الخميس، سبتمبر 29

العالم كله استيقظ وقام بالثورة في سنة واحدة

أكتب هذه الكلمات وأعلم جيداً أنها قد تجعلني مكروهاً أو على الأقل محل نقد شديد من الكثير والكثير من الناس، بما فيهم أصدقاء. ولكني أحس أن هذا الأمر يجب أن يقرأ عنه على الأقل بعض الناس...لعل هؤلاء يقفوا على كلماتي لبضع دقائق ويفكروا فيها جيداً فيروا فيها بعض الصدق أو احتمال الحق

قال لي صديق في رسالة أنه يفكر في كتابة أغنية عن شاب مصري يمر بأحداث كثيرة وينتهى به الأمر في آخر الأغنية وهو يقطع الحكومة إرباً، ويساعد على التغلب على فسادها. سألته وكيف يقطع الحكومة إربا؟ رد علي قائلاً: بالثورة. قلت له أني لم أؤمن بالثورة ولم أساندها، وذكرت باختصار هذا لأنني أؤمن أنها جزء من مؤامرة عالمية، ولأني أؤمن بالإصلاح الاجتماعي لا الانقلاب بالقوة. وقد كتبت بالتفصيل الممل عن هذه النقاط من قبل بالفعل، فإن كنت تقرأ رأيي هذا لأول مرة، أدعوك إلى قراءة بقية مقالاتي عن الثورة هنا على فيسبوك أو على مدونتي بعنوان
yaseenrocca.com

قال لي صديقي بدبلوماسية وتفهم: ولكنها إن كانت مؤامرة، إذن فهي مؤامرة ضد الوطن العربي؟

قلت له: نعم، كان هذا هو رأيي في البداية أيضاً، ولكن أعمال الشغب زارت لندن، بل إن تل أبيب الإسرائيلية نفسها حدث فيها إضراب عام ومسيرات سلمية. هناك شيء يحدث في العالم اليوم، ويبدو أنني من القلة القليلة التي ترى هذه الظاهرة أو حتى تريد أن تراها. معظم الناس مختالة فخورة بنفسها وبتضحياتها، وتحس بقوتها التي تغلبت على قوة الحكومة وظلمها وجبروتها، على طريقة
power to the people!
ولا يريدون حتى أن يأخذوا بعين الاعتبار احتمال أن كل ما يسمى ب"ثوراتهم" قد تم تصميمه والتدبير له منذ وقت طويل، وعملياً...سُمِحَ به

رد عليّ صديقي، والذي كان بالفعل مطلع على تاريخ الماسونيين وما شاكلهم من محركي التاريخ وراء الكواليس: بالتأكيد يوجد شيء يحدث في العالم، سكان العالم يثورون مرة أخرى على الإمبريالية والكومِرشالية 
commercialism
إلا إذا كانت هذه الثورات من تصميم المجتمع الإمبريالي من أجل إعادة تنظيم أو إجراء "تعديل وزاري" للماسونيين

قلت له: نعم، يا أخي، إنه تعديل وزاري للماسونيين والمتنورين
Freemasons and Illuminati
وتحضير لمرحلة جديدة أو حتى عصر جديد لهم. لا أعتقد أن العالم كله قرر مرة واحدة أن يستيقظ...هذا شيء لا يدخل عقلي على الإطلاق. ولا أعتقد أن سكان العالم والوطن العربي ينجحون هكذا، شعباً وراء الآخر، في قلب أنظمة حكمهم والإطاحة برؤسائهم، وكأن هؤلاء الرؤساء وأنظمتهم لا يتعلمون أي شيء على الإطلاق مما حدث لجيرانهم في الشهر السابق! شيء يعني لا يصدقه عقل يحلل وينظر نظرة نقدية تاريخية. أقل شيء يفعله الرئيس الثالث بعد أن يتم الإطاحة باثنين بالفعل هو أن يعطي للناس كل أو معظم طلباتهم، بل ويتنحى من البداية بدون مقاومة لأنه رأى بالفعل ما حدث في الجيران، وأن الغرب لا يساندهم فجأة بالرغم من أن الغرب كان خير معين لهم منذ أشهر قليلة فقط

