني أتبوّل

’أنا لا أكذب، ولكني أتبوّل.‘—الإعلامي المصري حتى سنة ٢٠١٣

#إعلام_باع_ضميره #إعلاميون_كاذبون #إعلام #مصر #yaseenrocca

—ياسين رُكَّه

ملحوظة: أي استثنائات—وهي قليلة تكاد لا تُذكر—على الساحة الإعلامية حالياً لا يعتبروا إعلاميين في نظري، بل الأفضل لهم اليوم لقب ’نشطاء حَقّ‘…حتى اليوم الذي يتطهر فيه الإعلام، فيمكن لأي ناشط أو بَطَل حق أن يتشرف بانتسابه إلى الإعلام وقتها.

الثلاثاء، يناير 1

الجاهل يغلب!

عندما تذكرت: ’ما جادلت عالماً إلا وغلبته، وما جادلت جاهلاً إلا وغلبني.‘—الإمام الشافعي

ذات مرّة بأكلم اتنين إخوانوفوبيين وبأقولهم: الحرية مربوطة بالمستوى العلمي للإنسان، والمستوى العلمي في العصر ده مربوط بالمستوى الاجتماعي؛ عشان كده قادة الثورات وأبطالها دايماً من الطبقة المتوسطة.

قالولي: يا نهار اسود، انت طبقي وأمثالك همّا السبب في الثورة. قال الحرية بالمستوى التعليمي قال. انت قوّاد!

قولتلهم: مش عارف إزاي وصلتوا للتفسير الجاهل ده، وإنما المقصود هوّه إنّي أتحرر بقدر ما أعلّم وأثقف نفسي.

قالولي: ده *****. عايز تدّي لنفسك حرية زيادة عشان انت متعلّم أكثر أو مستواك التعليمي أعلى؟  انت إخواني قوّاد!

قولتلهم: أنا مش إخواني، وانتوا مش جهلة فقط، أنتم أغبياء رسمي. يعني أنا وضحت المقصود، وبرضو لسه مُصِرّين إني بأعطي حرية زائدة بناءً على المستوى العلمي! فيه غباء أكثر من كده؟! الحرية التي تأتي من العِلم لا يعطيها لي أو لك أي شخص، وإنما تعطيها أنت لنفسك بتحرر عقلك من عبودية غسيل المخ والسذاجة والغباء! ولكن...هيهات أن يفهم الجملة الجاهل الغبي. نعم، غلبتني.

—ياسين رُكَّه

شطيرة المهام Task Pool

بسم الله. أريد أن أحثنا على تذكر اختلاف اهتمامات الناس وما يجدون أنفسهم فيه، في أمر مختلف قليلاً عن توزيع المواقع أو ’الوظائف‘، إن صح التعبير. والأسلوب الذي أتحدث عنه له زاويتان: زاوية تيسير على أعضاء الفريق، وزاوية تقسيم لا فقط الوظائف، وإنما أيضاً المهام الصغيرة كلما أمكن.

بمعنى، قد تكون هناك مهمة في وصف الوظيفة (a task in the job description) تمثل ضغطاً نفسياً ما على شخص مهتم بالوظيفة نفسها أو بقية الوظيفة. ولهذا، فللتيسير، يمكننا أن نشكل ما يمكن تسميته بصندوق أو دائرة المهام (task pool)، أو أكثر من دائرة واحدة وكلما قلّوا كلما كان أفضل، وتُعرض هذه الدائرة بطريقة ما على الأعضاء المناسبين، فيبدي كل عضو أولوياته في اختيار المهام، أو اهتمامه بالمهام المتاحة حسب الأولوية أو الأهمية عنده.

أدرك أن ما أذكره قد يبدو معقداً بعض الشيء، وقد يحتاج إلى جدول إكسِل للقيام به بكفاءة، ولكنه مجرد اقتراح، فإن ساعد على تطبيق شكل مبسط ليه، فالحمد لله على كل شيء.

والفائدة والتيسير من هذا هو أن تتاح الفرصة لأكبر عدد ممكن من أعضاء الفريق بأن يحصلوا على مهام يجدون أنفسهم فيها، وأيضاً يتخلصون من مهام ثقيلة عليهم أو لا يحتاجون إلى استثمار إلا أقل وقت ممكن فيها، حيث يشارك الآخرون في إنهاء هذه المهام، إن لم يكن يأخذها بكليّتها شخص يستمتع بنفس هذه المهام.

وكي أسقط هذا الكلام النظري على أرض الواقع، مثال: شخص سريع القراءة ويستمتع بالاطلاع على الكثير من الأمور، وشخص آخر يرى العلاقات الخفية بين الأشياء ويستمتع بتنظيم مكونات أي شيء ووضعها بشكل مفهوم. الشخص الأول سيثبت كفاءة عالية في إيجاد مواد إعلامية كثيرة ومناسبة، وقد يفضل أن يقوم بتفريغها تباعاً بأسرع طريقة ممكنة كمشاركات على صفحة أو مجموعة فيسبوك، أو قص ولزق سريع أيضاً على تلك الصفحات مع المصادر والأسماء؛ بينما يتعسر عليه تنظيم هذه المواد وتصنيفها. على الجانب الآخر، الشخص الثاني سيثبت كفاءة في تصنيف وترتيب هذه المواد، وتعيين الموضوع أو الحلقة المناسبة لكل مادة. وهكذا. هذا مثال بسيط لشرح ما أقصده، ويمكن إسقاطه على تطبيقات أخرى متعددة.