وقلت له أني والله أحس أن الناس غلابة إنهم مصدقين نفسهم إنهم نجحوا وبتاع، بدلاً من اعتبار الحقيقة المحتملة أن كل هذا بالعربي كده، سُمِحَ له أن يحدث

قد يقول قائل: ولكنك قلت على الأقل الرئيس كان يتنحى من الأول بدون مقاومة، وهذا حدث بالفعل...في تونس. أرد وأقول: تونس كانت أول دولة، دولة صغيرة، وتخميني هو أن الأوامر أتت لرئيسها بالتنحي فوراً وعدم المقاومة، وهذا لأنهم أرادوا بداية سريعة للثورات في بقية الدول العربية. لم يريدوا للشعوب العربية أن تظل لمدة أسابيع أو شهور تشاهد ما يحدث في تونس، بل أرادوا للعدوى أن تنتقل في أسرع وقت إلى مصر، وقد قاموا بالتحضير لثورتها بالفعل، حتى تسلط الأضواء أكثر على مصر ويكون هناك متابعة عالمية لأحداث الشرق الأوسط هذه. وأهمية مصر يشهد بها عرب كثيرون، بما فيهم إخواننا في تونس، حفظهم الله، وفي نفس الوقت، مصر لها حدود مع إسرائيل، وهذا وحده يكفي لإعطاء أهمية لمصر من منظور الماسونيين وصهاينة روثتشايلد العالميين

وقد يقول قائل: والله انت مفتري، وما عندك دم! وتبخس من تضحيات الشعوب العربية! كيف تقول أن هذه الثورات سُمِح لها أن تتم؟! ما انت كنت قاعد في البيت في أوروبا أكيد ولا همّك ولم ترى الدم والقتلي ولم تشعر بكم تضحياتنا. أرد وأقول: أبداً والله، بل كنت أتابع الموقف ساعة بساعة، على الأقل عندما كان وطني، مصر، هو المستهدف، وشعرت بالفخر لما يفعله المصريون، وجعلوني أقشعر وجعلوا عيني تدمع وأنا أشاهد مشاهد كثيرة جداً على يوتيوب وغيرها، وبعد أن وقعت الفأس في الرأس، كنت أكتب وأشجع الناس أن تنتهي من الثورة بسرعة وأن يتركوا شخص الرئيس (ليس حباً فيه وإنما لمبادئ كتبت عنها في مقالاتي في الماضي) ويطالبوا فقط بحقوقهم كشعب، وهكذا. ولكن كل هذا ليس معناه أني صدقت المسرحية يا إخواني، كل هذا ليس معناه أني صدقت فعلاً أن الشعب المصري أو التونسي أو الليبي بالفعل قام بالثورة ونجح فيها وحده، بل لا زلت أؤمن أن الثورة سُمِح لها أن تتم، وبترتيب وتسهيل وشروط الماسونيين والمتنورين. التضحيات والناس اللي استشهدت؟ ما لازم يكون فيه تضحيات واستشهاد بالمئات في شيء مثل هذا يعني. وهوه ثورة فرنسا، اللي كانت من تدبير مؤامرات برضو، محصلش فيها تدبيح بمئات الآلاف؟ حصل. وكله لزوم التحابيش وحبك الرواية وإقناع الناس أكثر إنهم تمام، وبيضحوا وبيعملوا وبيسووا. هيه الناس دي بتلعب؟ حتخلي واحد من الشعب، مواطن عادي غلبان زيي، يقعد يكتب الكلام ده وبسهولة قوي الناس تصدقه؟ أكيد لأه يعني. دي حكومات وراء كواليس وأجهزة مخابرات وشركات عملاقة بتتعامل بالترليونات، مش الملايين. لازم يعني يخلوا الناس تصدق تماماً إنهم ثاروا كلهم مع بعض، كل سكان العالم، وإنهم تمام وزي الفلّ ونجحوا، وبرافوا عليهم

ووالله إني لأتمنى من الله أن أكون مخطئاً في كل هذا، وكلامي مكتوب هاهنا، ولن أمسحه أبداً، فإن أثبتت الأيام بعد عشرات السنيين، وكان لي العمر، أني مخطئاً، والله سأسعد بخطئي هذا وأقول: نعم، أخطأت في حكمي على الأمور، والحمد لله أني كنت مخطئاً في ذلك. ولكن إلى أن أرى الدليل على أن كلامي هذا خطأ، فإني مؤمن به كله، وأدعو كل عربي عاقل أن يفكر جيداً فيما كتبته، وأن يقوم بالبحث بنفسه على الإنترنت عن كل ما يتعلق بالماسونيين، والمتنورين، والصهيونية الروثتشايلدية، والنظام العالمي الجديد، وانظر بنفسك إذا كنت أنا أقول كلام فاضي، أم أتحدث عن احتمالات في منتهى الجدية
Freemasonry, Illuminati, Rothschild Zionism, New World Order

https://www.facebook.com/photo.php?v=282261108463512
http://www.youtube.com/watch?v=DxM9toiYxaI

الأربعاء، سبتمبر 28

أحِبُّكِ ولمْ أرَكِ

ليتني أعرف كيف أظلّ أحِبُّكِ، وأنا بعد لم أركِ
أحِبُّكِ كأني أعيش أبداً
ليتني أعرف كيف أصبر، فلا أهيم شرقاً وغرباً في طلبكِ
أطلبكِ كأني أموت غداً
ليتني أقوى على الانتظار
وألقاكِ عُمراً قبل الاحتضار
كم أتوق إليكِ
كم تنبض كل خلية في كياني بهمسة: لبَّيكِ
كم أريد أن أبوح
بحقيقتي المخجلة يا توأم الروح
وأرفع رأسي فأرى ابتسامة وكأنها ابتسامة أمّي
فتدمع عيني، وتأخذي أنتِ برأسي وتضمّي
أيا من تملكين قلبي ولم أركِ
أحِبُّكِ
أحِبُّكِ، ولم أركِ


ياسين رُكَّه

الأحد، سبتمبر 25

لا، الأمر ليس بسيطاً

كلما ظن الإنسان أن العالم بسيط، كلما دل ذلك على قلة علم، وأحياناً للأسف جهل صريح بحقيقة الدنيا والعالم. هناك فرق بين التبسيط والبساطة؛ نعم، التبسيط جميل وعلينا تبسيط الأمور للناس، ولكن الدنيا نفسها، الكون أو العالم نفسه ليس بسيطاً على الإطلاق، وإلا لكان من السهل على الملحد أن يجد الدلائل العلمية على وجود الله بدون تفكير كثير.

هل تخيلت أبداً من قبل أن كل شيء تفعله في الدنيا له تأثير ما؟ كل نظرة، كل خطرة، كل كلمة تنطق بها، كل حرف تكتبه، كل صورة تنشرها، كل نقرة بإصبعك على فأرة الحاسب الآلي كي تقول أن هذا "أعجبني"، لها تأثير لا يخطر لك على بال؟ هل تتخيل أن كل ذرة يتغير مكانها في الكون على يدك لها تأثير ما، وأن أحياناً هذا التأثير يمضي في سلسلة ردود أفعال فينتهي بتأثير عملاق لم تكن أبداً لتتخيله عندما نقرت النقرة أو كتبت الحرف؟ ولم لا؟ أليست القنبلة النووية التي قد تدمر مدينة كاملة فقط في حجم الثلاجة أو أصغر؟ ولكن تأثيرها يمضي في سلسلة ردود أفعال ذرية تدمر أحياءاً كاملة في طريقها.