فائدة أخرى من اتباع هذا الأسلوب هو تشجيع الناس على التطوع، لأنهم سيشعرون أن بإمكانهم تصميم ’وظيفة‘ مناسبة لهم في المشروع—قدر الإمكان. بالتأكيد ليس المقصود أن يكون هناك شيء كامل الأوصاف لكل الشخص، فلا يوجد كمال في الدنيا كلها والله وحده هو الكامل؛ وإنما المقصود هو الاقتراب قدر الإمكان بالوظيفة المتكاملة لكل عضو في الفريق على حده، وبدون شوائب تجعله يشعر بالضغط النفسي أو بأي طاقة سلبية تُذكر أثناء تعاونه معنا في المشروع.

بعض الناس تظن أن هناك مهام يكرهها كل الناس، وعلى حد فهمي وعلمي اليوم، هذه خرافة. كل المهام، بما فيها المهام التي يظن الكثير من الناس أنها مملّة ’لها ناسها‘، أو يوجد نوع معين من الناس يستمتع بالقيام بها ويعشر بنفسه فيها. وكما أن هناك فصائل دم نادرة، فهناك تفضيل نادر لنوع العمل المرغوب فيه. فالمسألة مسألة موارد بشرية، ثم سوء أو حُسن إدراة وتوزيع في نهاية الأمر. يعني إن فعلنا ما بوسعنا لإعطاء العيش لخبّازُه، وباختيار كل شخص، ثم تبقت بعض المهام غير مطلوبة، فهذا قد يكون معناه ببساطة أنه إما علينا أن نبحث عن موارد بشرية أخرى حتى نجد الشخص المناسب، أو نرى من عنده القابلية لأخذ المهام المتبقية نظير أفضلية أو جائزة ما مثلاً.

—ياسين رُكَّه

محمد مرسي وباسم يوسف، إلهام شاهين وعبد الله بدر

ناس تتقوّل على الرئيس مُرسي وتزعم أنه عنده شعور بالعظمة الشخصية إن سوّلت له نفسه وسمح بمحاكمة أي إعلامي يهينه، ويدافعون عن سُوسْتَه؛ في نفس الوقت الذي لم نرى لهم فيه صوتاً يدافع عن عبد الله بدر عندما قام بإهانة إلهام شاهين، ولم يقولوا أي شيء عن شعور إلهام شاهين بالعظمة الشخصية أن سوّلت لها نفسها تحاكم بَدر قضائياً.

ازدواجية المعايير لا دين لها. يزعمون أنها ليست فيهم، ولكن رصد العادات والسلوك أقوى كدليل بكثير من إدعاءك لي في لحظة تركيز. قُل لي أي شيء الآن، مثلاً أنك من المريخ أو أنك متدين جداً، ولكن دعني أراقب أفعالك أسبوعاً واحداً، أقل لك من أين أنت ومن أنت! الله فقط هو من يعلم النوايا؟ حق يراد به باطل. مالي أنا ومال نواياك كي أعرف من أنت؟ نواياي الشخصية ليس لها أي معنى في ظل تصريحاتي الأسبوعية وعاداتي اليومية. نواياي كالأحلام، لا معنى لها على أرض الواقع، فليتنا جميعاً نفيق وندرك الهراء الذي نردده أحياناً. وخلاصة النقطة، ازداوجية المعايير شيء من السهل إيجاده وإثباته في الآخرين هذه الأيام، وأمثلته على قفا من يشيل.

والخلاصة، من كره عبد الله بدر لما تفوّه به، وجب عليه أن يكره باسم يوسف لما يتفوّه به؛ وإلا أصبح مزدوج المعايير. من قبل بحكم القضاء لصالح إلهام شاهين وفرح به، عليه أن يقبل بحكم القضاء لصالح محمد مُرسي ويفرح به؛ وإلا أصبح مزدوج المعايير. لا يا سادة، المذيع والإعلامي ليس عليه حصانة وليس معه حقوق أكبر من المواطن العادي أو أكبر من مشايخ الفضائيات؛ قانون الطعن والتشهير يُطبّق علينا جميعاً بدون حَصانات. وكُون سُوسْتَه بيضحكك قوي قوي يا عالي الدماغ، وبَدر مش بيضحّكك، دي مشكلتك انت، تتصرف فيها—الحقوق لا تعبأ بالآراء الشخصية؛ أنا عن نفسي ضحكت خالص لما بَدر قال: ’كام واحد اعتلاكي باسم الفن؟‘ ها…ها. هاها خالص. ’اعتلاكي‘ دي بالذات قمة الضحك والحرفنة؛ منتهى الأدب...ومنتهى قلة الأدب.

ويا إخوة في الأحزاب الإسلامية وفي تأييد المشروع الإسلامي، أتدركون الخير في قضية عبد الله بدر الآن؟ أتدركون ولو نقطة صغيرة من حكمة الله في هذه القضية؟ حدث ما حدث كي يمكننا اليوم أن نسترد حقوق مشايخنا ورئيسنا والتيار الإسلامي كله من الكذّابين قليلي الأدب والحياء، وإن تجرّأ أحد الإسلاموفوبيين أو الغنم على الاعتراض، دفعنا بكارت ’ازدواجية المعايير‘ الأحمر في وجوههم البلهاء.

—ياسين رُكَّه