ألا تصدقني؟ دعك مني، أتصدق الله ورسوله بدلاً مني؟ اقرأ التالي: ’وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَـٰذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا‘—﴿الكهف: ٤٩﴾؛ ما يطبق على المجرمين سيطبق عليّ وعليك أيضاً لأن الله هو العَدْل. "إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالا، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالا، يهوي بها في جهنم"—صحيح البخاري.

فكر قبل أن تنقر النقرة، فكر قبل أن تنشر الصورة، فكر قبل أن تنطق الكلمة، فكر قبل أن تكتب الحرف. فَكّر. ودع ما يحك في صدرك أو ما يريبك أو ما لا يوافق أهدافك المستقبلية.

ومرة أخرى، دعك مني—إن رأيت أنني أعقّد الأمور، ودعك من الآيات والأحاديث إن لم تكن مسلماً أو لم تكن متديناً، فكر في نفسك وسمعتك وما يمكن أن يُقال عنك أنت. لا يضمن أي أحد منّا حياته، إن حدث لك شيء غداً وقبض الله روحك، إن متّ أنت غداً، ماذا تحب أن يقول الناس عنك؟ كيف ستكمل الناس هذه الجملة مثلاً عنك: ’آخر شيء نشره على فيسبوك كان...‘ كان ماذا؟ أي صورة ستكون آخر صورة تنشرها على الإنترنت؟ أي كلمة ستكون آخر كلمة تقولها لأصدقائك أو يقرأها لك الناس؟ ماذا ستكون خواتيم أعمالك؟ ماذا سيقول الناس عنك إن مُتّ غداً؟ فَكّر.

—ياسين رُكَّه

قصة حُبّ قصيرة

قُلْت لها: أحِبُّكِ، ولا أريد أن أمكث في سجن الدنيا بدونكِ
قالت لي: وَيْلي، ويا غثياني، إن رأيت نفسي مع رجل غيرَك
قلت لها: أنتِ، فقط أنتِ؛ لا أريد من الدنيا سواكِ
وقالت لي: سأعطيك عيني، وأعينك على الدنيا بروحي، بل سأخدمك بكياني
قلت لها: سلمت لي يدك وعينك، عسى الله أن يعينني أجعلك ملكة
وقالت لي: كن رفيقاً عليّ، ستأخذ كل ما تريده وأكثر، بل ستجدني تحت قدميك
قلت لها: أعزّكِ الله ورفع من شأنكِ، وجبر بخاطركِ كما تجبرين بخاطري؛ أحِبُّكِ
وقالت لي: لا أريد من الدنيا سواك، ولا أريد أن أحيى مع رجل غيرك
قلت لها: وأنا لا أريد أن أحيى على الإطلاق إن لم تكوني أنتِ في دنياي

ثم كتبت لي: توقفت عن حُبّك ولا أشعر بأي شيء لكَ. تفهمني واحترم ذلك.
فكتبت لها: كيف ولِمَاذا ومن أين أتى هذا؟!
كتَبَتْ: حُبّك كان هدية من الله كما تقول أنت، أعطاها لي في وقت، وأخذها الآن. لم أعد أحبّك، وهذا كل ما عندي.
كتَبْتُ: ليتها كانت هذه الحقيقة، لكنت قد قبلتها عن طيب خاطر، ولكني لا أصدق، وهذا هو ما يجرح.

قلت: كنت أظن أن أقل ما أستحقه هو الحقيقة. أو على الأقل أن أسمع الحقيقة بنبرة ليّنة، بدلاً من قراءتها...في خطاب غير موقَّع.

قصة حبّ قصيرة. هي قصة حبّ مات قبل أن تُكْتَب له أجمل أيامه. وحيث أنه مات، فلله ما أخذ من حُبّ، وله ما أعطى من حُبّ، وكل رباط شرعي عنده بأجل مسمى، فالله حَسْبي، والحمد لله.

ياسين رُكَّه

حقوق النشر والطبع محفوظة © 2011 ياسين رُكَّه. لك حرية التمرير والمشاركة بشرط الاحتفاظ بعبارة حقوق النشر.